نص مشروع د/ صالح باصرة بشان الانتقال الى النظام الفيدرالي (جمهورية اليمن الاتحادية)
رؤية أولية وواقعية لحل القضية الجنوبية
(المحتوى الحقوقي والمحتوى السياسي)
اولا: مقدمة لابد منها (معلومات معروفة واخرى غير معروفة):
1- اشار السيد ديك شيني النائب الاسبق للرئيس الامريكي ? لمسؤول يمني كبير اثناء توقيع اتفاقية جنوب السودان مع حكومة الخرطوم في كينيا عام 2005م? الى ضرورة اعادة النظر في تشكيل الدولة في اليمن? وجاء هذا الحديث مع بدء التململ في الجنوب وبدء اول حروب صعدة الست وكان النموذج الالماني هو المطروح للاستفادة منه.
2- ازداد التوتر في الجنوب وظهر ما عرف بالحراك الجنوبي السلمي في منتصف 2007م ? وتوالت الحروب في صعدة وكانت الحرب السادسة على وشك الانفجار في النصف الثاني من العام 2009 م ? وظهر اول تصريح لنا – كوزير- عن الوضع السيئ الذي يعيشه الجنوب بسبب نهب الاراضي والاقصاء من الوظائف العسكرية والمدنية وذلك في صحيفة النداء العدد121 لصادر يوم 26/9/2007م ? واعيد نشر الموضوع في صحيفة “الايام” العدد 5210 الصادر يوم 29/6/2007م. وكذا صحف اخرى وتم الحديث في قناة “السعيدة” في بداية يونيو 2009 م وتم القول في المقابلة ان الوحدة ليست صنما نعبده ولا قصيدة نتغنى بها او خطابا حماسيا نردده? الوحدة مصالح يجب تحقيقها للناس.
3- جوبهت فكرة الدولة الفيدرالية بالرفض والشتم بل والاتهام بالسعي لتمزيق اليمن من بعض وزراء حكومة علي مجور ومن بعض رجال الصحافة والسياسيين وكتب رئيس تحرير صحيفة “14 اكتوبر” ردا على مقابلة “السعيدة ” ومقابلة 26 سبتمبر “مقالا ساخرا ضدنا وتحت عنوان: “فشفشي يعرف كل شي”.
4- حدثت ازمة 2011م او ما تسمى بحركة الشباب من اجل التغيير وتم لقاء مع الرئيس السابق الاخ علي عبد الله صالح وحسب طلبه وحضر اللقاء مجموعة من الشخصيات الحضرمية? ومنهم المهندس عمر محسن العمودي والدكتور محمد ابو بكر حميد ? وهو كاتب يعمل في الرياض في مؤسسة الجزيرة ومن المهتمين بأعمال الكاتب والشاعر علي احمد باكثير وحضر ايضا الاخ عمر محفوظ شماخ ? والاخ السكرتير عبده بورجي ? وتم اللقاء في مطلع 2011م اي بعد مهرجان المؤتمر الشعبي الذي عقد في ملعب الثورة في 10 / 3/ 2011م ? وجرى الحديث حول حل الازمة في البلد وكذا المشكلة الجنوبية وتم التطرق الى احاديث الرئيس في مهرجان ملعب الثورة حول الاقاليم.
واكد الرئيس السابق حينها ان الاقاليم التي تديرها حكومات خاصة بها هي من اشكال الدولة الاتحادية وتم التعرض لمقترح بأقاليم الجنوب ? واكد انها ثلاثة وعلى غرار ما كان موجودا في زمن الحكم البريطاني (محميات عدن الشرقية ومحميات عدن الغربية ومستعمرة عدن).
5- وفي لقاء ودي مع الرئيس عبد ربه منصور هادي ? في منزله ? عصر يوم 24/6/ 2012م ? تم الحديث من قبله عن تصوره للشكل الجديد للدولة اليمنية ? وقال : من خمسة الى سته اقاليم دون تحديد الحدود الادارية لهذه الاقاليم واكد ضرورة نقل العاصمة من صنعاء الى مكان اخر مناسب خاصة وان صنعاء تعاني من شحة المياه ورفع المياه بعد التحلية الى صنعاء المرتفعة صعب ومكلف جدا.
6- تم الاستمرار في بلورة مشروع الدولة الاتحادية من اقليمين كل اقليم من ثلاث ولايات او دولة اتحادية من سته اقاليم ثلاثة جنوبية وثلاثة شمالية وتم الحديث عن هذا المشروع في اكثر من ندوة ومنتدى ? واصبح الموضوع محل نقاش الكثير من الناس سواء او مؤيد او معارض.
7- وفي 27/12/ 2012 م ? تم تقديم ورقة مكتوبة حول حل القضية الجنوبية كقضية سياسية وقضية حقوقية ووزعت على سفراء مجلس التعاون الخليجي وعلى مجموعة من الجنوبيين اعضاء في اللجنة الفنية للإعداد للحوار ? ولكن لم استلم اي ملاحظة او تعديل على المشروع .
8- ان شعار استعادة الدولة الجنوبية او فك الارتباط امر غير ممكن الا اذا حدث اتفاق محلي واقليمي ودولي حول هذا المشروع وحتى اذا حدث هذا فان الامر يحتاج الى وقت ليس بالقصير ? واذا اراد البعض تحقيق استعادة الدولة عبر شعار التحرير والاستقلال فان هذا يعني اللجوء الى العنف والله يعلم كم نحتاج من الوقت والدم والدمار للوصول الى الاستقلال وهل سيكون كل الجنوبيين على استعداد لتقبل هذا الامر ? ومن سيحكم هذه الدولة بعد ذلك الدم الكبير والدمار الواسع ? وهل هذا التفكير تفكير عاقل ? وهل ظروف اليوم كظروف ما قبل 30 نوفمبر 1967? او يوم 30نوفمبر 1967 او يوم 30 /11/1967م ? هل نجعل العواصف تدمرنا في كل مراحل تاريخنا?
9- لقد قررت نشر هذا الموضوع بعد ان اصبح موضوع الدولة الاتحادية موضوع جدل ونقاش واسع ? ولكن مقابل صمت من اهم مكونين سياسيين ? هما المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح فلكل طرف اشارات متناقضة احيانا مؤيدة للفكرة (كفكرة)? واحيانا رافضة وتدعو الى بناء دولة مركزية اولا ? ومن رحمها يخرج النظام الاتحادي? ربما بعد عشر او عشرين سنة ? او اكثر ? ونامل ان يكون هذا المشروع مفيدا للوطن ويعالج مشكلة الرئيسية وهو قابل للتعديل والاضافة? ولكنه حجر يرمى في المياه لا اقول الراكدة ولكن الاسنة.
ثانيا : المشروع: