نيويورك تتحول إلى مدينة «أشباح»
واجهت نيويورك الثلاثاء الدمار الذي خلفه إعصار ساندي والذي أدى الى مقتل 18 شخصا على الاقل في المدينة? ويمكن أن تستمر تداعياته لفترة طويلة. وحاول رجال الإطفاء القضاء على حرائق والمساعدة في عمليات إغاثة من منازل غمرتها الفيضانات غداة انفجار تسبب به الإعصار في إحدى محطات الطاقة. ودمر العديد من المباني سواء من جراء الحرائق او من الرياح المصاحبة للإعصار.
وأحال الظلام الدامس الذي غرقت فيه المدينة إلى ما يشبه مدينة الأشباح? خاصة أن المواصلات لاتزال مقطوعة لليوم الثالث على التوالي.
ولاتزال قطارات المترو والباصات متوقفة لليوم الثالث على التوالي بينما تواجه مئات آلاف المنازل إمكان البقاء بدون تيار كهربائي لمدة قد تصل الى أسبوع? بحسب شركة الكهرباء.
وفي ولاية نيويورك? ارتفعت الحصيلة الى 23 قتيلا بعد ان اعلن رئيس بلدية المدينة مايكل بلومبرغ ان 18 شخصا على الاقل قتلوا في المدينة وحدها.
وأضاف بلومبرغ «مع الاسف نحن نتوقع ان يرتفع هذا العدد».
وقتل رجل سحقا اثر سقوط شجرة في كوينز.
وأشار بلومبورغ الى ان شخصا آخر داس في بركة ماء فيها سلك كهربائي بينما عثر على شخصين آخرين وقد ماتا غرقا داخل منزل غمرته الفيضانات.
من جهته? صرح حاكم ولاية نيويورك اندرو كومو ان عناصر الشرطة والحرس الوطني «انقذوا مئات الارواح امس» في عملية الاغاثة التي تلت مرور العاصفة.
وقال بلومبرغ ان «تبعات الدمار الذي خلفته العاصفة ستستمر لفترة من الزمن»? مضيفا «انها عاصفة مدمرة وربما الأسوأ في تاريخنا».
وأضاف ان رجال الاطفاء واجهوا 23 حريقا خطيرا في مختلف أنحاء المدينة بعضها لايزال مشتعلا الثلاثاء.
وكان الدخان لايزال منتشرا فوق العديد من الشوارع بعد حريق هائل اندلع في أكثر من 80 منزلا في منطقة بريزي بوينت في كوينز.
وقام رجال اطفاء على متن قوارب بإنقاذ 25 شخصا حاصرهم الحريق.
وبريزي بوينت قريبة من روكاواي بيتش حيث أنقذ رجال الاطفاء العديد من الاشخاص العالقين في منازلهم بسبب الامواج العاتية التي اندفعت الى الشوارع.
وشوهدت العديد من السيارات المقلوبة رأسا على عقب في الشوارع.
وأدى انفجار كبير في محطة فرعية للطاقة الكهربائية في مانهاتن الى انقطاع التيار عن قرابة مائتي ألف منزل في الجزيرة.
كما انقطع التيار عن 300 ألف منزل آخر في نيويورك بعد ان أدى الإعصار الى اقتلاع أشجار وتعرضت بعض المحطات للفيضانات.
وحذر المتحدث باسم شركة كون ايديسون للكهرباء الفونسو كويروز «لا تتفاجأوا إذا استغرق الامر أسبوعا» لعودة التيار.
كما غمرت الفيضانات أنفاقا? إلا ان المياه بدأت بالانحسار تدريجيا. والجسور التي تؤدي الى مانهاتن مفتوحة فقط امام هيئات الطوارئ.
وفي بعض محطات المترو كان مستوى المياه أعلى من الارصفة ومن غير المتوقع ان يستأنف العمل في القطارات قبل ايام عدة.
وطغت صفارات عربات الشرطة والاسعاف على حركة السير الخفيفة عند الصباح. وكان على المارة ان يتفادوا الاشجار التي اقتلعتها الرياح التي زادت سرعتها عن 150 كلم/الساعة. وكان الظلام الدامس لايزال مخيما في شوارع جنوب مانهاتن حتى طلوع الشمس. الا ان انقطاع التيار حرم العديد من المباني الضخمة من المصاعد.
وقال المحاسب جوزف واربورتن خلال توجهه الى وسط المدينة على الجادة الثالثة «المياه والغاز مقطوعان عندي وعلي الان التوجه الى المكتب».
وغصت الشوارع بالاشجار المقتلعة وباكشاك الهواتف المحطمة وبأعمدة الانارة التي باتت أسلاكها مكشوفة. واضطر مستشفى تيش التابع لجامعة نيويورك الى اجلاء أكثر من مائتي مريض من بينهم عشرون رضيعا عندما انقطع التيار وتعطل مولد الكهرباء.
وكانت طوابير سيارات الاسعاف لاتزال تنقل المرضى من المستشفى صباح الثلاثاء.
ووقف خبراء السلامة وهم يراقبون بتوتر رافعة فوق مبنى من 90 طابقا انهار من جراء العاصفة.
وراحت الرافعة تتمايل بتأثير الرياح العنيفة فوق الشوارع بالقرب من سنترال بارك الذي قامت الشرطة والاطفاء بإخلائه تخوفا من سقوط الرافعة.
وفي مكان آخر? اقتلعت العاصفة واجهة مبنى من ثلاثة طوابق في حي تشلسي لكن لم تتم الاشارة الى وقوع إصابات.
إلى ذلك? أعلن عمدة مدينة نيويورك مايكل بلومبرغ أن ثلاثة أرباع منازل ومؤسسات المدينة تعيش بدون كهرباء? وأن 8 ملايين منزل في الولايات المتحدة الأميركية الآن بدون كهرباء.
وقال عمدة نيويورك ـ خلال مؤتمر صحافي نقلت قناة «العربية» الفضائية مقتطفات منه ـ إن جميع المواصلات العامة في مدينة نيويورك متوقفة تماما عن العمل? مشيرا إلى انه لا يوجد توقيت محدد لعودة العمل بها.
وأضاف: أنه تم إغلاق الغاز المتصل بالبيوت كإجراء احترازي لضمان أمن المواطنين? مشيرا إلى ان الكهرباء ستنقطع عن بعض المناطق لمدة يومين او ثلاث? او أكثر وسيتم التواصل مع المواطنين للاطمئنان عليهم.
وأشار إلى انه تم إخلاء بعض مستشفيات مدينة نيويورك وإخلاء المرضى منها لانقطاع الكهرب