لماذا سم?يت صواريخ الكاتيوشا بهذا الإسم?
تحافظ صواريخ الكاتيوشا على “سمعتها” الممتازة بين أنواع الصواريخ الحديثة والمتطو?رة? بحيث تلجأ إليها معظم الحركات الثورية وحركات التمر?د القادرة ماليا?ٍ على شرائها? نظرا?ٍ لقو?تها وفعاليتها وكلفتها المنخفة مقابل كلفة صواريخ أخرى.
تعتبر صواريخ الكاتيوشا أول صواريخ ذاتية الدفع في العالم? أنتجها الإتحاد السوفياتي إب?ان الحرب العالمية الثانية? وكانت تسمى في بداية الأمر “كيت الصغيرة”? لكن رموزها العسكرية كانت بي إم-13? بي إم-8? بي إم-31? بي إم-14? بي إم-21? بي إم-24? بي إم-25? بي إم-27? بي إم-30? ( تعتبر صواريخ “غراد” و”سميرتش” أنواع?ٍا من صواريخ الكاتيوشا أيض?ٍا).
بالرغم من ميزات الكاتيوشا المتعد?دة? كسهولة تحريكه وسرعة إخفائه? ومروره منذ الإنتاج الأول بمراحل تطورية متعددة… إلا? أن لا أهمية إستراتيجية أو عسكرية كبرى لهذه الصواريخ بقدر ما هو الرغبة في إحداث هلع أو إنهيار نفسي لدى الطرف الآخر. وقد شكلت هذه الصواريخ خطر?ٍا حقيقي?ٍا على الألمان أثناء الحرب العالمية الثانية نظر?ٍا لفعاليتها في ساحات القتال الضيقة والجبلية. وقد أطلققوا عليها إسم “سيمفونية ستالين” نظر?ٍا لتتابع إنطلاقها وصوتها المتناغم.
بدأ تصميم أول نماذج للمدفعية الصاروخية هذه في الإتحاد السوفيتي في ثلاثينات القرن الماضي? حين قامت مجموعة المصممين تحت إشراف فلاديمير أرتوميف عام 1938 بتصنيع أول راجمة صاروخية تجريبية (بي إم 13).
وأصبحت راجمة الصواريخ “بي إم 13” ذاتية الحركة بعد نصبها على قاعدة عربة “زيس – 6” السوفيتية الصنع. وشاركت راجمات الصواريخ تلك في أول معركة لها يوم 14 يوليو/تموز عام 1941 حين شن?ت بطارية النقيب فليوروف بحر?ٍا من النيران على القطارات الألمانية المرابطة في مدينة أورشا في روسيا البيضاء.
رغم التسميات العديدة التي ارتبطت بهذا السلاح? إلا? أن? إسم?ٍا واحد?ٍا فقط لمع في السماء وحفظه المدنيون والعسكريون على حد?ُ? سواء? وهو “كاتيوشا”.
إسم كاتيوشا شائع جد?ٍا في روسيا? ومعروف في كل دول العالم تقريب?ٍا? وهو تصغير لإسم “كاترينا”? أم?ا سبب إرتباط الإسم بالصاروخ? فيعود الى أغنية كتبها الشاعر الروسي ميخائيل إيزاكوفيكسي ولح?نها ماتفي بلانتر? وغنتها لأول مرة المغنية الشعبية الروسية ليديا روسلانوفا? وذلك في أواخر الثلاثينيات. وتتحد?ث الأغنية عن فتاة إسمها كاتيوشا كانت تغني دائم?ٍا لحبيبها الذي تطو?ع في الجيش السوفياتي ليقاتل الى جانب رفاقه في الجبهة ضد النازيين? وتعاهد كاتيوشا حبيبها في الأغنية? بأن?ها ستنتظره وستحرس حب?هما كما يحرس هو بلاده. وسم?يت الصواريخ تيم?ن?ٍا بكاتيوشا التي تحرس حب?ها? وكأن? الصواريخ تحرس البلاد.
أعطت كاتيوشا شهرتها ليس فقط للصواريخ? بل لكل أغنية إرتبطت بإسمها في العالم? وبفضل جمال الأغنية السوفياتية وجمال موسيقتها? إنتشرت في العالم أجمع? وتعد?دت الكلمات التي استعملت لحن كاتيوشا الأساسي بتعد?د المناسبات والجهات التي غن?تها? إلا? أن?ها حافظت على طابعها الوطني والثوري.
أم?ا كلمات أغنية كاتيوشا السوفياتية فهي:
“كانت أشجار التفاح والخوخ مزهرة/ وفوق النهر يهبط ضباب الصباح/ صعدت كاتيوشا الصبية على حافة الجرف/ والنهر يغلفه الضباب/ على حافة النهر بدأت كاتيوشا تغني/ عن النسر الرمادي الشامخ في السهول/ وعن الذي تحبه كاتيوشا من كل قلبها وتصون رسائله إليها/ أيتها الأغنية? الأغنية الساطعة عن الصبية العذراء/ طيري إلى حدود الشمس? طيري مثل طائر إلى الجندي البعيد عند الحدود/ من كاتيوشا أوصلي السلام/ لعله يفكر بالعذراء القروية/ لعله يسمع أغنية كاتيوشا/ وكما يحرس ارض الوطن العزيز سوف تحرس كاتيوشا حبهما إلى الأبد”.