ن?ْريــد وطن?ٍــا?ٍ ح?ْــر?ٍا لا يسيــر فــي ف?ْــلك أحــد
لست بحاجة للقول: إن المملكة العربية السعودية وقطر وأمريكا وإيران لهم مصالح في اليمن? لكن أين مصلحتنا نحن كيمنيين? أين مستقبلنا نحن? ألم يكن بوسع الشباب المستقلين وقادة الرأي والمثقفين أن يصيروا أبطالا?ٍ لو أنهم أدركوا معنى التغيير? لكنهم ساروا مع الفوضى وذهبوا وراء الفاسدين ينظرون لهم ويحمونهم.. قالوا: إن ثورتهم وح?دت الناس? وألغت الثارات? وجمعت الإصلاحي بالحوثي? وترك المشايخ أسلحتهم في البيوت? لكننا اليوم نسمع عن سفن عملاقة ترسو في الموانئ اليمنية? وهي تحمل أسلحة ثقيلة وخفيفة تدخل بطرق غير مشروعة? كما أننا أمام صراع بين الحوثيين والإصلاحيين? وجميعهم يتسابقون على استقطاب المزيد من الناس ليكونوا وقودا?ٍ لحربهم القادمة.
أنا أدرك أن اليمن مهمة لكثير من القوى الخارجية? لكنني أشك كثيرا?ٍ في أن اليمن مهمة عند البعض من أبنائها وممن يملكون أمرها.
لقد مضى أكثر من عام على تسليم علي عبدالله صالح للسلطة? ولم يعد مقنعا?ٍ أن نحمله وحده كثيرا?ٍ من المعاناة التي نعيشها الآن? فربما كان هناك قصور أو أخطاء جرت فيما يتعلق بالتعيينات على مستوى الوزراء والسفراء والمدراء? وكانت تحتاج إلى علاج أو تصحيح المسار? وخاصة فيما يتعلق بالفجوة الكبيرة بين الدستور المكتوب والممارسة على أرض الواقع? إضافة إلى الوضع الاقتصادي المتدهور? والذي زاد تدهورا?ٍ? فالفساد لا يعني استخدام المنصب العام للحصول على منافع شخصية فقط? لكنه أيضا?ٍ سوء استخدام الثروة وضياع الفرص المتاحة? فعلى سبيل المثال وزير الكهرباء والمالية والمغتربين يضيعون على اليمن كل صباح أكثر من عشرة ملايين دولار.
فأين التغيير? لقد عجزت حكومة الوفاق عن الوفاء بوعود الإصلاح الضرورية? كما أن المعونات والمساعدات التي تم الإعلان عنها لم تأت? والتي أتت صرفت في غير موضعها.
لقد كان من الواضح أن الصراع من أجل المصالح الخاصة وليس من أجل مصلحة الوطن? والدليل على ذلك أن مؤتمر الحوار إذا تم فإنه قد تمايزت القوى السياسية فيه إلى قطبي استقطاب? مما جعل جدول أعمال المؤتمر غير واضح? أو يمكن التعامل معه.
فقد أصبحت الوحدة عرضة للمساءلة والمحاكمة? كما أن إرادة الشعب مازالت مصادرة? وخارطة الطريق السياسية غير واضحة.
أما الأزمة الاقتصادية فمازالت خانقة ولا أحد حاول التوقف أمامها.. كنا نتوقع أن تعمل هذه القوى على الاستقرار واستقطاب السياح ورجال الأعمال والاهتمام بالمغتربين وتجنيد أفضل العقول اليمنية في هذا المجال.
تحتاج اليمن إلى اتخاذ قرارات صعبة? والأمر بيد الرئيس هادي? عليه أن يجري عملية جراحية للوضع السياسي بدون مخدر حتى نستطيع تجاوز الأزمة.. نحن أمام تحالف الهزيمة السياسية مع الأزمة الاقتصادية نتج عن ذلك انقسام وطني أشد قسوة والأكثر توحشا?ٍ في تاريخ اليمن المعاصر.