الإصلاح والمؤتمر في سباق تمثيل الحراك الجنوبي
كيف لشخص عاش عمره المديد تحت جناح نظاما?ٍ مارس كل أساليب الإذلال بحق شعب الجنوب? وضل أحد أبواقه حتى نهاية العام الماضي? والآن يأتيك كمتحدث عن القضية الجنوبية وعن الظلم الذي وقع على الجنوبيون? ويستخدم أسلوب التصعيد العربي مهددا?ٍ بلــ “انفصال عن الشمال” ردا?ٍ فقط على حرمانه من مناصب كان من المتوقع أن يحصل عليها وسقطت نتيجة ثورات ربيع المحاصصة في صنعاء وصيف القتل بعدن.
يقول شريك النظام بتبجح كبير من عقر داره بصنعاء أن هناك ممارسات عنصرية ضد ابناء الجنوب. ويبدو أن صديقنا الذي أفاق مؤخرا?ٍ نتيجة تغيرات العام 2011م ما كان ليعرف ان الجنوب قتل ونهب واجتيح في يوم “أبيض” حينها كان هو دون قصد أحد المرحبين بقوات الشرعية المعززة بعناصر من مجاهدي “أفغانستان” أثناء وصولها عدن. مثل هذه المزايدات هي من ستصر على بقاء الجنوب على ما هو علية دونما تغيرات ? وسيتحول الأمر مجرد مكايدات سياسية بين أحزاب تتقاتل بأكثر من طريقة على الحكم.
الإ?ٍصلاح الذي يسعى جاهدا?ٍ عبر أنصار يستقطبهم من أبناء المحافظات الجنوبية بشعارات دينية بحته ? ويبذل جهدا?ٍ غير عادي لكي يطمئن على بقاء “غنائمة ” المكتسبة في الحرب? عبر الدفع بأعضائه لتمثيل الجنوب ليحقق هدفه المتمثل ببقاء القضية في “جيب حزب الأحمر” وتبقى الجنوب وخيراته تقسم بالتساوي بين رجال دين الإصلاح ومشايخ حزب المؤتمر? وبطريقة أو بأخرى سيقتسمون تمثيل الحراك في الحوار الذي ستعقده صنعاء خلال الفترة القادمة .
أبطال حرب صيف 94 الظالمة التي جاءت إثر فشل الساسة وانقلاب “العصابة” في صنعاء على مشروع الدولة في عدن ? بتواطؤ من بعض القيادات الجنوبية آنذاك مع مشروع القبيلة بغية الحصول على مراكز ومناصب بعد الحرب? واستكمالا?ٍ ايضا?ٍ لتصفية حسابات قديمة مع بعض قيادات الجنوب? ونفس تلك القيادات تسعى اليوم لتمثيل الجنوب عبر مشاريع -التوبة- وهي ايضا?ٍ مزايدة لن نقبل بها ولن تحل قضيتنا كما تعتقدون برئيس حكومة من الجنوب لم يبكى قط وهو يشاهد بتمعن حكومته تقتل شباب الحراك بالمنصورة .
كلنا يعلم الأضرار التي لحقت بالجنوب بعد اجتياحها بالدبابات والمليشيات الإرهابية القادمة تحت غطاء الدين لإنهاء الكفر وبغية تحقيق أهدافها المتمثلة في القتل والنهب وطمس الهوية? والتمتع ايضا?ٍ بعد النصر المؤزر “بملابس النساء الداخلية” ومعاملة الناس من حينها كــ”سبايا” والغنائم التي وزعت بعناية حتى انها طالت أعمدت ومصابيح الإنارة والمكيفات جميعها وزعت بعناية.. ضمانا?ٍ منهم على أهمية تعميق الوحدة اليمنية بطرق حديثة ومعاصرة.
نحن بطريقنا إلى كارثة إذا وصل المنتصرون مرة أخرى لأهدافهم? وأن لم يصلو فإنهم بمزايدات كبيرة تحدث حاليا?ٍ حول تمثيل الجنوب “نص بنص” بين أبطال الحرب ? لذى ينبغي على اللجنة الفنية للحوار ان تعدل في تقسيمها بالتساوي بين ممثلي أبطال القتل خشية ألا ينفصل أحدهم عن الأخر وندفع نحن مجددا?ٍ الثمن .
الرئيس الذكي.
“الرئيس الحراكي” هادي -ولعل هذا اللقب يروق له كثيرا?ٍ- هو الشخص الذكي الوحيد حاليا?ٍ طالما أنه أتى نتاج ثورة ربيعة اختارته لينتقل باليمن إلى الأفضل ? وطالما أن الكثير قد أختاره كرجل مرحلة يعني انه شخص يتمتع بمواصفات قياسية ? حتى وهو يحاول السعي بعيدا?ٍ عن الإصلاح والمؤتمر للاحتيال على القضية الجنوبية وتمثيلها لصالحة عبر تكتله الجنوبي المعروف “بالزمرة ” والسباق بوتيرة أعلى من الأخرين في الطريق لخطف لقب ممثل الجنوب المظلوم والمطهد منذ تحقيق الوجع في العام 90 .
وهادي الذي تألم كثيرا?ٍ على الجنوب ويبدأ أنه دافع دفاعا?ٍ مستميتا?ٍ ضد اندلاع الحرب بين الطرفين? ووقف كوزير دفاع حينها موقفا?ٍ مشرفا?ٍ لا زلنا نتذكره حتى الآن ?وعمل بشكل دؤوب إلى جوار كثير من قيادات الجنوب لتسهيل مهمة اجتياح عدن .وظهور القضية الجنوبية جاءت نتيجة الحرب. وتكريما?ٍ منا لتلك القيادة لا خلاصها لآلة الموت التي استخدمت ضد أبرياء الجنوب ? وجب ان تكون هي ممثلة القضية بأي حالا?ٍ من الأحوال.
ستتصارع الأطراف التي كانت يدا?ٍ واحدة في الحرب ضد الجنوب على من سيمثل ” قضيتنا الانفصالية سابقا?ٍ والعادلة حاليا?ٍ ” وسنظل نسخر كثيرا?ٍ وهم يحتالون حتى على من سيمثل وجعنا .. وبعيدا?ٍ عنهم سينشأ الجيل الذي لا يرفض الحوار كمبدأ ولكنه يرفض أن يجلس على كرسي وجواره يجلس عليه من لا يزال يقتلنا ويقتحم منازلنا ليلا?ٍ حتى وأن كانت هذه المرة تحت مظلة الرئيس الجنوبي.
تماما?ٍ نعي ان الجنوب الذي قتل وقمع وما يزال يعيش وآلات القمع تنكل حياته حتى هذه اللحظة .. ولا تتوانى على منحه أي استراحة صغيرة لأخذ نفس واحد للتفكير في خيارات “الموت” اقصد خيرات الوحدة اليمنية المعمقة بالدم! وأقسم لكم ومثلي الكثيرون ان القتلى والجرحى والنساء والأطفال التي حلت عليهم لعنات حربا?ٍ صنعتموها بأيديكم ? لن يشاركوا في حوارا?ٍ يتقاسم مقاعدة بالتساوي تجار الحروب قتلوا الجنوب واحسنوا قت