“عدنان القاضي” يكشف عن معلومات هامة قبل أيام من إستهدافه بطائرة بدون طيار في سنحان
كشف الخبير والباحث اليمني في شئون القاعدة عبدالرزاق الجمل عن معلومات جديدة تتعلق بالمشتبه بانتمائه للقاعدة “عدنان القاضي” والذي لقي مصرعه بطائرة دون طيار الاربعاء الماضي في مديرية سنحان جنوب شرق العاصمة .
وقال الجمل أنه التقى قبل عدة أيام من عملية الإغتيال, بالقاضي والذي تحدث إليه عن تنظيم القاعدة وما تريده الولايات المتحدة من اليمن وكذا عن علاقة علي محسن الاحمر بالقاعدة كما يراه القاضي .
“شهارة نت” تنشر تفاصيل ما دار في الحوار.. حيث كتب الجمل على صفحته بالفيس بوك:
حينما التقيت به في منزله بمديرية سنحان جنوب شرق العاصمة صنعاء مطلع شهر ذي الحجة الجاري كانت طائرات أمريكا من دون طيار تحلق في سماء تلك المديرية? وبكل تأكيد فقد كانت تراقب كل حركة حول ذلك المنزل الصغير الذي لا تزيد المسافة بينه وبين أكبر قصرين في قرية السرين بمديرية سنحان عن نصف كيلو متر? أعني قصر الرئيس السابق علي عبد الله صالح? وقصر قائد الفرقة الأولى مدرعة اللواء على محسن الأحمر.
قدم لي طعام الغداء ولم يأكل معي? لأنه كان صائما? وطلب مني أن أبقى إلى اليوم التالي? فأخبرته بأن علي?ِ? العودة إلى صنعاء قبل منتصف الليل? فلدي ما يمنعني من البقاء? غير أني وعدته أن أزوره في فترة ما بعد عيد الأضحى المبارك? ويمكننا أن نقضي يوما أو يومين أو أكثر معا.
لم أخلف وعدي? لكن طيران أمريكا من دون طيار سبقني إليه? وحرمني أيضا من حوار كنت على يقين بأنه سيكون حافلا? فلدى الشيخ عدنان العاقل قراءات مثيرة للوضع اليمني بشكل عام ولوضع تنظيم القاعدة بشكل خاص? وليس هذا بغريب على صاحب تجربة حافلة داخل النظام ثم التنظيم.
يضاف إلى هذا أن الشيخ عدنان القاضي ذو خلفية دينية وفكرية غير عادية? ويكفي أنه كان من طلاب الشيخ عمر أحمد سيف? ومع ميوله القاعدي إلا أنه كان معتدلا? بحسب المعايير السائدة للاعتدال والتطرف? وهي معايير سائدة لا أكثر. وكان يفرق بين أنصار الشريعة وبين تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب? ليس من حيث المعتقد ولا من حيث الأهداف العامة وإنما من حيث النهج السياسي? فأنصار الشريعة? من وجهة نظره? يمكن أن يقبلوا بتفاوض أو حوار مع الحكومة.
ويستند الشيخ عدنان القاضي في هذا إلى ما حدث في مدينة رداع? بعد سيطرة أنصار الشريعة عليها? حيث كان القاضي عضوا في لجنة الوساطة التي أرسلتها الحكومة للتفاوض مع الشيخ طارق الذهب? وتوصل? بمعية اللجنة? إلى الاتفاق الذي أخلت به الحكومة.
ويرى القاضي أن إخلال الحكومة بما تم الاتفاق عليه لن يصب في صالحها? لأنها حين تفشل في كل حلولها الأمنية والعسكرية في حربها على تنظيم القاعدة? ستكون بحاجة للحوار أو للتفاوض? لكنها لن تحصل عليه وقد قضت على مصداقيتها حين أخلت باتفاق سابق.
الراية السوداء.
قبل هذا اللقاء كان القاضي قد تواصل معي وطلب مني زيارته إلى قريته? وبما أني لم أكن أعرفه من قبل? وبما أن المنطقة التي سأذهب إليها هي نفسها التي جاء منها علي عبد الله صالح? فقد ساورني بعض الشك? لكني قررت أن أغامر وألبي دعوته.
ما جعلني أطمئن نسبيا هو أن السائق الذي أوصلني إلى قرية السرين قال لي إن عدنان القاضي معروف لدى الجميع هناك بأنه على علاقة بتنظيم القاعدة? حتى إن علم القاعدة يرفرف في سطح منزله? لكني لم أجد العلم الذي تحدث عنه السائق? وكل ما وجدته عبارة عن ملصقات صغيرة في باب حوش منزله عليها العلم الأسود الذي تتوسطه عبارة “لا إله إلا الله محمد رسول الله”.
سألته حين وصلت: ألا تخشى من تبعات الملصقات الصغيرة التي في باب حوش المنزل? أم تعتقد أنها بحجم لا يمكن أن يلفت الأنظار?.
ضحك ثم أخذ بيدي وقال لي أحب أن أريك شيئا في سطح منزلي. كان أحد جدران الغرفة الوحيدة التي في سطح منزله مطليا كله بالراية السوداء? بحيث يمكن أن ي?ْرى من مسافة بعيدة.
القاعدة مشروع لا مجرد عمليات.
يفضل الشيخ عدنان القاضي أن يستمع أكثر مما يتحدث? رغم أن لديه الكثير ليقوله? لكنه لم يسمع مني غير الأسئلة:
قال لي في البداية إن تنظيم القاعدة مشروع وليس مجرد عمليات? كما يحاول البعض تصويره? وإن العمل العسكري ليس أكثر من دفاع عن النفس في حرب يشنها عليه العالم أجمع بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية? وإنه أثبت حين سيطر على محافظة أبين أن بوسعه تقديم نموذج تعجز باقي القوى? رغم إمكاناتها الكبيرة? أن تقدم مثله? بعيدا عما كانت تنشره وسائل الإعلام مما لا يمت بصلة لما كان يجري في المحافظة.
وأضاف ساخرا: “إن القاعدة غادرت محافظة أبين دون أن تتكبد أية خسائر مادية أو بشرية خلال عملية الانسحاب? ولو لم تكن تعرف كيف ستخرج من أبين لما دخلتها? لكن باقي القوى اليمنية لا تعرف إلى اليوم كيف يمكن أن تخرج من الأزمة التي دخلتها? ولو بخسائر? رغم وقوف الشرق والغرب إلى جانبها? ووقوفها إلى جانب الشرق والغرب ضد القاعدة”.
يرى الشيخ عدنان القاضي أن الحوار الوطني الشامل يمثل حلا للأزمة اليمنية بالفعل