منظمة “حريات”: أبين تعاني البرد والفصول الدراسية بلا سقف والمحلات خالية من السلع
ما زالت الأوضاع الإنسانية متفاقمة بشدة في محافظة أبين عقب المعارك الطاحنة التي شهدتها المحافظة منذ منتصف العام 2011م.
وكان الصراع بين المسلحين والقوات الحكومية في أبين قد دفع بنحو 200 ألف شخص على الفرار من ديارهم لمدة تزيد عن احدى عشر شهرا?ٍ? وقد عاد حوالي نصف النازحين إلى ديارهم إلا أن الغالبية منهم مازالوا يعيشون بالمخيمات.
ومع عودة عشرات الآلاف من الفارين من لهيب المعارك إلى أبين بعد انتهاء الصراع, زادت الحاجة الملحة إلى توفير أبسط الخدمات الإنسانية التي يحتاجها العائدون.. وهذا ما يتضح من خلال الزيارة الميدانية والاستطلاع الذي أجراه فريق العمل التابع للمنظمة الوطنية للحقوق والحريات والتنمية البشرية مع عدد من المواطنين العائدين إلى المحافظة, الذين اكدوا أن المئات من الأسر التي عادت إلى أبين مازالت مشردة وتقطن في مخيمات للاجئين بعد أن وجدت صعوبة للعيش بين الأنقاض.
اخر زيارة للمانحين
يقول المواطن علي باسم الهندي ( 42 عام ) أن حجم المساعدات المقدمة إلى النازحين ينخفض من يوم إلى أخر.. ويضيف أن اخر زيارة لمنظمة مانحة كانت قبل عدة أسابيع, واقتصرت على مخيمين للاجئين بالقرب من محافظة لحج.
أما المحافظة فلا زالت حتى اليوم تعاني من تدمير البنية التحتية على وغياب الامن , وفقدان سبل العيش? وانهيار الخدمات الأساسية.
مسنة في العقد السادس من عمرها, افترشت الأرض مع حفيدها, وقد بدت وكأنها غير مقترفة بقدومنا نحوها بعد أن شاهدت ايدينا خالية من أي مواد غذائية قد تذهب عنها الجوع.
سالناها : لماذا تجلسين يا “خاله” تحت اشعة الشمس وتتركين خيمتك.. فاجابت وعينيها مرمية على بطن حفيدها الهزيل : ” ليس المهم الشمس, احنا بدون اكل من الامس”.. ثم ذهبت بنظرها بعيدا عن المكان وهي تتمتم “منهم لله .. الله ينتقمهم”
وعندما سالناها : منهم ? .. لم ترد.. كما لم تعد تتقبل منا أي سؤال.
لنتركها مع حزنها
النازحون أكدوا للمنظمة أن البرد يكاد يفتك بهم وكذلك الامراض التي بدأت تنتشر من حين لاخر
أطفال المخيمات
في مخيم قريب من زنجبار عاصمة المحافظة وجدنا أطفالا?ٍ صغار وهم يحاولون أن يتعلموا في فصل بلا سقوف? ولا سبوره, ولا حتى معلم في بعض الأحيان.
شوارع المحافظة هي الأخرى خالية من الشرطة والجيش المتمركزين على مداخل المدن’ بينما لا تزال الجماعات المسلحة التي واجهت الحكومة هي المسيطرة على وسط المدن.. كما ان المحلات التجارية شوهدت وهي مفتوحة على مصراعيها, لكنها خالية من أي سلعة, وذلك بعد ان تم نهب اغلبها إبان المعارك, بينما تم جرى توزيع ما تبقى منها على العائدين والذين سرعان ما قضوا عليها في غضون أربعة أيام فقط.
المانحين وماقدموه
منسق الشؤون الإنسانية في اليمن السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد قال: أن الوضع في أبين صعب, وان العائدين بحاجة ماسه الى الماء والغذاء والدواء.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)? قامت نهاية العام الماضي? بتوزيع مجموعات اللوازم المدرسية على 150,000 طفل عائد? وقدمت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين المأوى ومجموعات لوازم تشمل الأدوات المنزلية إلى أكثر من 20,000 أسرة? ودشن برنامج الأغذية العالمي الدورة الأولى من توزيع الغذاء في أبين? التي تستهدف 20,000 أسرة? وأجرى ولد الشيخ أحمد أول زيارة له إلى المنطقة.
الخدمات وسبل العيش
يقول علي الطيب رئيس مكتب المنظمة غير الحكومية فيلق الرحمة في عدن: “من الأهمية بمكان في هذه المرحلة أن يرى الناس بعض التحسن في الخدمات. هذه إحدى الأولويات الآن – استعادة ذلك المستوى من الحياة الطبيعية”.
وبدون ذلك? قد تزداد حركة التنقل الحالية في الاتجاهين بين عدن وأبين? وفقا?ٍ لتحذيرات موظفي الإغاثة.