انفراج وشيك لـ”أزمة الصواريخ” بين هادي وقائد الحرس الجمهوري
كشف مصدر بالقصر الرئاسي عن بوادر لانفراج الأزمة بين الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وقائد قوات الحرس الجمهوري? العميد أحمد علي صالح? نجل الرئيس السابق على خلفية رفض الأخير تسليم صواريخ سكود طويلة المدى إلى وزارة الدفاع.
وقال المصدر إن تشكيلات صواريخ سكود التي في حيازة الحرس الجمهوري “ست?ْسلم”? مستدركا أن هذه الصواريخ “ستكون مسؤولية القائد الأعلى للقوات المسلحة”? في إشارة إلى هادي. وأضاف جازما: “لم يتم الاتفاق على ذلك لكنه سيتم”.
وكان هادي بحث أزمة صواريخ سكود مع مسؤولين أميركيين كبار بينهم مساعد وزيرة الخارجية الأميركية? أندرو شابيرو? وقائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال جيمس ماتيس? في اجتماع بالعاصمة صنعاء يوم الاثنين. ويعد “الحرس الجمهوري” الفصيل العسكري الأقوى عتادا وتسليحا داخل الجيش اليمني المقسوم منذ أواخر مارس العام الماضي عندما تمرد قائد الفرقة الأولى مدرع? اللواء علي محسن الأحمر? على الرئيس السابق. والعميد أحمد صالح وابن عمه يحيى محمد صالح? الذي يشغل منصب رئيس أركان حرب قوات الأمن المركزي? هما المسؤولان الباقيان على رأس السلطة من أسرة الرئيس السابق? بعد أن عزل هادي? منذ أبريل وعلى فترات متقاربة? كافة أقارب سلفه من مناصبهم العسكرية والأمنية والمدنية.
إلى ذلك? دعا هادي? أمس الأربعاء? خصوصا حزب “المؤتمر الشعبي العام”? الذي يرأسه سلفه علي عبدالله صالح? إلى “تجنب محاولات الإرباك او المغالطة السياسية بكل أشكالها”. وكان هادي? وهو نائب رئيس حزب “المؤتمر” وأمينه العام? ا?ْنتخب نهاية فبراير لولاية مؤقتة مدتها عامان وفق اتفاق مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي? الذي منع انزلاق اليمن? العام الماضي? إلى أتون حرب أهلية على وقع انتفاضة شعبية ضد الرئيس السابق.
وحذر هادي? لدى ترؤسه اجتماعا استثنائيا لأعضاء اللجنة العامة (المكتب السياسي) لحزب “المؤتمر”? من أن الوضع في اليمن “لا يزال دقيقا وحساسا”? مشددا على ضرورة تجاوزه ”بحس وطني صادق ومؤمن” لإخراج اليمن من أزمته المتفاقمة منذ يناير 2011.
ومؤخرا? تفاقمت الخلافات بين هادي وصالح على خلفية رفض نجل الرئيس السابق? تسليم صواريخ طويلة المدى إلى وزارة الدفاع? الأمر الذي دفع هادي إلى التهديد? الأحد? بإلغاء حصانة سلفه بعد أن اتهمه بعرقلة المرحلة الانتقالية? التي دخلت حيز التنفيذ أواخر نوفمبر العام الماضي? وتستمر حتى فبراير 2014. ودعا الرئيس الانتقالي? الذي كان نائبا لصالح طيلة 17 عاما الماضية? “الأطراف الحزبية والسياسية والاجتماعية العمل بكل الحرص من اجل مصلحة الوطن العليا وتجنب محاولات الإرباك أو المغالطة السياسية بكل أشكالها”? حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”. وقال: “نحن على المحك جميعا”? مشيرا إلى أن اليمنيين استطاعوا أن يغلبوا “العقل والحكمة والمنطق” لإنهاء خلافاتهم “بحلول منطقية وتبادل سلمي للسلطة”. ولفت إلى تحقيق “نجاحات لا يستهان بها في المرحلة الأولى من (اتفاق) المبادرة الخليجية”? الذي تدعمه بقوة الدول الكبرى في مجلس الأمن وتشرف على تنفيذه منظمة الأمم المتحدة.
وفي الاجتماع الذي غاب عنه الرئيس السابق? طالب أعضاء اللجنة العامة لحزب “المؤتمر”? هادي “باعتباره رئيسا للجمهورية” عدم التجني على حزب “المؤتمر”? الطرف الرئيسي الأول في اتفاق المبادرة الخليجية? مؤكدين أن الحزب ملتزم بتنفيذ الاتفاق بكامل بنوده? لكنه يرفض “محاولات الإقصاء المستمرة”. كما طالبوه بـ”التمعن” في قراراته? وقالوا إن معالجة الأزمة الراهنة “تتطلب الحكمة والعدل”? مؤكدين تمسكهم “بشرعية المبادرة على أسس عادلة مع كل الأطراف”. وقال عضو اللجنة العامة? حسين حازب? لـ”الاتحاد” إن الاجتماع “كان إيجابيا”? وأنه تم خلاله “تجاوز الأزمة” الأخيرة بين هادي وصالح? رافضا الإدلاء بأي تفاصيل بشأن ذلك? لكنه أشار إلى أن هادي أكد التزامه “بقرارات اللجنة العامة” للحزب. وردا على سؤال حول أسباب عدم التقاء الرئيسين هادي وصالح منذ أن سلم الأخير رئاسة البلاد في حفل رمزي أقيم بالقصر الرئاسي بصنعاء أواخر فبراير? قال القيادي في حزب “المؤتمر”? إن “صالح وهادي لم يلتقيا منذ ذلك الوقت لكنهما على تواصل مستمر”? حسب قوله.