رئيس الجمهورية يوجه خطابا بمناسبة العيد الـ45 لثورة 30 نوفمبر (نص الخطاب)
قال الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية إن أبطال المقاومة والكفاح المسلح سجلوا أروع ملاحم البطولة والفداء حينما واجهوا بأجسادهم النحيلة وصدورهم العارية وأسلحتهم الشخصية المتواضعة أضخم آلة عسكرية للإمبراطورية التي لم تكن الشمس تغيب عنها.. وكانت المعجزة أن استطاع الثوار الأشاوس بقوة عزيمتهم وعظيم إيمانهم بربهم وبقضيتهم تحقيق النصر والهدف الذي ناضلوا من أجله على مدى مئة وتسعة وثلاثين عاما ليقدموا دليلا لا يقبل الدحض على أن إرادة شعبنا أقوى من كل التحديات وأمضى من كل وسائل البطش والقهر والتغييب والتآمر.
جاء ذلك في خطاب وطني هام وجهه إلى جماهير شعبنا اليمني في الداخل والخارج بمناسبة العيد الخامس والأربعين للاستقلال المجيد الـ”30 من نوفمبر”.
وأضاف:” فليكن احتفالنا بالعيد الخامس والأربعين للاستقلال المجيد مناسبة نستمد فيها من أبطال المقاومة والكفاح قوة العزيمة والإيمان وتلاحم الصفوف لمواجهة تحديات الحاضر وتحقيق الآمال والطموحات التي يرجوها شعبنا وفي مقدمته الشباب .. قوة الحاضر وأمل المستقبل الذين حركوا السكون وكسروا الجمود في العام الماضي ودفعوا الوطن بجسارتهم وإرادتهم إلى مرحلة جديدة هي مرحلة التغيير وبناء اليمن الحديث يمن الحرية والديمقراطية والحكم الرشيد والدولة المدنية الحديثة” .
ودعا الأخ الرئيس بهذه المناسبة الوطنية العظيمة كل قوى التغيير بمختلف اتجاهاتها إلى الحفاظ على ديمومة التغيير وروح التجديد والحذر من الفعل السلبي للعناصر التي تتسلل إلى مؤسسات وإدارات الدولة بهدف زرع الإرباك وبث روح الإحباط واليأس والتشكيك بصوابية ما عزمنا السير معا لتحقيقه وهو اليمن الجديد الذي يصبح فيه الفرد رقما حقيقيا وعنصر إنتاج فاعل ويلتحم فيه الشعب في موكب واحد باتجاه المستقبل الأفضل لينعم بالأمن والرخاء والحرية.. مؤكدا بأن عجلة التغيير قد بدأت بما فيها مكافحة الفساد وتجفيف منابعه وإصلاح القضاء والإدارة العامة وإصلاح هياكل المالية العامة وأجهزة الرقابة.. وقال:” نحن مستمرون في تجفيف منابع الفساد ووضع الرجل المناسب في المكان المناسبة واتخاذ التدابير لحماية المال العام ومضاعفة إجراءات رعاية الشرائح الفقيرة ومحدودي الدخل وتعزيز حضور المرأة اليمنية في مضمار التنمية والإسهام في النهوض الوطني”.
واستطر الأخ الرئيس قائلا:” ونحن إذ نقف الآن على مشارف بدء أعمال الحوار الوطني الشامل والذي يعد الأول من نوعه في تاريخ اليمن? فإننا نؤكد حرصنا الكامل على مشاركة كافة الأطراف والمجموعات في المؤتمر ممثلة بالأحزاب والتنظيمات السياسية والحركات الشبابية والحراك الجنوبي والحوثيين ومنظمات المجتمع المدني والقطاع النسائي “..مجددا الدعوة لكل هذه الأطراف بمختلف مسمياتها وتوجهاتها للمشاركة الفاعلة في المؤتمر لنتوصل جميعا وعبر الحوار الديمقراطي الحضاري والاتفاق والتوافق لمعالجة قضايا الواقع المزمن منها والمستجد ونضع أسس اليمن الجديد.. يمن الحداثة والديمقراطية والحكم الرشيد والعدالة? حيث لا غالب ولا مغلوب ولا ظالم ولا تهميش أو تعالي على أي فئة من الفئات أو منطقة من المناطق.. وقال:” إنها للحظة تاريخية لم تتوفر من قبل وقد لا تتوفر من بعد وعلينا أن نغتنمها بالمشاركة الفاعلة في مؤتمر الحوار الوطني الذي فتح أبوابه للجميع دون شروط مسبقة ولا أحكام تفرض من أحد ولا قرارات ولا توصيات مصاغة للإملاء على الآخرين .. ذلك أن مؤتمر الحوار الوطني هو البديل الأوحد للاحتراب والصراعات الدموية والتشظي والضياع”.. معبرا عن ثقته بأن العقل الجمعي الوطني قد أخذ يتشكل ويرتقي إلى مستوى وحجم المهام الوطنية العظمى التي ستنجز إن شاء الله وبإرادة كل حريص على الوطن والخروج به إلى بر الأمان والسير معه إلى المستقبل الذي سيرسم ملامحه أبناؤه المنضمون في الحوار الوطني المرتقب.
وتطرق الأخ الرئيس في خطابه إلى عدد من القضايا والتطورات على الساحة الوطنية ومنها الخطوات المنجزة خلال المرحلة الأولى من العملية الانتقالية استنادا إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وكذا الخطوات المبذولة حاليا لاستكمال تنفيذ خطوات المرحلة الثانية وكذا التوجهات الاقتصادية والتنموية خلال هذه المرحلة والنجاحات المحققة على صعيد مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار في كل ربوع الوطن.
وفيما يلي نص الخطاب :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا يوافي النعم بفضله
والصلاة والسلام على نبيه المرسل رحمة للعالمين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
يا أبناء الشعب اليمني العظيم ..
يسرني أن أخاطبكم في مناسبة غالية وعزيزة علينا جميعا? وفي عيد من أهم الأعياد الوطنية وأجلها .. عيد الاستقلال المجيد .. ذلك العيد الذي جاء قبل خمسة وأربعين عاما من اليوم محمولا على جبال من البطولات والتضحيات التي انطلقت منذ أن وطأت قدم المستعمر البريطاني شواطئ عدن في العام 1839م وتوجت باندلاع ثورة الـ 14 من أكتوبر عام 1963م الت