المؤتمر يمارس الاقصاء ويشكو منه !!
يمر المؤتمر الشعبي بأيام عصيبة ? غيبوبة تسبق الانقراض ولن اكون متحاملا ان قلت يسعى المؤتمر لاجتثاث نفسه بوتيرة عالية وربما يصل الى اعلان حله قبل ان يعلن المشترك انتهاءه من مراسيم دفن حزب الرئيس السابق ? المؤتمر اليوم يشكو من عملية اقصاء يمارسها المشترك ضده ? ويقوم بتدوين الحالات ليطعم بها بيانات الإدانة والتوسل لكل المتعاطفين بالضغط على خصومه لوقف هذا التعسف ? بالأمس كان المؤتمر يتفنن في تطبيق نظرية الولاء او الاقصاء وها هو المشترك يسقيه من نفس الكاس بشكل مضاعف وتحت حجة الربيع العربي ومبادرة التقاسم ? الملفت ان عقلية الاقصاء مازالت تحكم من تبقى في الحزب الذي استبشر الجميع خيرا?ٍ بتطهيره من العناصر الانتهازية عقب انضمامهم الى الثورة وتفرغهم لمعركة إفساد وتخريب التغيير ? غير ان مكامن الخلل بقيت كماهي والاصابة بفيروس العقدة بقي حاضرا?ٍ ? ففي حين لم يعد المؤتمر وهو المدمن على الاقصاء قادرا?ٍ على فرد عضلاته تجاه احزاب المشترك لم يتردد في ممارسة الاقصاء ضد احزاب التحالف المتحالفة معه ? لا شباع نزواته التي يشتكي منها .علاقته بأحزاب التحالف تنطلق من مفهوم وبعد ميتافيزيقي فهو يشعر بان هناك لبس لديه في المصطلح فالمسمى الحقيقي( المؤتمر الشعبي العام وفروعه ) وليس حلفائه ? هناك من اعضاءه من ينظر لأحزاب التحالف على انها اشخاص لا تتعدى عدد امنائها وهناك من يعتبر امناء عموم تلك الاحزاب اعضاء في اللجنة الدائمة ولكن في دكة الاحتياط ? يمكن ان يبرزوا بطائقهم الحقيقية حال رغب المؤتمر في ذلك ? كما حدث مع الاستاذ عبده الجندي الذي انتقل من امين عام حزب في التحالف الى عضو لجنة دائمة في حزب المؤتمر الام ?هو لايريد ان يصدق بانها احزاب يرتكز تاريخها ومسيرتها النضالية الى عهد ماقبل ولادة المؤتمر ? ولا يريد ان يفهم بأن عقيلته المنغلقة جعلت من احزاب المشترك تتحين الفرصة لتفتح في رأس الخيل مسامات الاعتراف بالأخر رفض فتحها طواعية واستخدمت منشار كهربائي عفوا?ٍ جماهيري ادى الى حدوث شلل نصفي في راس الخيل ? احزاب التحالف اذا ما قررت فتح ثغره في نفس الراس لاستيعابها ستؤدي الى وقوع الخيل صحيح هي ليست قادره على استخدام المنشار الكهربائي او الجماهيري كما فعل المشترك ولكن لان الراس لم يعد بحاجه الى اكثر من صفعه خفيفة تذهب ما تبقى من عافيته
لاشك ان أحزاب التحالف لها جذور تاريخيه ما فتات ان انكمشت وبقي من يدين لها الولاء الأيديولوجي بشكل منعزل عن العمل التنظيمي و تلقفها المؤتمر و نفخ فيها من روحه ? واستفاد منها اثناء انتفاضة المشترك كونها تحوي على عقول قادره على الصراع الفلسفي والحشد الفكري ولها باع طويل في السياسة والاعلام والقدرة على منازلة الاخوان المسلمين فكريا?ْ باعتبارها معارك سبق وان خاضتها ابان الستينات ? فالتقت امكانيات المؤتمر مع ادمغة من تبقى من اعضاء التحالف وكونت سدا?ٍ منيعا?ٍ امام انتفاضة المشترك ? الان يريد المؤتمر ان يجازيها على طريقة سنمار ليتخلص منها او يتخلى عنها فهي من وجهة نظره حليفة المؤتمر في الشده فقط ? وتؤدي دور معين ولذا يمارس ضدها اليوم الاقصاء ابتداء من مقاعد الحكومة الوفاقيه مرورا?ٍ بالتحايل على عدد مقاعدها في مؤتمر الحوار وانتهاء بما يسمى اللجان المساندة لا عضاء المؤتمر وحلفائه في الحوار الوطني ? ما يجعل علاقة المؤتمر والتحالف في تأزم قد لا يبدو ظاهرا?ٍ على السطح . ولكنه في طريقه للظهور ? وهنا ياتي دور الحداثيون في المؤتمر وعليهم تبقى مسؤولية قيادة التنظيم بالشكل الذي اراده الزعيم علي عبدالله صالح وحساسية المرحلة ورفضه وترفضه عناصر لا تفكر ابعد من مصلحتها الشخصية وليس لديها نية التخلي او الكف عن تدمير المؤتمر وتطفيش انصاره وعلاقته السياسية التي يعول عليها كثيرا?ٍ في معركة المصير وما تتطلبه من عوامل الظفر خصوصا وفصولها تدار على مساحة ملتهبة تسمى البرلمان .