عام ايراني.. سلما ام حربا
إذا كان العام المنصرم هو عام مصر بامتياز فإن العام الجديد قد يكون عام إيران وحلفائها في المنطقة? سلما ام حربا? وفي الحالين سيكون العرب هم الضحية? ففي حال السلم هم الغنائم? وفي حال الحرب سيكونون الأدوات? والعشب الذي ستدوسه الفيلة المتصارعة.
هناك نظريتان يجري تداولهما في المسرح الغربي? الاولى تقول بأن الادارة الحالية قد تلجأ الى احتواء ايران? وتسل?م بدورها الاقليمي كقوة نووية عظمى? لعدم رغبتها في التورط في حرب ثالثة? وهي التي لم تتعاف من الحربين في العراق وافغانستان? مضافا الى ذلك ان اي ضربة عسكرية لن تنتهي? بل ستؤخر? الطموحات النووية الايرانية لعامين فقط? وستوح?د الايرانيين خلف قيادتهم? وستحشد بعض العرب او معظمهم خلف طهران? بعد ان تراجع التأييد لها بسبب دورها في دعم النظام السوري.
اما النظرية الثانية فتقول ان قرار الحرب قد جرى اتخاذه فعلا? والاستعدادات جارية لتنفيذه? والربيع المقبل قد يكون هو نقطة الصفر? فبنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل دعا الى انتخابات مبكرة (يوم 22 كانون الثاني/يناير) من اجل الحصول على اغلبية يمينية تعزز تفرده بقرار الحشد والتعبئة للحرب ضد ايران التي جعلها عنوان حملته الانتخابية الحالية.
نتنياهو هي?أ لهذه الحرب في الخريف الماضي? وقبل الانتخابات الرئاسية الامريكية? الأمر الذي دفع الكثيرين في الإدارة الامريكية واوروبا لاستجدائه بعدم الإقدام عليها منفردا? ومنظره وهو يستعرض رسومه الافتراضية عن البرنامج النووي الايراني من على منصة الامم المتحدة ما زال ماثلا للعيان.
الرئيس باراك اوباما? وتحت ضغوط نتنياهو والكونغرس التابع له? تعه?د بمنع ايران من امتلاك سلاح نووي بكل الوسائل? ولكنه رفض في الوقت نفسه ان يقبل بالخطوط الحمراء التي طالبه نتنياهو بوضعها فيما يتعلق بالتخصيب النووي الايراني.
‘ ‘ ‘
في شهر اذار(مارس) المقبل ستنتهي المهلة التي حددتها القوى الغربية لقبول ايران بشروط الحل? السلمي? بما فيها تسليم ما لديها من يورانيوم مخص?ب فوق درجة العشرين في المئة? ووقف كل اجهزة الطرد المركزي? وتفكيك المنشأة النووية في قم? (يقال انها تحت جبل ضخم).
من الصعب علينا التكهن برد? الفعل الايراني? فالايرانيون خبراء فيما يتعلق بطرق كسب الوقت? واطلاق بالونات مضللة لجس? نبض الطرف الآخر? فقد صرحوا قبل ايام بأنهم مستعدون للتعاون مع وكالة الطاقة النووية? اذا توقفت التهديدات الاسرائيلية? ومن غير المستبعد ان يتقدموا في اللحظة الاخيرة بمقترحات لحل? الأزمة لإرباك خصومهم. وهناك انباء عن مفاوضات سرية امريكية ايرانية في غرف مغلقة.
في موازاة ذلك تتصرف القيادة الايرانية وكأن الحرب واقعة لا محالة? فمناوراتها العسكرية لم تتوقف مطلقا? وتجرى الان احداها في مضيق هرمز? بينما اختبرت صواريخ بعيدة المدى بنجاح كبير يوم امس الاول فقط.
القوى الغربية ايضا تحشد اساطيلها وسفنها الحربية في مياه الخليج العربي? حيث توجد حاليا ثلاث حاملات طائرات امريكية ورابعة بريطانية? وسحبت بريطانيا قوات لها في افغانستان وموضعتها في المنطقة? وستبدأ بعد ايام مناورات بحرية اسرائيلية امريكية يشارك فيها 3000 جندي امريكي? وسيظل الف منهم في فلسطين المحتلة حتى نهاية شباط (فبراير) المقبل? وربما تمدد فترة اقامتهم.
العدوان الاسرائيلي في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي على قطاع غزة كان بهدف تحويل اهالي القطاع الى حقل تجارب لاختبار مدى فاعلية القبة الحديدية في التصدي للصواريخ الايرانية فئة ‘فجر 5’ التي تملكها فصائل المقاومة مثل الجهاد الاسلامي? وفي الاطار نفسه نصب حلف الناتو بطاريات صواريخ باتريوت على الحدود التركية السورية في اطار الاستعدادات نفسها.
الاسرائيليون الذين يعيشون حالة من القلق غير مسبوقة? يخشون من امرين في حال اندلاع الحرب? الاول ان تمتص? ايران الضربات الاولى? وترد? بفاعلية على اهداف اسرائيلية وقواعد امريكية في الخليج? والثاني ان يجري استخدام اسلحة كيماوية سورية ضدها في ذروة الحرب او في حال يأس? سواء من قبل النظام السوري او حزب الله اللبناني.
مسؤول اردني كبير اكد? لي ان حالة القلق الاسرائيلية من الاسلحة الكيماوية السورية وصلت الى درجة وضع خطة لقصفها بطائرات حربية? ولكن الخوف الامريكي من النتائج? وخاصة مقتل عشرات الالاف من السوريين من جراء انتشار هذه المواد في الهواء? هو الذي منع هذه الخطة? ولكنه لم يستبعد ان يلجأ نتنياهو الى هذا الخيار في اي لحظة.
‘ ‘ ‘
العقوبات الاقتصادية الخانقة التي فرضتها امريكا وحلفاؤها على ايران اعطت مفعولها في تكبيل وإضعاف الاقتصاد الايراني? فقد انخفضت الصادرات النفطية الايرانية الى النصف? وخسر الريال الايراني ثمانين بالمئة من قيمته? ولكن العقوبات لم تسقط اي نظام في التاريخ? ولنا في عراق صدام حسين نموذج? حيث صمد 8 سنوات دون ان يصد?ر برميل نفط واحدا.
يظل هناك من يراهن على ‘ربيع ايراني’ ينفجر قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة في حزيران (يونيو)