عيون الضحايا? حتى وهي مرسومة على جدار? ترى الجناة وتخيفهم:
يبدو أن لعيون الضحايا حتى وهي مرسومة فقط على جدار قدرة على الرؤية وقوة مزلزلة لا يدركها سوى الجناة. هذا ما تقوله ثاني محاولة طمس ممنهجة لجداريات المخفيين قسريا التي قامت حملة “الجدران تتذكر وجوههم” برسمها على عدد من شوارع العاصمة صنعاء وعدة مدن أخرى.
فمنذ قيام عناصر تابعة لقوات الفرقة الأولى مدرع بطمس الجداريات المرسومة على جدار مذبح إثر إنطلاق الحملة قبل نحو 6 أشهر? لم تسجل حالة إعتداء أخرى مشابهة على الجداريات حتى هذا الإعتداء الذي طال جداريات مرسومة على أحد جدران جامعة صنعاء القديمة (الآداب).
في الاعتداء السابق على جداريات المختفين في جسر مذبح? استهدف الجناة بالطمس والتشويه وجوه وأسماء وبيانات المختفين على جدار الجسر في ظلام الليل مستخدمين اللون الأزرق.
وفي الإعتداء الأخير على جداريات المختفين في سور الجامعة القديمة? استهدف جناة غير معروفين للحملة حتى الآن عيون المختفين فقط بالطمس والتشويه مستخدمين لونا ذهبيا.
الرسام مراد سبيع نشر هذه الصورة مع تعليق على صفحته قال فيه: “إما أن يكون لعب أطفال أو أن جداريات المختفيين قسريا بالأخص “عيونهم” مازالت تخيف? والدليل كما يبدو عليه حال العديد من الجداريات المرسومة على جدار الجامعة القديمة والتي طمست فيه عيون المختفين قسريا.. العيون فقط وببخاخ ذهبي اللون”.
لكن? من المستبعد? أن يقوم عابث بتجنيد نفسه لمهمة كهذه. ما الذي قد يستفز أحدنا في رسوم وجوه مختفين قسرا تنتظرهم أسرهم منذ عقود ويدفعه إلى شراء بخاخات ألوان والخروج ليلا إلى الشارع حيث سيقضي وقتا بمشاعر لص وقاتل وهو يؤدي مهمته? مهمته المقدسة في طمس وتشويه وجوه مختفين منذ عقود بدلا عن التعاطف مع المختفين وأسرهم?
لا أظن أن هناك عابثا يتطوع لمهمة حقيرة كهذه بلا أسباب? وبدون أن تكون وجوه وعيون المختفين التي ربما يمر جوارها نهارا تسبب له الكوابيس ليلا.
كل يوم? تثبت حملة “الجدران تتذكر وجوههم” أنها أكبر من توقعاتنا. ويبدو أن هذه الحملة لن تتوقف عند البحث عن المختفين قسريا وتسليط الضوء على قضيتهم فحسب? بل ربما تتخطى هذه النقطة إلى تسليط الضوء على الجناة? صناع مأساة المختفين قسرا في اليمن.