اليمن 2012م: عبيد وجواري يباعون ويورثون للأبناء
كشفت منظمة حقوقية يمنية عن وجود 190 حالة رق وعبودية في محافظة حجة شمال غرب اليمن وحدها.
وقالت منظمة “وثاق” الحقوقية في مؤتمر صحفي عقدته في صنعاء? إنها أجرت دراسة ميدانية بحثية في محافظة حجة شمال غرب اليمن? استمرت نحو 6 أشهر? أظهرت وجود 190 حالة رق? واستعباد في ثلاث من مديريات المحافظة.
وأوضحت أن 116 حالة استعباد اكتشفت في مديرية خيران المحرق? شكلت نسبة 61.05 بالمئة من الحالات المكتشفة? و61 حالة عبودية في مديرية أسلم “32.11 بالمئة”? إضافة إلى 13 حالة رق في مديرية كعيدنة بنسبة “6.84 بالمئة”? ليكون إجمالي ما تم التوص?ل إليه 190 حالة رق وعبودية في 3 مديريات رئيسية بالمحافظة.
ولفتت المنظمة في تقريرها إلى أن العديد من مشايخ القبائل في المناطق الساحلية يمتلكون عبيدا وجواري يخدمون في منازلهم وفي حقولهم الزراعية ويورثونهم لأبنائهم كجزء من ممتلكاتهم الشخصية ومن تركتهم بعد وفاتهم.
ورصدت أول حالة بيع إنسان في اليمن عام 2008 مقابل نصف مليون ريال يمني “2500 دولار أميركي” في مديرية كعيدنة بمحافظة حجة? مسجلة بسجل يخص وثائق البيع والشراء للأراضي والعقارات الخاصة بالمشتري.
وأشارت نتائج التقرير الحقوقي إلى أن ما قبل عام 2010 كان التعاطي مع حالات الرق والاستعباد في هذه المناطق يتم من قبل السكان المحليين كظاهرة طبيعية? وتعاملت السلطات المحلية معها كواقع طبيعي? ولم تعمل على معالجة الظاهرة بما تفرض عليها مسؤولياتها القانونية والأخلاقية والإنسانية.
ويأتي تقرير “منظمة” وثاق أياما بعد رواج معلومات صحفية عن وجود عصابات منظمة للمتاجرة بالمهاجرين الأفارقة في اليمن الأمر الذي يطلق سف?ارة إنذار بشأن التدهور الشديد في وضع حقوق الإنسان بالبلاد على خلفية الأوضاع العامة المتدهورة في اليمن والمتسمة بارتخاء قبضة الدولة عن عديد الأنحاء? وظهور قوى موازية تنازعها سلطاتها.
وكانت تقارير حقوقية وإعلامية تحدثت منذ أيام عن تعرض مهاجرين أفارقة يحاولون الوصول إلى المملكة العربية السعودية عبر اليمن إلى أعمال تعذيب وحشية.
وتقول المنظمة الدولية للهجرة إن حوالي 12 ألف مهاجر أفريقي يحطون الرحال شهريا في اليمن على أمل عبوره إلى بلدان الخليج العربي الثرية والمزدهرة بحثا عن فرصة عمل? لكن أيادي المتاجرين بالبشر تتلقاهم سواء لاستغلالهم ماديا بانتزاع ما يكون معهم من أموال قليلة وأمتعة بسيطة لقاء وعود بمساعدتهم على الوصول إلى وجهتهم الخليجية? أو باستعمالهم في أعمال السخرة? وحتى باستغلال النساء والأطفال منهم جنسيا.
وورد في تقرير حديث للمنظمة المذكورة أن عصابات باليمن تعمد أحيانا لاحتجاز المهاجرين? في محاولة لابتزاز عائلاتهم والحصول على فديات ممن لهم أهل عاملون في الخليج. وكثيرا ما يتعرض المحتجزون لأعمال تعذيب وتنكيل وحشية.
وكثيرا ما تورد مصادر حقوقية ومحلية قصصا مروعة عن تعرض عشرات من اللاجئين الصوماليين في اليمن للاحتجاز وعمليات تعذيب بصورة مستمرة من قبل عصابات مسلحة بالقرب من الحدود مع السعودية أثناء محاولتهم التسلل إلى الجارة الغنية? حيث يتم نقلهم عبر عصابة تهريب دولية من السواحل الصومالية إلى السواحل اليمنية الغربية القريبة من الحدود السعودية? مثل الخوبة واللحية وميدي مقابل مئات الدولارات تدفع مقدما إلى المهربين في ميناء المصوع وبعض الموانئ على السواحل الافريقية? على أن يتم إيصالهم إلى الأراضي اليمنية ومن ثم يتم نقلهم إلى المملكة العربية السعودية برا حسب الاتفاق.
وما إن يصل هؤلاء إلى السواحل اليمنية يتم تسليمهم من قبل المهربين إلى عصابات مسلحة تمارس “عملها” في مناطق مختلفة على الحدود السعودية وتقوم بنقلهم إلى أحواش بداخل مزارع نائية في مديرية الزهرة ومنطقة بني حسن بمديرية عبس ليمارس ضدهم أبشع طرق التعذيب والابتزاز ليتم إجبارهم على التواصل مع أقربائهم في السعودية أو الدول الأخرى تحت وطأة التعذيب لإرسال مبالغ مالية مقابل إطلاق سراحهم.
وتعرض الكثير من المهاجرين لعمليات تعذيب بحسب منظمات حقوقية رصدت تلك الانتهاكات لعملية بتر أعضائهم بصورة وحشية تمارس ضدهم مقابل الحصول على المبالغ المالية.
وبحسب المصادر? فقد ر?ْفعت مناشدات عديدة إلى الجهات الحكومية من قبل منظمات رصدت تلك الانتهاكات? لكن لم يتم الاستجابة لها منذ شهور? فيما لا يزال عشرات المحتجزين من الصومالين يعيشون وضعا سيئا تحت رحمة المسلحين.