الإخوان يخطبون ود واشنطن لإنقاذهم من الثوار
توجه القيادي في جماعة الإخوان عصام العريان إلى واشنطن في زيارة مفاجئة تستغرق عدة أيام? وهي زيارة يقول مراقبون إنها تثير الكثير من الأسئلة حول توقيتها.
وقالت مصادر كانت في وداع العريان إنه سينضم إلى فريق من الإخوان ومستشاري مرسي يضم عصام الحداد وخالد القزاز لإجراء مباحثات مكثفة مع مسؤولين أميركيين حول التطورات الأخيرة.
ويقول محللون محليون إن هذه الزيارة تعطي مشروعية لاتهامات أطلقتها المعارضة المصرية عن علاقات ولقاءات سرية تجمع بين الإخوان وشخصيات مقربة من الإدارة الأميركية? وامتدت هذه اللقاءات من فترة ما قبل سقوط مبارك وحتى وصول محمد مرسي إلى سدة الرئاسة.
وانتقدت أحزاب وشخصيات مصرية في أكثر من مرة ما تقول إنه اتفاقيات إخوانية أميركية على حساب الشعب المصري.
وكان “ائتلاف أقباط مصر” قد كشف في بيان له الاثنين الماضي عما أسماه التدخ?ل الأميركي في الشؤون الداخلية لمصر? واصفا?ٍ ذلك بـ”الدور الوضيع”? وأن السفارة الأميركية في القاهرة تضغط على رموز من المعارضة كي توقف الاحتجاجات خدمة لمرسي.
وقال الائتلاف إن “مرسي استنجد بحليفته أميركا وأصدقائه في إسرائيل وطالبهم برد الجميل بعد أن ساعدهم في الهدنة مع حركة حماس”.
وكانت تقارير في واشنطن تحدثت عن أن الإخوان المسلمين تعهدوا في لقاءات مع مسؤولين أميركيين بأن يوفروا جملة من الضوابط والتعهدات? أولها المحافظة على معاهدة السلام والالتزام بتفاصيلها خاصة ما تعلق بحماية الحدود الإسرائيلية? ثانيها الضغط على حماس حتى تغي?ر من طابعها “الإرهابي” وتقترب من خيار السلام “وهو ما تم من خلال الاتفاقية الأخيرة في غزة”.
وتعهد الإخوان كذلك بفتح معركة قوية مع المجموعات المتشددة التي تعادي أميركا? لكنهم يعيشون الآن على وقع تحالف قوي مع هذه المجموعات التي هاجمت السفارة الأميركية بالقاهرة في سبتمبر/ ايلول الماضي.
ووفق تلك التقارير فإن الإخوان تعهدوا لواشنطن بأن يكونوا ضمن الحلف الإقليمي المناهض لإيران وحزب الله وسوريا? وهو ما تحقق إلى حد كبير.
لكن أوساطا أميركية تستمر في عدم ثقتها بالإخوان? وترى أنهم يناورون ليربحوا الوقت ثم يعلنوا عداءهم للولايات المتحدة.
بالمقابل توقعت أوساط مصرية أن يعود العريان من واشنطن بمجرد تطمينات أميركية للإخوان? لكن إدارة أوباما لن تراهن عليهم إذا استمروا في استعداء الشارع المصري? وخاصة القوى المدنية والديمقراطية التي تضم أصدقاء بارزين لواشنطن مثل محمد البرادعي.
بالتوازي استمرت الضغوط على الرئيس الإخواني محمد مرسي لدفعه إلى التراجع عن قراراته? وانضم الأزهر إلى جبهة الضغط.
فقد طالب مجمع البحوث الاسلامية في الأزهر وهو أعلى سلطة فيه الخميس الرئيس المصري محمد مرسي بـ “تجميد الاعلان الدستوري” و”الدعوة إلى حوار وطني فورا”تشارك فيه “كل القوى الوطنية دون استثناء ودون شروط مسبقة”.
وفقد مرسي ثقة الدائرة المحيطة به من المستشارين بعد أن استقال رفيق حبيب المفكر والسياسي المسيحي لينضم إلى مجموعة من الشخصيات البارزة التي سبق أن أعلنت استقالتها? مثل محمد عصمت سيف الدولة ممثلا عن التيار القومي? وأيمن الصياد “الخبير الإعلامي”? وسيف الدين عبدالفتاح “مستشار أكاديمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي”? وسمير مرقص “مفكر وسياسي? وأول مسيحي يتولى منصب مساعد رئيس الجمهورية”.
ميدانيا استمر الزخم الشعبي المتظاهر ضد السياسات الإخوانية? ووصلت مسيرتان إلى محيط مقر الرئاسة بالقاهرة? للمطالبة بإسقاط النظام ومحاكمة قتلة المتظاهرين أمس أمام مبنى الرئاسة.
ورد?ِ?د المتظاهرون هتافات “إرحل”? و”الشعب يريد إسقاط النظام”? و”طل?عوه من الاتحادية .. عارفين مات كام ضحية?”? و”يسقط يسقط ح?ْكم المرشد” في إشارة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس مرسي? فيما حملت مجموعة من النساء أكفانهن تعبيرا?ٍ عن الاستعداد للموت.
ولم تجد جماعة الإخوان من طريق للتعبير عن الرعب الذي انتابها من الزخم الشعبي سوى اتهام المعارضة بقيادة مؤامرة على الشرعية والثورة? وأن السياسيين “يقدمون مصالحهم الخاصة على المصالح الوطنية الع?ْليا”.