في وداع فقيد العمل الاجتماعي عبدالسلام العريقي
فجع ابناء عزلتي الاغابرة والاعروق ومديرية حيفان بالرحيل المفاجئ للاستاذ عبدالسلام محمد عبدالله ثابت العريقي –الامين العام لجمعية الاغابرة والاعروق الاجتماعية الخيرية عصر يوم الاحد الموافق 11/11/2012م بالعاصمة صنعاء اثر نوبة قلبية حادة وعن عمر يناهز اثنان وخمسون عاما? والفقيد تخرج من كلية العلوم السياسية تخصص علاقات دولية –جامعة كيف اوكرانيا عام 1983م وترأس اثناء دراسته الجامعية رابطة طلاب اليمن وبعد عودته الى الوطن ادى خدمة الدفاع الوطني لمدة عام ثم التحق بالوظيفة العامة بالجهاز المركزي للتخطيط مع بداية تأسيسه وكان اخر موقع يشغله فيه مديرالادارة القانونية ?لكنه لم يجد ذاته في الوظيفة العامة لما لاقه من عدم انصاف ومضايقات فتفرغ للعمل التعاوني الاجتماعي والخيري منذ اواخر الثمانينات? وكان من ابرز القيادات الاجتماعية التي اسست جمعية الاعروق الاجتماعية الخيرية مطلع التسعينات وادارتها وابرز من سعى وعمل بشكل دؤوب على اندماجها بجمعية الاغابرة الاجتماعية الخيرية ونتج عن الدمج تاسيس جمعية الاغابرة والاعروق الاجتماعية الخيرية حيث عمل فيها من خلال مواقع ادارية مختلفة كان اخرها الامين العام لدورتين متتاليتن ? ويعرف كل اعضاء الجمعية وابناء عزلتي الاغابرة والاعروق ومديرية حيفان انه عقل الجمعية وعاش عملية بنائها وتطويرها حتى وصلت الى ماوصلت اليه بجهده المتواصل وعمله الدؤوب فيها روحا وعشقا ومثابرة ?وكوني احد اعضاء الهئية الادارية للجمعية منذ اكثر من عامين دائما ماسمعت من الاستاذ/محمد عبده سعيد-رئيس الجمعية في اجتماعات الهئية يصف الفقيد بانه عقل الجمعية وهو وصف صادق ومنصف لان هذه الجمعية من انجح الجمعيات الاجتماعية الخيرية وتمثل نموذج في مجالات انشطتها والاسهامات بالتنمية المحلية في نطاقها الجغرافي?وارتبط دور الفقيد في الجمعية ببعد شعبي واجتماعي ووطني فتحمل على كاهله مسؤلية الاسهام البارز في بنائها وادارتها وتطويرها انطلاقا من ايمانه بواجبه لخدمة منطقته ووطنه عبر العمل الاجتماعي الخيري بدون كلل اوملل حتى اخر لحظة وهو قيد الحياة يجري ويتلقى الاتصالات الهاتفية بشان توفير مشاريع وخدمات تنموية للمنطقة?انه مثال للقائد الاجتماعي المتصوف والزاهد في خدمة الناس دون ان يطمح في تحقيق مكاسب زائلة فرحل من الدنيا الفانية وهو لايمتلك الا حب وتقدير ابناء المنطقة له وكل من عرفه وتعامل معه عرفانا برصيدة الوطني بخدمة الناس من خلال الجمعية وعلاقاته المتميزة مع رجال المال والاعمال من ابناء المنطقة وتوظيفها لخدمة المحتاجين دون ان يكترث بما يعيش من حياة زاهدة لكنه كان رحمة الله عليه غنيا باخلاقه وقيمه ومبادئه العظيمة وبرحيله فقدت جمعية الاغابرة والاعروق عقلها وعمودها الفقري ومثل رحيله خسارة فادحة للمنطقة ومديرية حيفان والوطن ?لان في شخصيته التقت عدة اعتبارات اجتماعية وخيرية وتنموية وتعاونية ومهنية وثقافية ونضالية ووطنية ?فالفقيد رحمه الله التحق منذ سنه المبكر ضمن الحركة الوطنية التقدمية وتبواء موقعا متقدما فيها على مستوى المنطقة لكنه لم يشغل وقته في العمل السياسي العبثي وانما في خدمة الناس عبر العمل الاجتماعي والخيري فعاش مناضلا شريفا امثال الكثيرين من ابناء الوطن ومات زاهدا طيب الله ثراه لايملك سواء محبة الناس له وماغرسه من قيم ومبادئ في اولاده ياسر ورأفت ونتعشم من الجمعية ان تتحرك لدى رجال المال والاعمال من ابناء المنطقة للتبرع لاسرة الفقيد بقيمة بناء منزل متواضع كاقل واجب تجاه الفقيد بعد ان فناء شبابه وحياته في خدمة العمل الاجتماعي والخيري الذي وانا على ثقة انه محل تقدير رجال المال والاعمال من ابناء المنطقة وفي مقدمتهم استاذنا الفاضل محمد عبده سعيد –رئيس الجمعية الذي ارتبط بعلاقة حميمية وخاصة ونوعية مع الفقيد رحمة الله عليه.
مهما كتبت من كلمات لن افي حق الفقيد الذي جبل على العمل بصمت والايثار دوما ولانقول الا ان برحيلك المصاب جلل كنت عبدالسلام الاستاذ والاخ والمناضل والرفيق والصديق والحبيب وعزاءنا فيك ان يظل اعضاء الجمعية وابناء المنطقة اوفياء لرسالتك وقيمك ومبادئك فرحمة الله تغشاك واسكنك فسيح جناته والهمنا جميعا واهلك الصبروالسلوان ان لله ان اليه راجعوان.