الخلاف بين “هادي” و “محسن” يقترب من مرحلة كسر العظم
بدأ واضحا من خلال نشر قوات الجيش في مداخل العاصمة صنعاء وحول منزل الرئيس هادي وفي محيط القصر الرئاسي أن الخلافات بين هادي ومحسن دخلت مرحلة خطيرة? قد تنذر بصدام عسكري بين قوات الفرقة المنحلة التي لا يزال اللواء محسن متمسكا بها? وقوات الحماية الرئاسية التي جلها من القوات المحسوبة على الرئيس السابق علي صالح.
عودة العميد أحمد علي صالح من ايطاليا? هي الأخرى تشير إلى أن الخلاف بين هادي ومحسن وصل إلى مرحلة من التباين الشديد.
وإن صحة الأنباء حول قطع نجل صالح لإجازته في ايطاليا وعودته إلى صنعاء في هذا التوقيت بالذات? وبطلب من الرئيس هادي? فإن الخلاف بين الطرفين قد يأخذ منحى خطيرا? قد يفجر الأوضاع بين المعسكرين المتناحرين في العاصمة صنعاء.
الطرفان المتصارعان يرغبا بالتخلص من استحقاقات المرحلة القادمة? وفرض واقع جديد? وبتسوية جديدة قد تنقذها من المآل الذي اتجهت إليه الأمور ووصل إلى حد إلغاء تشكيلي الفرقة والحرس من قوام الجيش اليمني? واستبعاد أحمد ومحسن ومن إليهما من قيادة الوحدات العسكرية المتصارعة.. فها حانت الفرصة لتعود لـ”سنحان” لحمتها التي شضتها ثورة الشباب السلمية..?
وفي الوقت الذي تشهد فيه العلاقة بين محسن وهادي توترا شديدا? بدأت العلاقة بين هادي وجماعة الحوثي تشهد بعض الدفء منذ تسليم الرئيس هادي جثة السيد “حسين بدر الدين الحوثي”? الذي تم تصفيته في حرب صعدة الأولى? والتي كان محسن قائدا مباشرا للحروب الستة التي شهدتها صعدة.
وما يشير إلى هذا التقارب نقل الفضائية اليمنية للمؤتمر الصحفي للسفير الايراني في صنعاء? والذي قال بصريح العبارة أن اتهامات هادي التي وجهها لإيران بأنشاء شبكات جاسوسية? كانت بناء على معلومات مغرضة صدقها الرئيس هادي? في إشارة لتقارب حذر مع الرئيس هادي? في ظل أنباء عن زيارة سرية للقيادي في الحراك الجنوبي محمد علي أحمد إلى إيران? والمعروف أن “أحمد” تربطه علاقات قوية بالرئيس هادي? إلى جانب اللقاء الذي وصف بالودي بين الرئيسين الجنوبيين علي ناصر وعلي البيض في بيروت? على الرغم من اتهام البيض بالتبعية لإيران.
الخلافات بين هادي ومحسن بدأت تظهر للعلن منذ حضور محسن حفل تدشين العام التدريبي الجديد في اللواء “310” في عمران? والذي دشنه بمناورة بالذخيرة الحية? في رسالة مفادها أنه لا يزال قائدا للفرقة التي صارت منحلة بموجب القرارات العسكرية الأخيرة? وقائدا للمنطقة الشمالية الغربية التي قضت الهيكلة الجديدة للجيش بتقسيمها إلى منطقتين.
هادي ابدى انزعاجه من تصرفات محسن? ما جعله يكلف وزير الدفاع ذراعه اليمنى باستعراض وتوجيه الصواريخ التي آل مصيرها إلى إمرة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة.
نشر الرئيس هادي لقوات من الحماية الرئاسية في محيط منزله بالذات? حملت هي الأخرى أكثر من دلالة? بينها أنه لم يعد بحاجة لحماية جنود علي محسن? الذين صاروا يفرضون عليه نوعا من الوصاية مقابل الحماية? وأنه في الوقت ذاته قادرا على قيادة البلاد بدون اللواء الذي صار على عتبات التقاعد.
نشر هذه القوة بعد اجتماع ساخن بوزير الداخلية المحسوب على محسن وتجمع الإصلاح? رسالة إلى اللواء محسن الذي يتمرس في الفرقة مع مشائخ العصيمات وعدد من القادة العسكريين المحسوبين عليه? بأن عهدهم ولى? وأن العين الحمراء هي الوسيلة الأنجع معهم? هكذا يبدو أن هادي بدأ يفكر? بعد أن تركهم يتغولون في الجيش والأمن والسلطات المحلية في المحافظات لعل وعسى? لكنهم تمادوا وصاروا يبحثون عن مكاسب أكثر? ربما يكون من بينها استحداث منصب نائب لهادي? وبصلاحيات تنفيذية.
الصحف المحسوبة على الإصلاح ومحسن وأولاد الأحمر كشرت عن انيابها ضد الرئيس هادي? حتى وصل الأمر بيومية أخبار اليوم المقربة من محسن إلى وصف هادي بـ”عبده” كنوع من السخرية والتهكم بعد أن اشبعته خلال المرحلة الماضية مديحا وأوصافا لم تصف بها حتى صالح.
وتزامنت الحملة الاعلامية ضد هادي? مع تقرير نشرته القدس العربي يشير إلى أن هادي يسير على خطى سلفه صالح? مذكرا إياه بأن ما يسعى إليه اليوم هي ذات الأسباب التي هوت بصالح من كرسي السلطة.