مستقبلنا في ظلال دولة “الاخوان” الجديدة..!
المتمعن في طبيعية السباق والمنافسة المحمومة الدائرة بين القوى السياسية والدينية في ساحتنا المحلية اليوم يلاحظ بجلاء أن احدى هذه القوى اضحت تتعامل مع الواقع والناس باعتبارها صاحبة السلطة والاغلبية والقول الفصل في كل امونا ومصائرنا, وليس لأحد الحق في ان ينازعها او يشاركها في شيء, كما سيلاحظ ان القائمين على هذه الجماعة عاكفون ليلا ونهارا هم وذويهم وشيوخهم وانصارهم على رسم ملامح وسياسات وقوانين وانظمة دولتنا اليمنية المدنية الحديثة التي سنشهد في ظلالها رخاء وثراء وبذخاء وترفا?ٍ وعدلا?ٍ ومساواة وحريات لم يسبق لها التاريخ مثيلا?ٍ.
فحسب مؤشرات الواقع اليوم, وبناء على ما عرف به القائمون على هذه الجماعة على مدى تاريخهم النضالي من عدل ومساواة واستقامة ووطنية وفكر وعلم ومعرفة, فإن دولتنا القادمة ستكون قائمة على المغارم الشرعية التي تعتمد في سياساتها الاقتصادية على الصدقات والجزية والزكوات الشرعية, وادوات الفعل فيها ستكون الجمعيات الخيرية التي تنشط بشكل خاص في اوساط المعثرين والمعدمين فتقدم لهم الصدقات المتمثلة في (قطم) الرز والسكر, وقناني الزيت والمنتهية الصلاحية عند أي فعل انتخابي من اجل كسب اصواتهم وتحقيق الاغلبية في المجالس المحلية او البرلمانية.
وفي ظلال هذه الدولة سنضمن مستقبل آمن للفئات الكادحة والمعدمة بفضل نشاط الجمعيات الخيرية التي تتكاثر كالأرانب والتي ستقدم لنا الملابس العتيقة والمهلهلة التي استخدمها ابناء الصفوة ونشطاء وناشطات هذه الجمعيات, كما ستقدم لنا بقايا الطعام أو نفايات الولائم التي يقيمها نشطاؤها في احتفالاتهم واعيادهم, وفي الحفلات الخيرية, وسيخطب بنا شيوخهم حينها في الجوامع والمدارس وفي الاحتفالات الرسمية ويوصوننا بأن نشكر النعم التي من الله بها علينا, ويؤكدون بأن الله سيسألنا عن النعيم الذي أوصلونا اليه, واذا اعترضنا او تذمرنا سينصحوننا حينها بالصبر لأن ذلك سيكون في نظرهم ابتلاء إلهي وسيظهرون على شاشات التلفزيون يتلون علينا قولة تعالي: “ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص في الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين”.
القائمون على هذه الدولة القادمة يتقنون تماما كيف يمارسون علينا الاذلال والاهانة حيث سيعرضون في سجلاتهم كميات بقايا الاطعمة التي دخلت افواه الجياع, سيطعموننا الخبز مغمسا?ٍ بالذل في احسن الاحوال, ومغمسا?ٍ بالدم عندما لا يكون احد شيوخهم راضيا عن مستوى الانتهاكات التي تمارس بحقنا.
هذه الدولة يا اصدقاء هي العودة الى عصر “أللا دولة” واذا كان “افلاطون” قال ان معوقات الدولة هي (المال, والسلطة, والقوة, والفكر) – فإن الدولة القادمة لن تحتفظ الا بعنصر واحد هو “المليشيات” المسلحة المتعطشة للدم والعاشقة لإزهاق الارواح.
وختاما ابشروا ايها اليمنيون باننا سنتحول الى شعب متسول بامتياز, وسيعرض علينا سياسيو الدولة القادمة صباح مساء ويصمون آذاننا في جميع الفعاليات والمناسبات الوطنية وحتى خلال حفلات اعراسهم ومناسبات ذهابهم لأداء “الحج والعمرة” – انجازاتهم بزيادة اعداد الافراد المستفيدين من الضمان الاجتماعي موثقة بالأسماء والصور.
*عضو مؤسس في الحزب الليبرالي اليمني