اغتيال هادي السيناريو الكارثي
يتهمني بعض الاصدقاء بالتشاؤم في رؤيتي للتطورات المختلفة على الساحة الداخلية وتداعياتها المحتملة على مستقبل البلاد ?لكني اؤكد لهم باستمرار ان ذلك ليس تشاؤما بقدر ماهو قراءة واقعية للأحداث ومحاولة استشراف مالاتها المستقبلية ?وفي السياق لا اخفيكم ان اكثر مايثير الخوف في نفسي هذه الايام احتمال تعرض الرئيس عبدربه منصور هادي لعملية اغتيال .
-افراطي في التشاؤم حيال احتمال تعرض الرئيس هادي للاغتيال ?لايغير من حقيقة ان هذا الامر ليس بعيدا عن الواقع خاصة مع تطرق جهات مختلفة لهذا الاحتمال من قبل ومن ذلك :
-عدم استبعاد الرئيس هادي تعرضه للاغتيال ?ففي ال 6 من اغسطس الماضي نقل مراسل الجزيرة في اليمن –حسب يمن برس -عن الرئيس هادي قوله أمام اللجنة التحضيرية للحوار الوطني “علينا العمل بحذر وإلا فان سيارة مفخخة أو حزام ناسف سيستهدفنا وسوف يرتاح صالح بعدها”.
– اغتيال الرئيس هادي كان السيناريو الرابع المحتمل لمسار الاوضاع في اليمن ?الذي توصلت اليه دراسة اعدها مركز “تشاثام هاوس” البريطاني الشهير ?والتي نشرها موقع المركز نهاية اغسطس الماضي.
-اعتبر البعض اغتيال قيادات محسوبة على الرئيس هادي كالشهيد سالم قطن في يونيو الماضي و تعرض قيادات اخرى مقربة منه لمحاولات اغتيال كوزير الدفاع ومحافظ ابين وغيرهم? اعتبروها بمثابة رسالة تحذيرية للرئيس هادي خاصة ان خلية السنينة الارهابية ?التي تم اكتشافها في مايو الماضي كانت تخطط لاستهداف قيادات من حراسات الرئيس هادي حسب تأكيد مصدر امني لصحيفة الشارع في ذلك الوقت.
-ترويج وسائل اعلام حزبية ومستقلة من حين لآخر لمعلومات غير مؤكدة عن وجود مخططات للانقلاب على الرئيس هادي تارة من قبل الرئيس السابق واقاربه وتارة اخرى من قبل على محسن والاصلاح ?وكذا الترويج لشائعات عن تعرض الرئيس هادي لمحاولات اغتيال كخبر تعرض موكب الرئيس لإطلاق نار اثناء توجهه لأداء صلاة عيد الفطر المبارك او خبر اكتشاف محاولة اغتيال الرئيس عبر تسميم مياه الشرب قبل ايام من حلول عيد الاضحى المبارك? وللأسف لاتدرك هذه الوسائل خطورة ماتقوم به ?وانها من دون ان تدري قد تساعد القوى المتربصة بوحدة اليمن ونظامه الجمهوري في تنفيذ مشاريعها المشبوهة .
– يظل احتمال اغتيال الرئيس واردا بقوة لاكثر من سبب ومن ذلك:
– اضطرار الرئيس للدخول في مواجهات مع مختلف القوى الفاعلة جراء تنفيذه لبنود المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية وبالذات مايتعلق بالقرارات المرتبطة بإعادة الهيكلة واجراءات التهيئة لعقد مؤتمر الحوار الوطني .
– عودة التصفية الجسدية كأحد الخيارات التي يتم اللجوء اليها للتخلص من الخصم في المشهد اليمني وبالذات منذ حادثة مسجد النهدين وماتلاها من تعرض عدد من الشخصيات السياسية البارزة لمحاولات اغتيال في الاشهر الماضية.
– ضعف الاجراءات الامنية الخاصة بحماية الرئيس وعدم كفايتها حتى مع المساعدة الامريكية في ذلك مقارنة بحجم الاخطار المحيطة بالرئيس ?وليس خافيا ان أمن الرئيس هادي الشخصي في حقيقة الامر الى الان مايزال في يد غيره خاصة مع بطء الجهود التي يبذلها من اجل تولي اقاربه هذه المهمة.
-اللجوء الى الاغتيال :
لجوء طرف من الاطراف الى خيار التخلص من احد خصومه السياسيين عبر التصفية الجسدية ?يرجع في الغالب الى واحد او اكثر من الاسباب التالية :
1-في حال تحول الخصم الى عقبة رئيسية تحول دون تحقيق الاهداف الرئيسية ?او انه بات يلحق ضررا كبيرا بالمصالح الحيوية.
2-الاقتناع بأن الخصم قد تجاوز كل الخطوط الحمراء? وتحول الى خطر جدي يهدد بقاءه ككيان فاعل على الساحة.
3-الاقتناع التام باستنفاذ جميع الخيارات السلمية لحل الخلافات مع الخصم ووصولها الى طريق مسدود .
4-الاعتقاد ان التخلص من الخصم سيؤدي الى تحقيق الاهداف المنشودة .
5-ان يؤدي ذلك الى خلط الاوراق بقوة ?وارباك المشهد السياسي من اجل تغيير قواعد اللعبة لصالحه ?او استخدامه كوسيلة للتخلص من المأزق الواقع فيه.
-وهنا نتسأل :من هي القوى التي قد تسعى لاغتيال الرئيس?وماهي دوافعها?وهل وصل الخلاف معه الى نقطة اللاعودة وتجاوز الخطوط الحمر حتى تسعى لتصفيته ?وللاجابة على هذه التساؤلات لابد من تقييم علاقة الرئيس هادي بالقوى الرئيسية في البلاد? ومعرفة القضايا التي قد تؤثر سلبا في تلك العلاقات وكمايلي :
-الرئيس السابق واقاربه :
-يظل التوتر هو السمة الطاغية على علاقة الرئيس هادي بالرئيس السابق?فقد ظل صالح ينظر الى هادي على انه نائب لعلي محسن وليس نائباله?لذا ظل هادي نائبا بلا صلاحيات و من دون قرار منذ انتخابات العام 2006م ?ولايختلف الحال كثيرا في الوقت الراهن ?فتمسك الرئيس السابق برئاسة المؤتمر الشعبي وابتكاره لمنصب رئيس الرئيس ?واصراره على مواصلة العمل السياسي ?كلها اسباب زادت من الهوة بين الرجلين ?فالرئيس هادي يرفض الالتقاء بصالح او حضور اي اجتماع للجنة العامة للمؤتمر الشعبي او اي فعال