هادي يقنع قيادات مهمة في الحراك بالمشاركة في الحوار الوطني
كشفت مصادر رئاسية يمنية أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد حقق تقدما كبيرا فيما يخص إقناع قيادات الحراك الجنوبي بالمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني? المزمع عقده في اليمن? في 18 من الشهر الحالي. وذكرت المصادر الرئاسية في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن أن هادي «التقى عددا من قيادات الحراك الجنوبي في محافظة عدن»? مؤكدة أن تلك القيادات «وافقت على حضور مؤتمر الحوار الوطني الشامل? وأنها سوف تتقدم بقوائم أعضائها إلى مؤتمر الحوار»? وحول من هي القيادات التي حضرت اللقاء مع هادي? قالت المصادر الرئاسية إن «عددهم كبير وفيهم قيادات سياسية وميدانية? وهم يشكلون مجموعة من قادة الحراك الأساسيين? الذين كانوا غير مقتنعين بفكرة الحوار الوطني ممن ينتمون إلى تيار علي سالم البيض.
ورفضت المصادر الرئاسية تحديد أسماء من حضر من قيادات الحراك? معللة ذلك بالحرص على أن لا تنسى بعض الأسماء.
وذكرت المصادر أن نزول الرئيس اليمني إلى عدن? جاء في لحظة حرجة لمعالجة بعض التوترات? التي حدثت مؤخرا وللالتقاء بشرائح المجتمع الجنوبي المختلفة? وأكدت أن قوام المشاركين في الحوار الوطني اليمني من الأعضاء وغيرهم سيبلغ 800 شخص? سيكونون في لجان مختلفة.
ونفت المصادر الرئاسية أن يكون تم الاتفاق على أن تكون الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار الوطني في مدينة عدن? مؤكدة أن جلسة الافتتاح سوف تكون في العاصمة صنعاء? وأن جلسات أخرى ستعقد في مدن أخرى? حسب الحاجة إلى ذلك? وأن الرئيس عبد ربه منصور هادي سيكون رئيس المؤتمر? باعتباره مرجعية الحوار? حسب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة.
وفي هذا السياق? قال الكاتب الصحافي اليمني أنيس منصور لـ«الشرق الأوسط» معلقا من عدن إن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي «يقوم بعملية استقطاب ذكية للقيادات المنتمية لتيار القيادي في الحراك الجنوبي علي سالم البيض? المقيم في بيروت? الذي يصر حتى اللحظة على رفض المشاركة في الحوار الوطني ويتمسك بالانفصال».
وذكر منصور أن «التغير الذي طرأ على القيادات المتوسطة في الحراك لصالح المشاركة في الحوار الوطني حدث بعد بيان مجلس الأمن الدولي الأخير? الذي هدد معرقلي المبادرة الخليجية في اليمن بعقوبات دولية? ونص على اسم علي سالم البيض? ومن هنا أراد بعض المحسوبين على البيض النأي بأنفسهم عنه».
وذكر منصور أن قطاعات واسعة في الحراك الجنوبي بدأت تتقبل فكرة المشاركة في الحوار الوطني? بعد لقاءات أجراها الرئيس هادي معهم? «خاصة بعد عمليات العنف التي نفذتها عناصر محسوبة على تيار البيض في الحراك? حيث نأت كثير من القيادات المثقفة والأكاديمية والدينية بنفسها عن العنف وأدانته».
وأكدت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» لقاء الرئيس اليمني بعدد من قيادات الحراك الجنوبي? وأشارت إلى أن هادي أكد أن اليمن لم يعد بعد اليوم مكانا لمن «يستغل القضية الجنوبية أو يتاجر بها هنا أو هناك».. مشيرا إلى أن الآلية التنفيذية للمبادرة قد تضمنت معالجات وطنية وجذرية للقضية الجنوبية? وشكلت فرصة تاريخية ونادرة لن تتكرر.
وأشار هادي حسب الوكالة إلى أن «العالم اليوم يقف مع اليمن ويساند المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة? وقراري مجلس الأمن 2014 و2051»? داعيا الجميع لاستلهام التجارب والعبر التي مر بها اليمن? و«نحن أمام فرصة تاريخية لحل كل مشكلاتنا والملفات العالقة من خلال بوابة الحوار الوطني الشامل? الذي تتجه الأنظار إليه وبكل تفاؤل من أجل أمن واستقرار اليمن».
الشرق الأوسط