حرامية اليوم … لصوص الماضي
لقد غدا الفساد نمطا?ٍ شائعا?ٍ في جل هذه الأنظمة ? أقصد بها الدول التي حصلت على استقلالها وحكمت نفسها بالثورة وأقامت نظامها باسم الثورة.. أينما جلست للمقيل في هذه الأيام أجد القوم يتساءلون : كيف نقضي على كل هذا الفساد – القديم الجديد- ولماذا نحن دائما?ٍ في هذا البلد ننتقل من السيئ الى الأسوا? ولا أنتقاد إلا لتلك العقليات المتعفنة لتعيد علينا نفس الأدوار التي مارستها علينا في الماضي..?
طالما قلت ورددت ما أقول وجنيت الشتائم والاتهامات كلما قلت إن ما سميناه بالأزمة السياسية كانت حقا?ٍ حركة الحرامية? ففي ظل النظام السابق كان الفساد شائعا?ٍ ومنظما?ٍ وكان “المشائخ” والباشوات و المتنفذين يسلبون الوطن والناس جهرا?ٍ نهارا رشوات واختلاسات وسرقات منظمة للمال العام.
حتى ضاقت بهم وبشخوصهم المقيتة البلاد والعباد ذرعا?ٍ? واعتلى اليأس والقنوط كل الحالمين بوطن يعيشون تحت سمائه حياة عزيزة كريمة لاتشوبها مأساة الفاقة وذل الفقر والاغتراب في بلاد الغير.
لقد استبشر اليمانيون خيرا?ٍ عندما رأوا تلك الهبة القوية للشباب واستبشرنا أكثر بدولة قوية ووطن عزيز يحتضن كل اليمنيين للعيش في بلادهم بأمن وأمان وأستقرار وبكرامة? بدلا?ٍ من اقتصاره على شلة هي نفسها التي حكمت وامتلكت وتحكمت في كل مقومات الحياة … بيد ان ذلك جرى عندما كانت البلاد والعباد بقيادة الشباب يهيجون هيجان البراكين الثائرة.
لكن الصوص تظل لصوص حتى لو على مقامها فقد ظلوا بالمرصاد يتربصون الدوائر لأنهم لا ولن يروق لهم ان ينعم الشعب بحياة كريمة في وطنه بدلا?ٍ من حياة الذل والمرمطة في بلاد امراء النفط والثراء..
إن احلام وطموحات شعب بأكملة هي حصيلة ما سرقة أولئك الحرامية (القدامى الجدد) وهي ليست أقل كلفة من فقدان أمن واستقرار البلد والدفاع عن حدوده ووحدته وحماية مياهه وسواحله.
بالطبع لم يعجب هذا الوضع الأفندية من المشائخ والباشوات والمرجعيات فثاروا مع الشباب وطالبوا بضرورة تغيير النظام الذي هم حكام وحاكمين فيه الى نظام جديد يمتطون كل زمام اموره ومفاصل القوة فيه.
وبهذا عاد القوم الى سابق عهدهم شيئا?ٍ فشيئا?ٍ حتى نصاب الفساد في أيامنا هذه في بلد الإيمان والحكمة كما يقال في البلدان الثورية المشابهة.. ينهبون كما يحلوا لهم? ولكنهم ينهبون وهم ينشدون أناشيد العزة والكرامة والسيادة الوطنية..
وهنا سنحتاج مرة أخرى إلى تسديد فاتورة العزة والكرامة التي هي أثمن من الفوضى وضياع الأمن والاستقرار وسلامة أرواح الناس..?
وحتى نحصل على مثل هذا الوطن.. أترك القارئ ليفتش في ضميره ويفصل مابين السطور فما قلته لم تكن الا نطفة من بحرولكم الرأي يعود..?