صراع هادي مع مراكز القوى التقليدية قد يدفع اليمن نحو الحرب
استمرت الازمة العسكرية القائمة بين رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي واللواء الركن علي محسن الاحمر على خلفية رفض الاخير القرارات العسكرية الخاصة بإعادة هيكلة الجيش التي اصدرها الاول في 19 ديسمبرالماضي وقضت بالغاء الحرس الجمهوري والفرقة الاولى مدرع وتقسيم المنطقة الشمالية الغربية الى منطقتين عسكريتين.
وكشف لـ”الشارع” مصدر عسكري رفيع ان اللواء الاحمر طرح عدة شروط لقبوله بقرارات الرئيس هادي الاخيرة الخاصة بإعادة هيكلة الجيش.
وقال المصدر ان الاحمر يرفض تعيين العميد احمد علي عبد الله صالح في قيادة المنطقة العسكرية المركزية? وقال ان كان الرئيس هادي مصرا على تعيين احمد علي فيجب تعيينه في عمل مدني وليس عسكري.
واشار المصدر الى ان هذا شرط يطرحه مع محسن مراكز قوى سياسية وقبلية مرتبطة به .
وطبقا للمصدر: فقد اشترط محسن ان يكون هو قائد المنطقة الشمالية العسكرية على ان يتم تحويل الفرقة الى لواء تابع لها يقوده هو? او يعين في قيادته شخص هو يقترحه.
وفيما اكد للصحيفة مصدر سياسي رفيع هذه الشروط اوضح ان اللواء الاحمر يشترط بقاء العميد حميد القشيبي في موقعه كقائد للواء 310 مدرع.
وقال المصدر السياسي الذي طلب عدم ذكر اسمه ان محسن يشترط ان يختار هو الشخص الذي سيتم تعيينه في قيادة المنطقة الغربية العسكرية.
وافاد المصدر العسكر ان الخلاف بين هادي ومحسن بلغ ذروته مستبعدا حدوث تواقف بين الطرفين او عودة علاقتهما الى سابق عهدها.
وقال للصحيفة مصدر عسكري ثان ان احمد علي عبد الله صالح مازال يقضي اجازته في الخارج بعد ان طلب من الرئيس هادي تمديدها له.
ونقل المصدر عن مصدر رفيع في مكتب الرئيس هادي قوله ان هادي تواصل قبل ايام ب”أحمد علي” وابلغه ان يعود الى مقر عمله في معسكر 48 الواقع في صنعاء غير ان الاول طلب تمديد اجازته ورفض العودة الى البلاد في الوقت الحالي كي لا تكون عودته مبررا لرفض تنفيذ القرارات العسكرية او شماعة لتعليق التمرد عليها حسب المصدر.
واضاف المصدر: الرئيس هادي اندهش عندما رفعت له لجان الحصر والاستلام تقارير عن الاسلحة الموجودة في معسكرات الحرس الجمهوري التي صدرت قرارات بإعادة هيكلتها لأن لجان الحصر اكدت وجود كميات كبيرة من الاسلحة في معسكرات الحرس? وبسبب ذلك اتصل الرئيس بـ”أحمد علي” وطلب منه العودة واشار المصدر الى ان الرئيس كان يتصور ان قوات الحرس وهمية واسلحته قد تم نهبها.
وارجح المصدر سبب تأخر الرئيس هادي في اصدار بقية قراراته العسكرية الى اتاحة مزيد من الوقت امام اللواء الاحمر للتراجع عن موقفه.
وقال المصدر ان الرئيس هادي كان يعتزم اصدار بقية القرارات العسكرية غير ان السفير الامريكي في اليمن جيرالد فايرستاين والمبعوث الاممي جمال بن عمر طلبا منه التأني وتأجيلها لثلاثة اسابيع.
وتوقع المصدر ان يصدر ان يصدر الرئيس هادي بقية القرارات العسكرية بعد اسبوعين مشيرا الى ان هذه الخطوة ستضع اللواء الاحمر امام الامر الواقع وقال المصدر : هندها سيكون من الصعب على علي محسن رفض القرارات او التلكؤ في تنفيذها لأن المجتمع الدولي سيدخل بقوة لاجباره على تنفيذها وياتي استمرار الازمة مع بدء العد التنازلي لندخل الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية : اذ عقد السفير الامريكي في اليمن جيرالد فيرستاين مؤتمرا صحفيا امس الاول نفى فيه علمه بوجود خلاف بين هادي ومحسن غير انه قال ان الاخير اكد دعمه لقرارات هادي وقد ظهر السفير الامريكي كما لو انه عقد المؤتمر الصحفي بهدف تذكير علي محسن بالتزامات التي قطعها على نفسه من سابق ومع انه نفى علمه بالخلاف بين الطرفين :قال : التقيت محسن قبل اسبوع واكد دعمه لقرارات هادي ونحن ناخذ كلامه على محمل الجد والمصداقية.
وفي سياق دخول رعاة المبادرة الخليجية على خط الازمة ? التقى امس في صنعاء سفراء الدول الراعية لـ”المبادرة” بالرئيس هادي.
واكدوا له استمرار الدعم والمساندة حتى استكمال تنفيذ التسوية السياسية في اليمن وتضمن لقاء امس اعلان دول مجلس التعاون الخليجي لموقفها المساند لهادي رغم انها انها سبق ان ابدت اعتراضا مهذبا على تقليص نفوذ علي محسن.
وفي اللقاء قال المهندس سعد العريفي مدير مكتب مجلس التعاون الخليجي يؤيد كل قرارات واجراءات الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي والتي كان اخرها قرار اعادة الهيكلة في الجيش والتي تعتبر من اساسيات المرحلة الانتقالية المحددة في التسوية السياسية.
ويأتي هذا الموقف الخليجي الجديد ليؤكد ان السعودية وبقية دول المجلس تراجعت عن موقفها الرافض لتقليص نفوذ علي محسن واصبحت تؤيد اقالته مع نجل الرئيس السابق احمد علي عبدالله صالح.
ورغم التكتم على الخلاف القائم بين الرئيس واللواء الاحمر اكدت صحيفة خليجية هذا الخلاف الذي كانت صحيفة الشارع اول وسيلة اعلامية اشارت اليه وامس الاول نقلت صحيفة الاتحاد الاماراتية عن مصادر حكومية مقربة من اللواء الاحمر تأكيداتها وجود خلاف بين الرجلين قد