217حالة انتحار في اليمن.. والهرب من الفقر أقوى الأسباب
مئتين وسبعة عشرة حالة انتحار هذه هي آخر إحصائية لعدد المنتحرين من الجنسين الإناث والذكور وبفئاتهم العمرية المختلفة وتشمل تسعة عشرة حالة انتحار للأطفال , وتوزع أعلى نسب الانتحار في مدينة الحديدة بنسبة اثنتين وأربعين حالة انتحار تليها صنعاء بنسبة ثلاثين حالة انتحار وتليهما كل من تعز وحجة ومأرب ..
في مدينة الحديدة وتحديدا في بيت من أحد بيوت الصفيح أقدمت السيدة أم زينب على الانتحار حرقا حتى الموت اعتقادا أنها بذلك نجت من الظروف الاقتصادية القاسية والمعدمة التي كانت تمربها حيث الفقر وقلة الحيلة هما رمقا الحياة هناك .
سعدية ابنة إحدى ضحايا الانتحار قالت:” كنا نشوفها أحوالها متغيرة وكانت تسلم علينا كلنا بس ما فهمنا إنها با تموت”.
زينب وهي أخت سعدية قالت:” أخذت كبريت ما كناش بالبيت ما فيش أحد كان داري إنها حا تعمل كده سكبت على نفسها البترول وأحرقت نفسها . الجيران دخلوا شافوا دخان اسعفناها المستشفى ودخلوها الثلاجة ? انحرمنا من أمنا ونحن صغار نتمنى نقول كلمة ماما كل الحوالينا يقول أمي ونحن لأ? انصح كل أم تبقى مع عيالها ماتحرمهم منها زي ما انحرمنا من أمنا”. .
ومع ارتفاع عدد البلاغات الخاصة بقضايا الانتحار تبقى التوعية بمخاطر الانتحار وتقوية الوازع الديني قد يكونا غائبين إلى حد ما عن صناع القرار لانشغالهم بالتوعية بمخاطر الحروب وتفكك الوطن متناسين أن أغلب قضايا الانتحار ناتجة عن التوترات والتردي في الجانب الاقتصادي والاجتماعي بكافة أشكاله وتفرعاته .
العقيد محمد القاعدي مدير العلاقات العامة في وزارة الداخلية قال:”وزارة الداخلية تكتب وتوعي الناس وتنشر بحسب إمكانيتها لكن أين مراكز البحوث والمراكز الاجتماعية? الأطباء النفسانيين ?وزارة التربية والتعليم? والشئون الاجتماعية كل جهة من جهات الدولة يجب أن تقوم بدورها” .
ويبقى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :” من كان له فضل زاد فليعد على من لا زاد له ومن كان له فضل ماء فليعد على من لا ماء له ومن كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له”.