القاعدة تعترف بمقتل مسؤولها الشرعي في جزيرة العرب
صدر عن مؤسسة الملاحم التابعة لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب فيلم بعنوان “رثاء الشيخ عادل العباب”. وصدور هذا الفيلم يؤكد? بشكل رسمي? مقتل المسئول الشرعي لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب? الشيخ العباب.
تضمن الفيلم الجديد? والذي لم ي?ْنشر بعد? كلمة للشيخ حارث النظاري? الذي ي?ْتوقع أن يحل محل الشيخ عادل العباب في رئاسة اللجنة الشرعية? وكلمة للمسئول الدعوي لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب? وصاحب الرقم ثلاثة في قائمة المطلوبين للسعودية? الشيخ إبراهيم الربيش? كما تضمن الفيلم مقتطفات من كلمات سابقة للشيخ أنور العولقي الذي ق?ْتل بغارة أمريكية على محافظة الجوف بتاريخ 30\سبتمبر\2011م? أي قبل نصف شهر من الغارة التي ألحقت نجله عبد الرحمن به? في تاريخ 14\أكتوبر\ 2011م.
وق?ْتل الشيخ عادل العباب بتاريخ 4\ أكتوبر 2012م. حين نفذت طائرة أمريكية من دون طيار غارة على سيارة كانت تقله في مديرية الصعيد بمحافظة شبوة. ولم تكن الحكومتان? اليمنية والأمريكية? تعلمان أن المسئول الشرعي لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب هو من قضى في تلك الغارة التي تحدثت وسائل الإعلام اليمنية عن ضحايا غير حقيقيين لها.
وتحدث الشيخ حارث النظاري عن الشيخ عادل العباب كعالم قرن علمه بعمله? وفي هذا تعريض بمن يسميهم تنظيم القاعدة “القاعدون عن الجهاد” من العلماء الذين يقتربون منهم فكريا? خصوصا أولئك الذين درس الشيخ عادل العباب على أيديهم قبل أن ينتقل إلى ما يعتقد أنه التطبيق العملي لما تعلمه. ودرس الشيخ عادل العباب على أيدي مشايخ من الفصيل السلفي الأكثر قربا من تنظيم القاعدة.
وقال الشيخ حارث النظاري “إن حياة الشيخ عادل العباب خ?ْتمت بشهادة دمه على صدق دعوته? والشعوب لا تنهض ولا تتحرك إلا بدماء قدواتها”.
وأضاف النظاري: “قتل الشيخ أبو الزبير كما قتله غيره من العلماء والصالحين والأبرار بصواريخ الكفرة الأمريكان? وما ذلك بغريب? فالحرب بيننا وبين الروم لم تضع أوزارها بعد? ننال منهم وينالون منا? ونألم كما يألمون? لكن شتان? فنحن نرجو من الله ما لا يرجون? إنما الغريب عن الفطرة البشرية وعن الخلق السوي هو مدى الخسة والخيانة والعمالة والانحطاط الذي وصل إليه عبد أمريكا عبد ربه منصور هادي مع شرذمة من الأنجاس التي تحكم اليمن” حد تعبيره.
ويرى النظاري أن أمور الحرب بينهم وبين الولايات المتحدة الأمريكية تسير عكس منطق فارق القوة المادية بين الطرفين? ويوجه سؤاله للأمريكيين: “ألا ترون أيها الأمريكان أن المجاهدين وبعد سنين من التضحية والجهاد والاستشهاد? تحتضنهم قلوب الشعوب المسلمة? تحبهم? تجلهم? تكبر تضحياتهم? تؤويهم وتنصرهم? مضيفا: فهل لكم القدرة أيها الأمريكان على استئصال الشعوب وسحقها?. لقد أنزلتم أطنانا من القنابل والصواريخ على أفغانستان والعراق? لقتل المستضعفين? فهل انتصرتم”?.
وحرص النظاري على تذكير الأمريكيين بهزائم سابقة وحاضرة في أكثر من بلد? وعلى تبشيرهم بهزائم لاحقة في اليمن? قائلا: لقد ه?ْزمتم في فيتنام? وفي خليج الخنازير? وفي الصومال? وأنتم ت?ْهزمون اليوم في العراق وفي أفغانستان? ثم تساءل: “أوتحاولون اليوم نصرا في جزيرة العرب?. هيهات هـيهات”. كما حرص النظاري على تأكيد أن المعركة ليست ضد أشخاص أو تنظيمات أو جماعات? وإنما هي معركة المسلمين جميعا? ويرى أن “الأمة المسلمة بطليعتها المجاهدة قد قطعت شوط?ٍا كبير?ٍا من الجهاد والتضحيات? ولم يبق إلا اليسير لتسقط أمريكا قائدة الحلف الصليبي” حد قوله.
المحاكم الشرعية.
ومن يدرك الدور الكبير الذي لعبه الجهاز القضائي لتنظيم القاعدة في خلق حالة من التقارب بينهم وبين المواطنين في المناطق التي حكموها? سيدرك كم كانت خسارته للشيخ عادل العباب موجعة? على اعتبار أنه صاحب فكرة المحاكم الشرعية.
وبحسب الشيخ إبراهيم الربيش فإن الشيخ عادل العباب كان صاحب فكرة المحاكم الشرعية في المناطق التي سيطر عليها تنظيم القاعدة بجنوب اليمن مطلع عام 2011م واستمرت تحت سيطرة حتى منتصف 2012م. وقال الربيش إن حرص العباب على القضاء ابتدأ بسعيه إلى إنشاء جهاز قضائي أو لجنة قضائية تشرف على قضايا الناس وتتشاور فيها? منوها إلى أنه كان على تواصل دائم مع عدد من العلماء خارج التنظيم لاستشارتهم فيما ي?ْشكل عليه.
وأشار الربيش إلى أن من نتائج جهد الشيخ عادل العباب ثلاث محاكم شرعية? في مدينة جعار بمحافظة أبين? وفي مدينة عزان بمحافظة شبوة? وفي مدينة رداع بمحافظة البيضاء? وأنه كان مجتهدا في تأهيل قضاة جدد فيما لو احتاجت الأمة لمحاكم شرعية جديدة بمناطق أخرى? حد قوله.
أما المقتطفات المختارة للفيلم من كلمات الشيخ أنور العولقي فقد كانت تتحدث عن ثقافة الشهادة بشكل عام? ولم تكن تعليقا على مقتل الشيخ عادل العباب? لأن العولقي اغتيل قبل العباب? وصدر عن مؤسسة الملاحم فيلم يرثيه بعنوان “شهيد الدعوة”.
وقال الشيخ أنور العولقي إن الشهادة مكسب وليست? خسارة? وإن هذا