من الذي يعرقل الحوار ولمصلحة من ?
المتأمل جيدا لما يحصل من مستجدات في الساحة اليمنية يدرك بما لا يدع مجالا للشك أن هناك مؤامرة لإفراغ الحوار من محتواه ? واعتباره بديلا عن الثورة الشبابية السلمية ? فلم يعد يهتم نظام المبادرة بوضع الحلول واتخاذ إجراءات حقيقية لمعالجة القضايا الأساسية التي يتضمنها مؤتمر الحوار الوطني وأبرزها قضيتي صعده والجنوب لضمان نجاح حوار وطني جاد يخرج البلاد إلى بر الأمان ? فبالرغم من أن الرئيس هادي يصرح مرارا وتكرارا بضرورة إنجاح الحوار باعتباره فرصه تاريخيه لن تعوض لحل كافة المشاكل والملفات العالقة ? والانتقال باليمن إلى بر الأمان بحسب قوله ? واتخاذ إجراءات صارمة ضد من يعرقل الحوار.
ولنا هنا أن نتساءل من الذي يعرقل الحوار بالفعل ?
ولماذا لم يتم اتخاذ خطوات حقيقية لتنفيذ النقاط العشرين التي تقدمت بها اللجنة الفنية للحوار الوطني وفي مقدمتها الاعتذار من النظام عن الحروب الظالمة على الجنوب وصعده السلام والمناطق المجاورة لها والغاء ثقافة تمجيد الحروب ? كخطوات حقيقية للتهيئة لحوار جاد
ولمصلحة من تم استفزاز اليمنيين من أبناء الجنوب ? وإصرار الإخوان على إقامة مهرجان الذكرى الأولى لعيد الجلوس في عدن ? وما نتج عنها من أحداث مأساويه من أعمال قتل وقمع متعمد
وما مغزى ذكر مجلس الأمن الدولي لاسم الرئيس السابق علي سالم البيض كأحد المعرقلين لما يسمى العملية الانتقالية في البلاد? وما تبعه من تصريح قيادة وزاره الإعلام بضرورة إغلاق قناة عدن لايف التابعة للحراك الجنوبي
ولماذا تسعى بعض القوى التي تسمي نفسها بالثوار وحماة الثورة بالتعبئة للحرب الطائفية وشن حرب سابعة على صعده السلام ? وما قامت به من تنظيم المؤتمر الأول لأبناء اليمن الداعم لمحافظة صعده وسفيان والمناطق المجاورة لها
متناسيه ما تقوم به مليشياتها المسلحة بأعمال تقطعات منظمه للطرق المؤدية إلى صعده
ان كل الشرفاء والأحرار في هذا البلد يجزمون ويؤكدون إن الإجابة على تلك الأسئلة توضح من هي الإطراف الحقيقية التي تعرقل الحوار بالفعل ? والتي تسعى إلى السيطرة على مؤتمر الحوار ومخرجاته واعتبار أصحاب القضايا الاساسيه هم من يعرقلون الحوار
ومن جهة أخرى ? كيف يتم الحديث عن ضرورة إنجاح حوار وطني وجاد في ضل استمرار تدخل السفير الأمريكي في الشئون الداخلية للبلاد متجاوزا مهامه الدبلوماسية كسفير لدوله أجنبيه ? فهو ما يشرف على ما يسمى بعملية هيكلة الجيش ? ويقدم المقترحات والتي من ضمنها مشروع الفيدرالية وتقسيم البلاد إلى خمسه او ستة أقاليم من ضمنها إقليم عدن الاقتصادي بحسب ما نشرته بعض الصحف المحلية ? وما أكد ذلك تصريح الرئيس هادي بإقليم عدن الاقتصادي ? بالإضافة إلى ما صرحت به الخارجية الامريكيه في بيانها في 7 مارس بتنصيب شبكة خاصة بالا جهزه الرقابية في العاصمة صنعاء بذريعة تأمين حماية مؤتمر الحوار ? وتخصيص أمريكا أموال في دعم مشاريع الإصلاح الدستوري والاستفتاء ? والمساعدة التقنية للتحضير للانتخابات في فبراير 2014م بما في ذلك إجراء إصلاحات في سجلات الناخبين .
ان هذا كله يثبت ان أمريكا قد حسمت وحددت مخرجات الحوار من الآن وان السفير الأمريكي بجهوده الجبارة يستحق ان يتولى منصب رئيس جلسات الحوار طالما وان الحوار يتم برعاية أمميه !