لمن البسكويت أبو كاتم ??
خرج الملايين من اليمنيين منذ الإنطلاقة الأولى للحراك السلمي في يوليو 2007م وللثورة الشبابية الشعبية في فبراير 2011م بصدور عارية امام الآلة العسكرية والأمنية الضاربة للنظام للتعبير عن رغبتهم في التغيير الحضاري السلمي كبديل للعنف بكل أشكاله الثورية والدينية والقبلية الوطنية المنشاء منها والإقليمية والدولية المنشاء. شعبنا سئم الصراع العنفي المقيت والذي لم يحقق لنا لا أمن ولا إستقرار ولا تنمية ولا إعلاء لكلمة الله في الأرض ولا عدالة إجتماعية, بل خلف لنا ثأرات وفقر وخوف وفساد وفوضى شاملة-شريعة الغاب.
فرض الشباب في ساحات الحرية والتغيير قيم ثورية جديدة وأهمها قيم الثورة السلمية حتى إسقاط النظام وإقامة الدولة المدنية العادلة الخالية من الفساد والمحسوبية متحديين بصدورهم العارية الآلة العسكرية والأمنية الجرارة والمليشيات المسلحة العمياء من قبلية وحزبية. وهبة الملايين من كل فئات الشعب إلى الساحات تنصب خيمها في العراء تفترش الآرض وتلتحف السماء, تضللها شهب الموت ومقاتلات السلطان لكي تعبر عن حبها وثقتها بهذا المولود السلمي الجديد الذي سيحقق لها أمالها في العدالة والأمن والتنمية دون فتاوى أو بيانات عسكرية أوإعلان التعبئة العامة أوإنتضار المعجزات السماوية لإحداث التغيير المطلوب.
التحق الكثيرون من قادة الأحزاب والمثقفين والمشائخ والواجهات الإجتماعية والقادة العسكريين والأمنيين والنواب بهذه الساحات معريين نحورهم وضهورهم بدون خناجر أوسلاح ناري معلنين قبولهم وتأييدهم وقناعتهم وإلتزامهم بسلمية الثورة وسلمية النظام القادم المتمخض عنها ,بل وعدم رغبتهم في سرقتها أو قيادتها وبأن السلاح لم يعد فعالا ولا مقبولا من أجل تحقيق أهداف الثورة وإنما المقبول هوا النظال السلمي عن طريق الإعتصام أو غيره من وسائل الضغط من أجل الوصول إلى قيام الدولة المدنية أي القبول بمبداء التبادل السلمي للسلطة وحل كل القضايا الخلافية الوطنية أي كان شكلها عن طريق الحوار والحوار فقط, ومعنى ذلك رفض إقتنا السلاح وتكديسه وإستخدامه بكل أنواعه.
فإذا كان قادة وأنصار النظام السابق يكدسون السلاح في مخازنهم عن طريق تهريبه من الوحدات العسكرية والأمنية التي يديرونها أو كانوا يديرونها أوعن طريق إستيراده من الخارج, لماذا تلجاء بعض القوى التي ناصرة الثورة أو ألتحقت بها إلى إستخدام الإسلوب نفسه إن كان ما يقال عنها صحيح? اليوم وسائل بقايا النظام الإعلامية وأنصاره توجه التهمة نفسها لقوى في الثورة من جيش ومليشيات وزعامات قبلية ومالية ودينية. وما حادثة صفقة المسدسات كاتمة الصوت التركية القادمة إلى ميناء المنطقة الحرة بعدن على شكل كراتين بسكويت يتغذى بها أطفال اليمن والتهم المتبادلة بين وسائل إعلام صالح والإصلاح إلا أكبر دليل على حالة عدم التعامل بشفافية مع المواطن اليمني من قبل أجهزة الدولة المختصة وأحزاب اللقاء المشترك المشاركة في الحكومة الإتلافية. تجاه عملية خطيره كهذه تمس حياة المواطن اليمني الأمنية وتبشر بموجة إغتيالات قادمة من طراز جديد تم إستيراد هذا النوع الخاص من السلاح لها يجب أن تقوم الأجهزة الأمنية بواجبها في التحقيق السريع وكشف الحقيقة للشعب على وجه السرعة. وكذلك اللقاء المشترك بما أن التهمة الإعلامية تمس عناصر أعضاء في أحد مكوناته عليه أن يفسر ما حدث بكل صراحة وشفافية. وبدل من إصدار وزارة الداخلية وحكومة الوفاق بيان للشعب عن العملية وأطرافها أو على الأقل تؤكد للشعب مواصلتها للتحقيق وعن موعد سريع لكشفها كاملة نسمع أو نقراء تسريبات إعلامية حول محاولة جهات نافذة لملمة الأمر وكأن شئ لم يكن.
الشعب يريد أن يعرف لمن وبواسطة من تم إستيراد هذه الكمية المخيفة من هذا السلاح الغادر? لا نريد أن نعتمد على المصادر الإعلامية المختلفة في تفسير وكشف خبايا حدث أمني مهم كهذا, لأننا لا نرغب في أن نظلم هذا الطرف أو ذاك بتأكيد التهمة عليه حسب هذه المصادر المتنوعة والمتنافسة والمتصارعة أيضا, فمهمة كشف الحقيقة للشعب بشكل ملزم تقع على عاتق الأجهزة الأمنية الرسمية. ونتمنى أن لا تسجل القضية على مجهول أو تتشكل لها لجان سرمدية تأتينا بتقاريرها بعد فوات الأوان. شباب وأنصار الثورة الشعبية السلمية وكل فئاة الشعب بحاجة للتأكد ” من يريد عسكرة الثورة أو با لأصح (العملية السياسية) وجرها إلى مربع العنف?” و” لمن تم إستيراد هذا البسكويت أبو كاتم صوت?”
dalnajjarali@yahoo.com