جنوب اليمن على “صفيح ساخن”
يعيش جنوب اليمن منذ 21 فبراير على صفيح ساخن? نظرا?ٍ لما يشهده من أحداث دامية راح ضحيتها العشرات من أبناء اليمن نتيجة الاشتباكات بين الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال? وحزب التجمع اليمني المؤيد للوحدة.
وتصاعدت الأحدث من العنف والاشتباكات إلى أن تطور الأمر إلى عصيان مدني دخل يومه الثالث على التوالي بمدينتي عدن والمكلا بجنوب اليمن? وسط تصاعد أعمال حملة أمنية تشنها السلطات بهدف محاولة كسر العصيان ووقف أعمال الاحتجاجات التي باتت تأخذ منحى تصاعدي? واحتجاجا على مقتل 15 من “الحراك الجنوبي”.
إلى ذلك ? وفي زيارة تعد الأولى منذ توليه الرئاسة وصل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى عدن في زيارة مفاجئة إلى المدينة الرئيسية في جنوب البلاد المضطرب أبين – مسقط رأسه- ? حسبما ذكرت تقارير إخبارية أمس الأحد.
وتأتي زيارة هادي بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات بين أنصار الحراك الجنوبي? الذي يدعو إلى الانفصال عن الشمال? وقوات الأمن وحزب التجمع اليمني للإصلاح المؤيد للوحدة الوطنية ? حيث بدأت الاشتباكات في عدن عندما أطلقت قوات الأمن النار على المتظاهرين المؤيدين للانفصال هناك يوم الخميس الماضي 21 فبراير مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص.
اعمار عدن
وقال هادي عند وصوله أبين أن الأعمال جارية على قدم وساق من اجل إعادة أعمار المحافظة وإعادة الحياة إلى ما كانت عليه قبل عدوان تنظيم القاعدة على المنطقة وقام بجولة ميدانية واطلع على حجم الأضرار والدمار الذي لحق بالأحياء السكنية في كل من الكود وزنجبار وجعار والمناطق المجاورة لها.
وكان وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر احمد وصل إلى عدن قبل هادي بساعات وعقد اجتماعا ضم قيادات المناطق العسكرية والأمنية وناقش الأحداث التي شهدتها عدن خلال اليومين الماضيين? بحسب المصدر ذاته.
وتستمر أعمال العنف في مدينة عدن وتوقف الدراسة في معظم المدارس والجامعة في مدينة عدن بسبب المواجهات المتواصلة بين نشطاء الحراك الجنوبي وقوات الأمن ? حيث أغلقت الطرقات بالإطارات الحارقة? كما قام نشطاء في عدة مدن في محافظة حضرموت بإغلاق الشوارع ومهاجمة مقرات تجمع الإصلاح? وامتدت هذه الأعمال إلى محافظة شبوة.
أنباء متضاربة
وقالت مصادر حكومية لصحيفة “البيان” الاماراتية أن هادي أقال مدير أمن عدن صادق حيد من منصبه بسبب الفشل في معالجة الوضع الأمني وكلف نائبه نجيب مغلس بالقيام بهذه المهمة? أعقب ذلك زيارة تفقدية لمحافظة أبين وذلك للاطلاع على طبيعة الأضرار التي لحقت بالمباني والمنشآت ومنازل المواطنين والمزارع بالمحافظة? جراء المواجهات مع تنظيم القاعدة الذي سيطر على المدينة نحو عام كامل قبل تحريرها.
في المقابل نفى مدير أمن محافظة عدن ما تناقلته وسائل إعلامية عن إقالته من منصبه وتعيين نائبه العقيد نجيب عبد الجبار المغلس بدلا عنه.
وقال حيد في تصريح لـ “اليمن اليوم” مساء أمس الأحد : هذا الكلام لا أساس له من الصحة ولا وجود له سوى في أذهان من اختلقوه مؤكدا بأنه في مكتبه.
وأضاف : انا الآن الساعة الثامنة مساء? عائد من مقيل جمعنا بالأخ رئيس الجمهورية وعندما وصلت المكتب فوجئت بأن النائب نجيب المغلس غرر بالشباب في المكتب بأنه مكلف بالقيام بمهام مدير الأمن? وشرع في توجيه مذكرة إلى البنك المركزي بتزويده بنماذج للتوقيعات على الشيكات وما إلى ذلك ? وهو عمل لا أدري كيف سمح به الأخ مغلس لنفسه .
وأشار إلى أن قرار تغيير مديرا أمن محافظة وتعيين آخر لا يكون بهذا الشكل? هناك إجراءات متبعة حيث تنزل لجنة استلام وتسليم بعد صدور قرار رسمي بذلك.
عصيان مدني
وفي ذات السياق شل عصيان مدني يوم السبت 23 فبراير الحركة التجارية والمصالح الحكومية بمدينتي عدن والمكلا بجنوب اليمن? احتجاجا على مقتل 15 من “الحراك الجنوبي” الذي يدعو إلى انفصال جنوب اليمن عن شماله.
وقال مصدر محلي يمني لأحد الصحف اليمنية: “بدأ العصيان المدني الذي دعا له “الحراك الجنوبي” صباح اليوم بمدينتي عدن والمكلا بإغلاق المحلات التجارية والتوقف عن العمل وشل حركة المواصلات? احتجاجا على مقتل 15 من عناصره وجرح العشرات بمدينة عدن الخميس الماضي”.
وأضاف المصدر: “أن مديريات عدن السبع بدأت اليوم عصيانا مدنيا”? مشيرا إلى أن “أنصار الحراك قاموا بقطع الطرق في المنصورة والمعلا وخور مكسر? احتجاجا على أعمال القمع التي حدثت الخميس وراح ضحيتها نحو 15 قتيلا بالإضافة إلى عشرات الجرحى”.
وأشار إلى “قيام قوات الجيش بمحاولة فتح الطرق في مدينتي عدن والمكلا اكبر مدن الجنوب? لكنها جوبهت بمقاومة شديدة أدت إلى جرح العديد من المحتجين”.
من جهة أخرى? أحرق مجهولون أحد مقرات حزب الإصلاح “الإخوان المسلمين” في المكلا ورشقوا المقر بالحجارة والطماطم? فيما هرعت سيارات الإطفاء إلى المقر لإطفاء الحريق.
ونحو هذا الصدد تواصلت بمدينة عدن لليوم الثالث حالة العصيان المدني وسط تصاعد أعمال حملة أمنية تشنها السلطات بهدف