هل تصرخ?ْ بوجه? الزمن? وتدعو للج?ِمال!
يا وطني الأحببت?ْه بإنسان?ه? وسمائ?ه? وأرض?ه? وهوائ?ه?.. ويا بلدي العشقت?ْه?ْ بخيرات?ه? وغمزات?ه?? بماضيه? المنكوب? وآتيه? المطمون?? لك?ِ نذرت?ْني حرف?ٍا ي?ِنبض?ْ بحق??ك?ِ صلاة?ٍ لا ت?ْنه?ِب?ْ? لك?ِ وهبت?ْني م?ِداد?ٍا مغموس?ٍا بج?ِمال?ك?ِ غبطة?ٍ لا تنضب?ْ!
كنت?ْني فيما مضى أغرق?ْ في لجج? حرف?ك?ِ الش??عري?? ت?ْقل?ب?ْني على نيران?ك?ِ الم?ْتأج?جة? وأتلذ?ذ?ْ دون?ِ م?ْنازع?ُ? لكن?ك اليوم?ِ ت?ِر?ف?ِع?ْني بعرائ?ك?ِ عالي?ٍا على صليب?ك?ِ? ومسامير?ْ المسؤولي?ة? تنخر?ْ وجداني بآلام?ُ لا تتناهى? وحر?بت?ْك?ِ الكلمة?ْ ت?ْطعن?ْ في خاصرتي? لت?ْذكي?ِ وجعي الأخضر?ِ بمهم?ة?ُ ت?ْشقيني كتابة?ٍ? وأزداد?ْ توع??ْر?ٍا وتوغ?ل?ٍا في م?ِسالك? عشق?ك?ِ الشائك?? ليزهو?ِ قلمي بدم?ك? وليس م?ِن ي?ِطويني في رمس? كتاب!
ها المقالة?ْ تسرق?ْني من هدأتي? لينتشل?ِني حوار?َ مع كهل?ُ تتراقص?ْ دمعة?َ خرساء?ْ في عين?ه?? ولتتنازع?ْني لقاءات?َ ثقافي?ة?َ ما بين?ِ صحوة?ُ وغفوة?ُ? لأظل??ِ على أهبة? مشاريع?ِ تتراكم?ْ تدوين?ٍا وتأجيل?ٍا? في حين الجيب?ْ ي?ِغلي إفلاس?ٍا? وما بالي?ِد? حيلة?َ? والقلب?ْ ينفث?ْ حسرات?ه لوعة?ٍ? بقصيدة?ُ مجمورة?ُ لا تترم?د?ْ!
حالي هو حال?ْ شعرائ?ك? وأدبائ?ك?ِ يا وطني الضائع? وليس?ِ م?ِن يأخذ?ْ بأيادينا ولا بحروف?نا? لي?ْس?ك?ن?ِها في سموات? النور? لتستضيء?ِ ببهاء? وجه?ك?ِ الحقيقة?ْ وكل??ْ الشعوب? فمتى نستنير بالكلمة الحقة? في أحضان أمومة?ُ ثقافي?ة?ُ ترعى ب?ِن?يها البر?ِرة من الأدباء والقر?اء?!
وتشاء?ْ الصد?ِف?ْ الكريمة?ْ? وفي غمرة? ف?كر?ي الحائر? الموجوع? بتساؤلاته?? أن تتلألأ?ِ حروف?ْ “وجدان عبد العزيز” الناقد العراقي? مشكور?ٍا? وتتبس?م?ِ بحنان?ُ في غفلة?ُ من هذياني? لتهد?ئ?ِ م?ن رو?ع قلبي? بل وت?ْلهب?ْه?ْ بقول?ها: على رسل?ك? عزيزتي? ا?قرئي ما كتبت?ْه?ْ عن آمال عو?اد رضوان? فأنا وعيني لا نعرف?ْك? إل?ا م?ن حرف?ك? المنشور?!
ك?ِتب?ِ وجدان عبد العزيز ي?ْفاجئ?ْني بلفتت?ه? الكريمة- “مرغوا نهدي??ِ بع?طر?ه? الأزرق?” – آمال عو?اد رضوان!
في مساء?ُ برودت?ْه?ْ شفيفة?َ? حاولت?ْ أن أفتدي?ِ نفسي بمثاقيل? الذهب? البر?اق? لقاء?ِ استراحة?ُ بسيطة?ُ? ثم? حاولت?ْ رف?ع?ِ نفسي? لأرى مساحة?ِ الكون وخضم? الحياة? بغيوم?ُ مبل?لة?ُ بالألم واليأس? وبقيت?ْ أحاول?ْ? وأحاول?ْ عل??ي أجد?ْ كو?ة?ِ ضوء?ُ في العتم الرمادي?!
كل??ْ هذه النوازع تتوارد?ْني? وأنا أدخل?ْ حدائق?ِ الشعر?? وأمتح?ْ من أزاهير?ه?? أحس??ْ أريجات?ه? فتهدأ نفسي? وتمتلئ?ْ بحب?? الحياة? وكل?ما كان?ِ الشعر?ْ صادق?ٍا? كان?ِ أكثر?ِ جمال?ٍا? لأن? الصدق?ِ ي?ْضيف?ْ للشعر? قيمة?ٍ ع?ْليا? تترس?خ?ْ في مكنونات? الكلمة?? م?ن خلال? لغة? الأحاسيس? الم?ْشتركة? ما بين?ِ الشاعر? والمتلق?ي? كذلك? فالش??عر?ْ هو الأداة?ْ التي م?ن خلالها نستطيع?ْ البوح?ِ بها? عن المعاناة? ال?تي تلف??ْنا دو?امت?ْها منذ?ْ زمن?ُ بعيد.
فالش??عر هو فن??ْ الكلام? الم?ْنم?ق? ال?ذي يحمل?ْ معه وشاح?ٍا هادئ?ٍا من النبرة? المت?زنة? كي ي?ْدخل?ِ البهجة?ِ إلى النفوس? الظامئة? للحقيقة? فهو القامة?ْ ال?تي تتشب?ث?ْ بها هموم?ْ المجتمع? ورؤى المتطل??عين?ِ إلى غد?ُ م?ْشرق?ُ جميل? وهو لغة?ْ الخيال? والعواطف?? لها صلة?َ و?ْثقى بكل?? ما ي?ْسع?د?ْ وي?ِمنح?ْ البهجة?ِ والمتعة?ِ السريعة? أو الألم?ِ العميق?ِ للعقل? البشري?. إن?ه?ْ اللغة?ْ العالية?ْ ال?تي يتمس?ك?ْ بها القلب?ْ طبيعي??ٍا? مع?ِ ما ي?ِملك?ْه?ْ م?ن إحساس?ُ عميق.
“الش??عر?ْ ليس?ِ تاريخ?ٍا للواقع”? يقول?ْ الشاعر محم?د إبراهيم أبو سن?ة? لكن?ه تجسيد?َ لرؤية الشاعر لهذا الواقع? وتعتمد?ْ هذه الرؤية?ْ على وعي الشاعر وثقافت?ه?? وكل?ما ات?سع?ِ وعي?ْه?ْ وثقافت?ْه?ْ? جاءت قصيدت?ْه?ْ مكتنـزة?ٍ وم?ْعب??رة?ٍ.
أسوق?ْ هذه? المقد?مة?ِ? لأدخل?ِ إلى عوالم? كاتبة?ُ تعد?دت? م?ِحط?ات?ْها في عالم الحرف? والكلمة? وبما أن?ي مي?ال?َ للش??عر? وهو يغزو أعماقي دون أي?ة م?ْمانعة?ُ من?ي? أتناول?ْ الكاتبة آمال عو?اد رضوان هنا? كشاعرة?ُ في قصيدة?ُ لا تخلو م?ن م?ْشاكسة?ُ وبحث?ُ عن حقيقة? قد عانت? منها الشاعرة? وهي بعنوان (مر??غوا نهد?ِي?ِ? بع?طر?ه? الأزرق?)!
م?ن?ِ العنونة? نجد?ْ ح?د?ة?ِ الم?ْغاي?ِرة? ظاهرة?ٍ للعيان? ومثيرة?ٍ لخلجان? الإنسان بف?عل?ها الأمر (مر?غوا)? إلى كلمة (نهد)? فالعنوان?ْ فيه? خصوبة?َ في كل? الجوانب?? سواء العاطفي?ة الم?ْثيرة للحواس?? أو كو?ن النهد رمز الحياة? وعنوان النمو? فيها إلى العطر? الأزرق? ك?ِح?ْل?ة?ُ ج?ِمالي?ة?ُ أو عامل? جذ?ب?ُ م?ْغر?ُ.
إن? القصيدة?ِ ب?ْنيت? على عوالم?ِ م?ْغاي?رة?ُ قالتها الشاعرة? وأحجمت? عنها في ذات الوقت? فـ (الشاعر ينقل?ْ تجربة?ٍ ذاتي?ة?ٍ م?ْثقل?ِة?ٍ? تستند?ْ بلا شك??ُ إلى خلفي?ة?ُ فيها? بالإضافة? إلى المشاعر? هناك م?ْدر?ِكات?َ وثقافة?َ وتجارب?ْ واقعي?ة?َ وأفكار?َ. فيها تجربة?ْ عقل?