القشيبي الرعب القادم من عباءة علي محسن
برز اسم اللواء القشيبي إلى الواجهة عقب مجزرة جمعة الكرامة متزامنا?ٍ مع ما وصف بانشقاق قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء علي محسن الأحمر عن نظام الرئيس المخلوع.. وبدا حينها أن علاقة قوية تربط بين اللوائين في الجيش? وأنهما يسيران معا?ٍ في ذات الاتجاه..
لم تكن هذه العلاقة لتثير تساؤلات ذات أهمية كبرى? لولا صدور قرارات رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بشأن هيكلة الجيش? والتي قضى أحدها بتعيين اللواء الركن عبدربه أحمد القشيبي قائدا?ٍ لقيادة العمليات الخاصة والتي تضم ما كان يعرف بالقوات الخاصة والحماية الرئاسية وقوات مكافحة الإرهاب? وهو القرار الذي وصف بأنه جاء بناءا?ٍ على رغبة اللواء علي محسن الأحمر? والذي سعى بعد ذلك لتمرير أسماء قادة عسكريين آخرين في مراكز عليا بينهم العميد الركن حميد القشيبي قائد اللواء 310 مدرع والمرابط في محافظة عمران..
وتربط القشيبي العميد بالقشيبي اللواء وشائج الدم والقرب? ويجمعها معا?ٍ ما يوصف بالولاء العسكري- أو بتعبير أدق- العلاقة القوية باللواء علي محسن الأحمر? الذي ما زال يدير الفرقة التي لم يعد لها وجود قانوني وفقا?ٍ لقرارات الرئيس بشأن الهيكلة. كما هو الحال مع الحرس الجمهوري.
ويؤكد مراقبون أن اللواء الأحمر? عندما وجد أنه غير قادر على الجمع بين قيادة المنطقتين الشمالية والغربية معا?ٍ بفعل رفض الرئيس هادي لذلك? قدم مقترحا?ٍ لهادي بتعيين العميد الركن حميد القشيبي قائدا?ٍ للمنطقة الشمالية وهو ما رفضه هادي أيضا?ٍ مما أزم العلاقة بين رئيس الجمهورية والجنرال الأحمر..
والعميد القشيبي متهم من أطراف عسكرية وسياسية بالوقوف وراء التمرد الذي حدث في لواء العمالقة على قائده السدمي الذي نجا بروحه من بوتقة تمرد جنوده? أو ثورتهم عليه فهو أيضا?ٍ أحد أزلام النظام الفاسد وبمجرد مغادرته قامت قوات من اللواء 310 مدرع بقيادة العميد القشيبي بالسيطرة على مواقع ومعسكرات لواء العمالقة وإخضاعها لإدارة العميد بمسمى قائد محور سفيان? وهو ما اعتبره فرضا?ٍ لهيمنة بيت القشيبي على الجيش خلفا?ٍ للمكانة التي حظي بها اللواء الأحمر طيلة أكثر من ثلاثة عقود..
يعزز هذه السيطرة وجود ضباط وقادة عسكريين آخرين من بيت القشيبي في مواقع عسكرية مختلفة? ويبررها عجز علي محسن من الاحتفاظ بمركزه ومكانته السابقة بعد هيكلة الجيش وفقا?ٍ للمبادرة الخليجية وتخلي أطراف عدة عنه بما في ذلك حكومة الرياض? وهو ما يفسر سعيه إلى توطيد مكانة بيت القشيبي الموالية له لجعلها تتحكم في مفاصل مهمة للقوات المسلحة? لتصبح الرعب القادم وسيف علي محسن البتار? وما يدلل على ذلك أيضا?ٍ أن علي محسن عندما أراد أن يعلن رفضه لقرارات الهيكلة ذهب إلى اللواء 310 مدرع الذي يقوده القشيبي ومن هناك أشاد بالقشيبي ودشن العام التدريبي الجديد ليبدأ تمرده العلني..
كما أنه كان قد رفض قرارات الهيكلة عند لقاءته بالرئيس هادي قبل صدور القرارات فتم مصالحته بتعيين أحمد القشيبي قائدا?ٍ للعمليات الخاصة..
وتثار أسئلة كثيرة حول إمكانية حدوث ذلك بشكل محكم كما هو مخطط له? غير ان مراقبين يرون أن حدوث ذلك يتوقف على حجم الضغوط الموجهة إلى الرئيس هادي? ومدى قدرة هادي على مقاومة هذه الضغوط وتجاوز حالة الاحتقان التي مازالت تلقي بظلال من الشك والمخاوف على اتمام عملية الهيكلة للجيش..
وفي حال وجد آل القشيبي الفرصة سانحة أمامهم? خصوصا?ٍ في ظل دعم قوي ولا محدود من قبل حزب الإصلاح? فإن الاقطاعيات المسلحة والهيمنة العسكرية قد تدخل البلاد في عهد جديد من الرعب الذي لم يكن الشعب يتنفس الصعداء تماما?ٍ بالخلاص منه? وهو ما سيجر البلاد نحو مرحلة مظلمة ويعرقل وجود مؤسسة عسكرية قوية ومستقلة يملكها الشعب لا الجنرالات.