الإخوان.. “ثوار” الأمس “بلاطجة” اليوم !
طوال عامين وهم ينشرون غلهم وأحقادهم وبذاءات كلماتهم حتى أخرجوا من ليس إلى صفهم والى جانبهم من خانة الآدمية والإنسانية والدين والشرف والكرامة? رفعوا كل أنواع الشعارات المحشوة بالتجريح واستخدموا كل وسائل الذبح والطعن والغدر رافعين أنفسهم إلى مصاف التقديس وما سواهم عقول?َ محشوة بأفكار مشوهة لا تستوعب ولا تعي شيئا?ٍ أصحابها بعيدون كل البعد عن القيم والوطنية? لعامين ولغتهم الإعلامية مشحونة بكل ألفاظ وجمل الكراهية والأحقاد معتبرين أنفسهم الأحق وما سواهم باطل? بعد عامين وبعد ان بلغت القلوب الحناجر وضاقت الصدور وانكسرت سلاسل الصبر والاحتمال تدفقت الملايين لتصرخ بصوت واحد: كفاكم ..
لم ينته الأمر على عامين مارسوا خلالهما كافة أنواع الإذلال والإقصاء والاتهامات لمن كان يخالفهم وهم ثوار بل استمروا بنفس لغة التخوين والعمالة وخلع رداء الوطنية والانتماء حد التكفير والارتداد لثوار الأمس بلاطجة اليوم فقط لأنهم يرفضون ممارساتهم الديكتاتورية بعد وصولهم السلطة واعتلائهم كرسي حكم البلد مانحين لأنفسهم صلاحيات إلهية كاملة …
بعد عامين من ممارساتهم ولغتهم وكتاباتهم وأوصافهم وحقدهم وغلهم على كل ما سواهم وبعد ان انطلقت مسيرات الجموع الرافضة لتوجههم الديكتاتوري السلطوي وتعالت الصرخات وخطت الأقلام وكتب الكتاب وانشد المنشدون بدأوا بترديد عبارات اللوم والانتقاد لشيء طالما هم مارسوه قائلين لماذا كتاباتكم وشعاراتكم تحمل كل هذه الكراهية والغل لنا ولماذا تسعون بكل جهد على ان تقفوا ضد استمرارية حكمنا وشرعيتنا معتبرين الموت في سبيل نصرة هذه الشرعية شهادة في سبيل الله بعد ان كان مجرد الوقوف مع شرعية سابقيهم جريمة وتهمة سافرة محشوة بفتاوى قتل وصلب وشنق ونفي ..
لا أدري هل كان الإخوان المسلمون ومن على شاكلتهم ممن حملوا خناجر الطعن والذبح ورفعوا كل أنواع الشعارات المغلفة والمبطنة بالغل والحقد والمؤيدة بالآيات والأحاديث حتى وان كانت تدعو إلى سلب كرامة وانتهاك حرمات يتوقعون ان ثورة المستنكرين لأفعالهم وأعمالهم سوف ترفع بوجيههم شعارات من معلقة زهير بن أبي سلمة أو قصائد غزلية مختارة من أشعار نزار قباني أو ربما أرادوا ان يسمعهم الثوار أغاني فيروز وعبدالحليم حافظ معززة بلوحات مضيئة مكتوب عليها بابا فين …
لاشيء جديد? فلماذا انتم غاضبون? الشرعية الدستورية التي تتغنون بها هي نفسها التي كنتم بالأمس خارجين عنها ومحرضين الشارع ضدها معتبرينها ساقطة ولا شرعية عدا شرعية الشارع والمواطن..
شعار ارحل واسقط واذهب? لم تدعوا سور مدرسة ولا سرير مريض ولا كرسي طالب إلا وكتبتم عليه هذه الكلمات معتبرينها كلمات مقدسة وهي نفسها الكلمات التي ترفع الآن بوجوهكم ..
كل ما تعانون منه الآن كان اختراعكم ونتاج اجتماعاتكم وإعلامكم وخطاباتكم وندواتكم وتحالفاتكم صناعة مقاركم ومجالسكم وغرف مؤامرتكم..
الشارع قال كلمته وما على الحاكم غير المرغوب به سوى الرحيل.. أليس هذا ما قلتموه سابقا وهاهو الشارع الآن يقول كلمته? فهلا أكرمتمونا بالرحيل أثابكم الله?!
* صحيفة المنتصف