ت?ِعفنت الجراح وق?ْطعت الأطراف يا توكل
ضحكت وبكيت في آن واحد بعد سماعي خبر وعد توكل كرمان الأخير بالتبرع بجائزة نوبل المالية لجرحى الثورة, ضحكت لأن هذه هي المرة العشرين تقريبا?ٍ منذ أكثر من عام التي تعدنا فيها توكل بمكر?ْمتها تلك, وبكيت على جرحى الثورة الذين تعفنت جراحهم وقطعت أطرافهم وهم منتظرين لوعود توكل وغيرها من الوعود .
الأخت توكل وفي كل مناسبة محلية أو إقليمية أو دولية تعلن عن مكر?ْمتها تلك دون أن تفي بها, توكل دعت قبل أشهر عديدة رئيس الوزراء باسندوه لتأسيس صندوق لرعاية جرحى الثورة وأسر الشهداء, واليوم تكرر طلبها من رئيس الوزراء وكأننا في متاهة لا نهاية لها, فتوكل بانتظار الصندوق وباسندوه بانتظار مبلغ الجائزة ليؤسس به الصندوق وهكذا الى أن يموت آخر جريح في الثورة أو تموت توكل أو باسندوه .
للأسف فقد أصبحت قضية جرحى الثورة ورعاية اسر الشهداء مادة دسمة للمتاجرة بها ودخلت الكثير من الأطراف المحلية والدولية فيها من تركيا التي عالجت بعض الجرحى من غير شباب الثورة الى السعودية التي قهرت الكثير من الجرحى بتعاملها الفض معهم وارجاع اغلبهم وجراحهم تنزف الى قطر التي ت?ْسمعنا جعجعة ولا نرى الطحين, وكم سمعنا عن منح علاجية او مالية أو عينية أو تعاقد مع مستشفيات خاصة يمنية, لكن الواقع يقول أن أغلب جرحى الثورة يتسولون على أبواب المسؤولين والمستشفيات الخاصة والعامة دون ان يلقوا الرعاية اللازمة .
اختي وزميلتي في الثورة توكل كرمان هل تعلمين أن كل يوم يمر على جريح بألف سنة من ما تعدين ? هل تعلمين أن بعضهم ق?ْطعت أطرافهم بسبب عدم وصولهم في الوقت المناسب الى الطبيب المناسب ? هل تعلمين أن بعضهم توفي بسبب مضاعفات جراحه ? لماذا كل هذا الروتين الذي وضعت?ه للحصول على مكر?ْمتك ?
لماذا يجب المرور بالضرورة عبر باسندوه والصندوق ?
لماذا لا تأخذين مثلا?ٍ أكثر مئة حالة حرجة – تقدرها لجنة أطباء مستقلة – أو أي عدد بقدر جائزتك وتتبنين علاجهم بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية وبشفافية تامة ليعرف الجميع انك التزمت? بوعدك ?
الكثير يشككون في نيتك من الأصل – وأنا لست منهم الى الآن على الأقل – قائلين أنك استخدمت مبلغ الجائزة وغيرها من أموال المانحين في شراء فيلا بأكثر من مئة مليون ريال يمني, لكن تأخرك عن علاج الجرحى وتذرعك ببا سندوة والصندوق ليس في محله ويجعل كلامهم أقرب الى التصديق خصوصا?ٍ انك تتعاملين مع جرحى وجراح وليس مع شق طريق يمكن تأجيله .
الأخت توكل : اذا كنت صرفت المبلغ كما يدعي البعض فلا مشكلة شرعية في ذلك فمن حق الواهب التراجع عن هبته الى قبل تسليمها ودون الحاجة الى إبداء الأسباب, لكن ما هو حرام شرعا?ٍ هو اعطاء الأمل الكاذب للجرحى .
” نقلا?ٍ عن صحيفة الأولى ”
albkyty@gmail.com