شكرا بان كي مون!
شكرا لك بان كي مون لأسباب غير تلك التي شكرتك أثناء الاحتفاء بمرور عام على التوقيع على المبادرة الخليجية.شكرا لك لأنك أعدت الحياة إلى دار الرئاسة التي عششت فيها الهواجس و المخاوف المشروعة و الغير. شكرا لك لأنك بزيارتك الأولى لليمن استنفرت الأجهزة الأمنية و الجيش لتعمل ربما لأول مرة بتعاون كامل لهدف واحد هو تأمين سلامتك وسلامة الرئيس وقيادات البلد السياسية وسلامة بقية الضيوف (رغم أنة ليس لدى تفاصيل حول كيفية تأمين الزيارة).
الشكر لك أيضا موصول لأنك امديت الرئيس عبد ربة هادي بدفعة جديدة من الدعم الاممي سيحتاجه في اتخاذ قرارات ممهدة و أخرى حاسمة في مسار التغيير و بناء دولتنا المدنية الحديثة? رغم يقيننا ان ما ان ما سيمد الرئيس بالقوة الحقيقة إلى جانب الشعب هو رئاسته لحزبه و إعادة هيكلة حزب المؤتمر ليملك بعد ذلك ناصية صلاحيات حكمة و قراراته الوطنية بعيدا عن الحسابات والتأثيرات الناتجة عن عدم وجود قوى تحمي ظهره.
شكرا لك بان كي مون لأنك دون ان تقصد أربكت المرور الذي غاب رجاله (لا أدري لماذا) بين منطقة السبعين و شارع حدة و والتحرير و التحمت و إشتبكت السيارات من كل الاتجاهات واختنقنا في التقاطعات لأكثر من ساعة لأدرك وانا في حالة الانتظار الطويل التالي:
أن الشباب اليمني الذي أشعل الثورة والذين أشرت إليهم في كلمتك يوم أمس لا و لن يكفوا عن انتزاع إعجابنا و تزويدنا بالأمل دائما و ابد رغم تباطأنا في معالجة قضاياهم ? فقد بادر أحد الشباب بالتطوع لترتيب حركة السيارات من الاتجاهات المختلفة في التقاطع المجاور للسفارة البريطانية سابقا والأمن المركزي و قد أطعناه كلنا في توجيهه لنا و برزت لنا شخصية قيادية تلقائية شابة مدنية مسئولة أخذت بزمام مبادرة و أخرجتنا من حالة العجز التي عشناها لأكثر من ساعة. (الا يدعونا ذلك لمزيد من التأمل) .
الإدراك الثاني أننا كجهات إدارية او أخرى لا نمتلك بعد مهارة معالجة أمرين او ثلاثة في ذات لوقت بدليل التوقف التام للحركة المرورية أثناء الاحتفال بدار الرئاسة و ينطبق الحال في تعاملنا مع حزمة الإجراءات المنوطة بنا في الفترة الانتقالية مما يستدعي التوقف عند هذا التوصيف و تدبره و إلا تجاوزنا الزمن و الوقت لنصحوا في 2014 و نحن مازلنا في نفس الحال.
أما استفادتي الأخيرة من الانتظار بسبب الاختناق المروري في فترة الظهيرة الساخنة و عمودية شمس صنعاء فهي أنني تابعت كلمات المحتفين بالمناسبة من راديو السيارة بتركيز (عمودي) دون مقاطعة كما كان سيحدث في المكتب او في البيت. ولهذا المقام مقال أخر .