السعودية تهدد والقبائل اليمنية ترد لسنا لقمة سائغة!!
حالة من الغليان تشهدها المناطق التي تقع على خط الحدود بين اليمن والمملكة العربية السعودية نتيجة لإصرار الحكومة السعودية على استئناف بناء جدار عازل بين البلدين الذي كانت قد شرعت في بنائه أواخر العام 2003م واستطاع الرئيس السابق علي عبدالله صالح إقناع السعودية على إيقاف بناء الجدار في فبراير 2004م.
وقالت مصادر قبلية في تصريحات سابقة لـ”شهارة نت” ان العشرات من أبناء القبائل المتواجدة على الحدود اليمنية السعودية منعت الشركات المنفذة لمشروع الجدار العازل بين السعودية واليمن من العمل في المشروع.
وأوضحت المصادر ان القبائل الواقعة داخل الحدود السعودية ترفض هذا الجدار لانه سيقوم بعزلها عن أقاربهم في اليمن.. وخرج العشرات من أبناء القبائل في مظاهرات الأيام الماضية رفضا?ٍ للجدار العازل الأمر الذي دفع أمير منطقة جازان – محمد بن ناصر بن عبدالعزيز- إلى التصريح اعلاميا?ٍ بأن بلاده لن تتهاون ولن تسمح بعرقلة بناء الجدار.
هذا التهديد قوبل بتهديد آخر من قبائل دهم اليمنية في حدود جازان باقتلاع علامات ترسيم الحدود والبسط على الأراضي التي تمر منها العلامات.
وزادت حدة التوتر مع قيام وفد عسكري يمني الأسبوع الماضي ضم اللجنة العسكرية اليمنية المكلفة بمتابعة وضع الحدود مع السعودية بالإضافة إلى اللواء علي محسن الأحمر? حيث اتهمت قبائل يمنية السلطات السعودية بالتحضير لشن حرب عليهم بمساعدة المنشق علي محسن الأحمر.
وقال الشيخ حسن ابو هدرة – رئيس ملتقى شباب بكيل أحد مشائخ الجوف- في اتصال مع صحيفة يمنية: “إن الوفد العسكري اليمني ذهب إلى المملكة بطلب من الحكومة السعودية التي تريد إقناع القبائل اليمنية على الحدود بالقبول بتنفيذ الجدار العازل”.
وحول علاقة اللواء علي محسن باللجنة العسكرية والجدار العازل? قال الشيخ هدرة: “علي محسن ليس له اية علاقة باللجنة العسكرية المشتركة ولكنه ذهب إلى الرياض بطلب من المملكة لغرضين الأول: تكليفه بمهمة محاولة استقطاب مشائخ القبائل الرافضين للجدار العازل وإغرائهم بالأموال للقبول ببناء هذا الجدار? والأمر الثاني: -والكلام للشيخ هدرة- هو التحضير لشن حرب في الجوف على الحوثيين والقبائل الرافضة للجدار العازل”.
وكشف الشيخ حسن ابو هدرة في سياق حديثه عن قيام السعودية خلال الفترة الأخيرة باستدعاء مشائخ من “الإصلاح والمؤتمر” في الجوف استعدادا?ٍ منها لحرب قادمة.. موضحا?ٍ بالقول: “الحكومة السعودية استدعت خلال الفترة الماضية عدد من المشائخ في الجوف منهم خمسة مشائخ من (الإصلاح والمؤتمر) استدعتهم بعد عيد الأضحى المبارك إلى الرياض وطرحت عليهم موضوع الحرب فبعضهم قبل والبعض الآخر رفض وانسحب”.
وحذر رئيس ملتقى شباب بكيل الحكومة السعودية وعلي محسن من تكرار ما أسماه بـ”سيناريو” صعدة في الجوف.. مؤكدا?ٍ بأنهم لن يكونوا لقمة سهلة.
وفيما يتعلق بالجدار العازل بين البلدين قال ابو هدرة : “الحكومة السعودية بدأت منذ أسابيع التجهيز للعمل في بناء الجدار العازل وسط معارضة شديدة من جميع أبناء القبائل الواقعة على حدود البلدين”.. مشيرا?ٍ إلى انه تم الجمعة قبل الماضية تسليم حرس الحدود السعودي رسالتين من قبائل دهم وملتقى شباب بكيل طالبتا السعودية بإيقاف بناء الجدار والإيفاء بالتزاماتها التي قطعتها تجاه المناطق الحدودية اليمنية عند توقيع اتفاقية جدة الحدودية عام 2000م.. ومنها تعويض المناطق الحدودية اليمنية عن الأراضي التي أخذتها بموجب الاتفاقية”.
وأضاف قائلا?ٍ: “السعودية التزمت عند توقيع اتفاقية جدة بفتح منفذ خاص عبر (اليتمة) لقبائل دهم? غير ان ذلك لم يتم? كما التزمت ببناء مستشفى للمناطق الحدودية اليمنية إلا انها لم تف بذلك حتى المرعى المشترك للقبائل السعودية واليمنية والمحدد بـ20 كيلو من الجانب السعودي ومثلها من الجانب اليمني منعته السعودية”.
مشيرا?ٍ إلى ان حرس الحدود السعودي أحرق قبل أشهر عشرة جمال تابعة ليمنيين لانها عبرت الحدود لترعى في منطقة اليتمة”.
وقال الشيخ حسن أبو هدرة ان الحكومة السعودية حفرت نحو 30 بئرا?ٍ في أرض تابعة لمنطقة “النقيحا” بالجوف عادت لها بموجب اتفاقية ترسيم الحدود واستخدمتها لتزويد منطقة نجران بالمياه التي تعاني نقصا?ِ منها.. مشيرا?ٍ إلى ان ذلك تسبب في استنزاف المياه في منطقة اليتمة الأمر الذي يهدد مزارع اليمنيين على الحدود بالجفاف.
وفي حال لم تتجاوب السلطات السعودية مع مطالب قبائل دهم وملتقى شباب بكيل قال ابو هدرة: “حينها سنضطر نحن وقبائل يام إلى اقتلاع علامات ترسيم الحدود ونصب خيام في أراضينا وسنبسط نفوذنا على هذه الأراضي”.
مفيدا?ٍ بأن الجدار العازل يمتد من صعدة وصولا?ٍ إلى منطقة “البقع” ثم امتد إلى منطقة “القفال” وتوقف هناك قبل عدة سنوات وهو عبارة عن “حديد صبة وأسلاك كهربائية شائكة”.
وقال ان السلطات السعودية استغلت غياب الدولة في اليمن والانفلات الأمني وحالة عدم الاستقرار فقررت استئناف بناء الجدار