الكشف عن تفاصيل جديدة عن طـائرة «الانتنوف» العسكرية وحديث قائد الطائرة قبل سقوطها
الأربعاء قبل الفائت? 19 ديسمبر? التقى قائد القوات الجوية اللواء الركن راشد الجند بأسر ضحايا طائرة «الانتينوف» العسكرية التي سقطت الشهر الماضي وراح ضحيتها 10 من أهم ضباط القوات الجوية. استمر اللقاء الذي حضره إلى جانب اللواء الجند? العميد عبدالملك الزهيري أركان حرب القوات الجوية? أكثر من نصف ساعة.
لكن اللقاء لم يكن م?ْرضيا?ٍ لتلك الأ?ْسر? وخرج أحد أقارب العقيد فضل محمد الراعي بوجه خائب. وقال صدام الدعيس? وهو قريب للنقيب صلاح الدعيس? الذي ق?ْتل في الحادث? قال مقهورا?ٍ: «ك?ْنا نتوق?ع أن يستقبلونا بطريقة أفضل? لأن الاستقبال الذي استقبلونا لا يليق بأسر الشهداء الأبطال». وقال آخر: «تعاملت معنا بوابة القيادة الجوية بجلافة»? مضيفا: «في البداية? قالوا لنا القائد في اجتماع. وشوية قالوا: تعالوا يوم آخر? وبعدين طلبوا مننا ننتظر? وبعد ر?ْبع ساعة وافقوا نقابل قائد القوات الجوية».
ولم يقابل قائد القوات الجوية الجميع? إنما ط?ْلب 5 أشخاص فقط? وعندما أصر? الناس على مقابلة الجميع? سمح لـ20 شخصا?ٍ بالدخول فقط.. «أيش المشكلة لو كان دخلونا جميعا?ٍ إلى القاعة الكبرى المجاورة للبوابة? وحضرت القيادة تتحدث معنا باحترام ويشعرونا بالاهتمام والتقدير»? يقول أحدهم معلقا?ٍ.
وفي اللقاء? طلب ممثلو الأسر من اللواء الجند مطلبا?ٍ واحدا?ٍ: «نريد أن نعرف الحقيقة». وأضافوا: «نريد أن نعرف أين ذهب الصندوق الأسود? وأن نتأكد من سلامة التحقيقات».
وطبقا?ٍ لمصدر موثوق حضر اللقاء? فإن قائد القوات الجوية طمأنهم بأن الحقيقة لا ب?ْد أن تظهر «لأننا حريصون مثلكم وأكثر على التوصل إلى نتائج صحيحة».
وأخبرهم الجند بشكل واضح بأن الصندوق الأسود للطائرة: «لا يزال في روسيا? في أوكرانيا تحديدا?ٍ? حيث أرسل إلى هناك مع خبراء روس للفحص والتأكد من الجهة المصن?عة».
وعندما سأله أحدهم: ما إذا كانت الطائرة سقطت بإطلاق نار? كما تفيد الأخبار? رد عليهم راشد الجند قائلا?ٍ: «من خلال التحقيق والتحر?ي للأدلة الجنائية لم نتوصل إلى أن السبب هو إطلاق نار». وأضاف بشكل واضح: «لم نقتنع أنه إطلاق نار».
وقال صادق الدعيس: «لقد شعرت بانزعاج عندما قال لنا قائد القوات الجوية إن 99% من حوادث الطائرات في العالم سببها أخطاء بشرية».. يضيف الدعيس: «لم يعجبني كلام اللواء الجند أن يتحد?ث إلينا بهذه الطريقة? وإن كنت أتفق معه بالكلام? لكن شعرت بأن هذه هي النتيجة? التي رب?ما يريدون أن يقولوها لنا في النهاية».
ويتساءل أحد أولياء الأمور: ما إذا كانت القوات الجوية «ستحمل الشهداء مسؤولية سقوط الطائرة..? هذا مؤشر خطير يا خلق الله».. وعندما تجادل اللواء راشد الجند مع الحاضرين? الذين رفضوا هذا الكلام الذي يقوله? هدأهم قائلا?ٍ: «كان المفروض أن تصل الطائرة إلى القاعدة الجوية قبل أن تنفجر? إلا أن هناك شيئا? ربما خلل مفاجئ أجبر الطائرة على أن تسقط في هذا المكان? نحن بصدد البحث عن هذا الخلل لمعرفة نوعه».
يقول فني في سلاح الجو? وهو شخص متقاعد? إن كلام الجند الأخير صحيح: «لأن محر?ك الطائرة إذا تعط?ل? فبإمكانها أن تستمر بالطيران لمسافة 140 كيلو متر»? ولم يستبعد أن يكون خزان الوقود احترق وتسر?بت نيرانه إلى داخل «كبينة القيادة? وبالتالي أجبرت فريق القيادة على الهبوط من شد?ة النيران».
لكن شهود عيان أفادوا بأنهم لم يشاهدوا نيرانا في الطائرة? وهي في الجو? إنما كان دخانا?ٍ أسودا?ٍ ينبعث من جناحها الأيمن? وبالتالي يبقى انفجار الوقود أمرا?ٍ مستبعدا?ٍ? حيث سي?ْشاهد الناس الطائرة في الجو وهي تحترق.
قائد القوات الجوية أكد لأسر وأقارب الطيارين أن القيادة السياسية ووزارة الدفاع والقوات الجوية يتابعون التحقيقات أولا?ٍ بأول? وأن القيادة الجوية «تعد لأربعينية تليق بمستوى هؤلاء الأبطال? وستكون مفاجأة». وأكد لهم: «إن شاء الله ستسمعون مفاجآت».
بعض أقارب الضحايا يشكون من أن الدولة لم تشعر بالاهتمام المعنوي «الذي يعو?ض ما بداخلنا من الفقد? نريد أن نشعر أن أبناءنا أبطال في نظر الدولة? وأنهم ضحوا بأرواحهم في سبيل الوطن? لأنهم كانوا في مهم?ة وطنية»? كما يقول أحد أقارب العميد طيار علي عبدالمجيد الشيباني? ملاح في طائرة الانتنوف منذ 20 سنة? ويعتبر أكبر الطيارين الـ10 سنا?ٍ? وثانيهم بعد العميد «الخواجة» من حيث الر?تبة العسكرية.
وينتظر أولياء الأمور من وزارة الدفاع أن تخل?د ذكرى هؤلاء الر??جال? وأن تعوض أسرهم معنويا?ٍ.. من الناحية المادية? جميعهم فقراء? وينحدرون من أسر بسيطة للغاية? وطبقا?ٍ لشخص يعرف علي صالح الخواجة? فإن هذا الضابط المهم في سلاح الجو اليمني? كان بلا سيارة.. وصباح اليوم الذي ق?ْتل فيه? كانت زوجته مع أحد أبنائها في المستشفى. ويضيف هذا الشخص وعيناه مشرغة بالدموع: «ودي (نقل) الفندم الخواجة زوجته وابنه إلى المستشفى ثم تركهم هناك وتحر?ك لعمله». وقال أحد أفراد الجوية متحدثا?ٍ عن العميد علي صالح الخواجة: «هذاك الش