رسالة عيد الميلاد العربية
يحتفل المسيحيون في العالم كله ككل عام?ُ بعيد الميلاد? والعيون كلها ترنو إلى فلسطين المحتلة? فهي قبلة المسيحيين جميعا?ٍ? حيث مدينة المهد بيت لحم? ومدينة الناصرة? وهما المدينتان اللتان احتضنتا السيد المسيح وأمه عليهما السلام? طفلا?ٍ وكهلا?ٍ? وبينهما رسمت خطواته الخالدة? التي أسست للديانة المسيحية? وغرست جذورها في الأرض المقدسة? وجعلت منها أرضا?ٍ مباركة? تهوي إليها قلوب المسيحيين? وإليها يحجون ومنها يستمدون البركة? ويسألون الله في الأعالي المسرة بين الناس? وينشدونه على الأرض السلام? في رسالة?ُ سرمدية?ُ خالدة? أنهم أهل محبة?ُ وسلام? وأتباع نبي?ُ كريم سبق رسولنا محمد?ُ بسنين? وبشر به بعلم?ُ ويقين? فهنيئا?ٍ للمسيحيين ليلة ميلاد رسولهم? وجعلها الله ليلة?ٍ مباركة?ٍ? وأعادها عليهم سنينا?ٍ عديدة وأعواما?ٍ مديدة? مليئة?ٍ بالخير? مستوفية?ٍ بالعطاء? عامرة?ٍ بالعدل والسلام.
ولكن أرض المسيح عيسى بن مريم عليه السلام مستباحة?َ محتلة? تغتصبها عصابة?َ مارقة? من أعداء المسيح القدامى? الذين حسدوه وخانوه? وتآمروا عليه وأرادوا قتله? لولا عناية الله به التي أنقذته من شرورهم? ورفعته مكانا?ٍ عليا?ٍ? وأمهلت البشر ردحا?ٍ من الزمن? ليعود عليه السلام بعدها إلى الأرض? هاديا?ٍ ومبشرا?ٍ ونذيرا?ٍ? برسالة الإسلام المحمدية? ينشر العدل? ويبسط السلام? ويحكم بين الناس بالسوية? ويحارب الظلم ويلاحق المسيخ الدجال حتى يدركه بباب لد?ُ الفلسطينية ويقتله? منهيا?ٍ بقتله عصور الظلم والفسق والضلال? وناشرا?ٍ للعدل والحق والمساواة? ومؤذنا?ٍ بقرب يوم القيامة.
أرض المسيح عليه السلام تستغيث العالم في يوم الميلاد من ظلم اليهود ومن بطش بني إسرائيل? الذين يعيثون في الأرض الفساد? فيقتلون البشر? ويقتلعون الشجر? ويدمرون الحجر? ويغتصبون الأرض من ملاكها? ويبنون فوقها مستوطنات?ُ ومستعمرات?ُ? حتى كادت مدن بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور تلتحم بمدينة القدس? لكثرة الأحزمة الاستيطانية التي طوقتها وألحقتها بما أسمته مينة القدس الكبرى? وهي المدينة المقدسة التي تحتضن كنيسة القيامة? التي حفظها المسلمون وأكدوا على بقائها? بوثيقتهم العمرية الخالدة? كنيسة?ٍ للمسيحيين ومعبدا?ٍ لهم? ومنعوا الاعتداء عليها? أو الإساءة إلى المصلين فيها? وهي الكنيسة التي دأب اليهود على تدنيسها وطرد المصلين منها? واليوم يحاولون تشويهها وتجريدها من أوقافها? وحرمانها من أرضها? والتضييق على أتباعها.
إن ميلاد السيد المسيح عليه السلام هو إيذان?َ بميلاد السلام والمصالحة بين البشر جميعا?ٍ على أسس?ُ من الحق والعدل? والفلسطينيون أجداد?ْ المسيح عيسى بن مريم أكثر من يحتاج إلى رسالته وتعاليمه? فقد ملوا الفرقة? وعانوا من الإنقسام? ودفعوا ضريبة فادحة من أرواحهم وممتلكاتهم ومصالحهم? وما زالت صفوفهم نتيجة الاختلاف متفرقة? وكلمتهم ممزقة? وقوتهم خائرة? ولا حول لهم ولا قوة? ينال منهم العدو وعليهم ينتصر? وقد ساهم الانقسام في ذهاب بريقهم? وتشويه صورة نضالهم? وانفضاض الناس من حولهم? فهم في هذه الليلة المباركة? في أمس الحاجة إلى تعاليم المسيح عليه السلام? بالمحبة والتآلف? وبالاتفاق والمصالحة? وبالغفران والمسامحة? وعليهم الاستعجال بإعادة وصل ع?ْرى الأخوة? ومواثيق المحبة? فنحن أبناء شعب?ُ واحد? ننتمي إلى أمة?ُ واحدة? ونعاني جميعا?ٍ من عدو?ُ واحد? لا يفرق بيننا ولا يفاضل فينا? فلنحب بعضنا? ولنغفر لأنفسنا? ولنتسامح ونتصافح? ولنغتسل من آثامنا? ولنتظهر من ذنوبنا? ولنعود إلى الله خالقنا.
رسالة عيد الميلاد العربية من أهلنا المسيحيين? شركائنا في الأرض والوطن? وإخواننا في الظلم والمعاناة? والسقم? للعالم المسيحي الحر? أن انحازوا إلى الحق? وكونوا إلى جانب المبادئ والمثل التي نادى بها عيسى عليه السلام? ودعا للتمسك بها? فلا تناصروا الظالمين? ولا تمدوا في عمر الخائنين? وكونوا ربانيين أحبارا?ٍ أتباعا?ٍ لرسولكم الكريم? الذي انتفض على الظلم? وقاتل الشر? ورفض الخضوع للغاصبين? وثار على الكاذبين المدلسين? وأقسم بالله أن يبع قميصه ويشتري به سلاحا?ٍ يقاتل به المعتدين? ويرد به حق المظلومين? ولا يكون يوما?ٍ ظهيرا?ٍ للظالمين? فأسس لثورات الجياع والمظلومين والمضهدين والمحرومين? ممن أحتلت أرضهم? وانتهكت مقدساتهم? وأغتصبت حرماتهم? وفرضت عليهم إرادات?ْ غيرهم وسياسات أعدائهم.
المسيح عيسى بن مريم في ليلة ميلاده المباركة يقول إن فلسطين أرض?َ واحدة? في وسطها ولدت?ْ? وفي شمالها شببت?ْ وترعرعت?ْ? وإليها أعود? وفيها أنشر العدل والسلام? فهي أرض?َ واحدة? ملك?َ لشعبها الفلسطيني? لا تقبل القسمة? ولا يجوز فيها التجزئة? سكنها الفلسطينيون قبل آلاف السنين? وعمروها بحضارتهم العربية والإسلامية? وعليها طرأ اليهود واحتلوها? وحاربوا مسيحييها قبل مسلميها? فلا ينبغي التفريط فيها أو التنازل عنها? وعلى أهلها الحفاظ عليها والتمسك بها? هوية?ٍ وانتماءا?ٍ وفكرا?ٍ وحضارة? وإن مسيحيي قط