بعد إنتهاء دورها في المنطقة.. نهاية شهر العسل بين قطر والمنظمات الحقوقية
ضحت منظمة العفو الدولية بصديقتها العربية الوحيدة قطر بعد أن نشرت بيانا تنتقد محاكمتها بشكل “سري” الشاعر النبطي محمد ابن الذيب الذي تقول المنظمة ان سبب اعتقاله انه كتب قصيدة تناولت “الربيع العربي”? وجاء فيها نقد مبط?ن لأمير قطر الذي “يحسب العز في القوات الأميركية”.
واعتبرت المنظمة أن الشاعر “قد يكون سجين رأي” ويتعين الإفراج عنه إذا كان اعتقاله مرتبطا بالتعبير عن آرائه.
ويقول مراقبون إن المنظمة لم تتذكر الشاعر المعتقل إلا بعد مرور سنة كاملة على اعتقاله لتطالب بالإفراج عنه? مع أننا عرفناها وهي تسرع إلى التنديد من أول يوم بأي معتقل وتحت أي ملابسات? إذا كانت المسألة تهم السعودية أو الإمارات أو المغرب أو الأردن.
وأضافوا أن المنظمات الدولية لا صديق لها وآخر ضحاياها قطر التي وفرت لها تربة عمل في الخليج ودعمتها? وها أن القطريين يشربون الآن من الكأس الحقوقية التي روجوها ومولوها ونشروها واستعملوها ضد الدول الأخرى.
وتحيل هذه القضية إلى تناقض قطري آخر يظهر في قناة “الجزيرة” التي تتبنى الرأي والرأي الآخر? لكنها لا تقدم عن قطر سوى المديح.
لكن مصادر “العرب” في الدوحة سخرت من ادعاء منظمة العفو الدولية أن ابن الذيب أعتقل بسبب قصيدته عن الربيع العربي وأن السبب الرئيس هو قذفه لمحصنات وشتائمه المتكررة للقبائل والشخصيات العامة بما يتجاوز القوانين والأعراف المتبعة في الخليج.
وذكرت المنظمة في بيان لها أصدرته الثلاثاء أن الشاعر المعروف بلقب “ابن الذيب” اعتقل في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2011? وتم تداول معلومات عن توجيه تهمت?ِي “إهانة الأمير” و”التحريض على قلب النظام” إليه.
وبحسب بيان منظمة العفو الدولية? فإن النيابة العامة قد تكون استندت في التهم الموجهة إليه إلى قصيدة تتضمن انتقادا لأمير البلاد كتبها في 2010.
إلا أن ناشطين قالوا للمنظمة إن السبب الحقيقي لتوقيف “ابن الذيب” هو قصيدة سياسية تحت عنوان “قصيدة الياسمين” كتبها الشاعر سنة2011 على ضوء “الربيع العربي”.
وهذه القصيدة المنشورة على موقع يوتيوب تتضمن إشادة بالانتفاضة التونسية التي أفضت إلى زوال نظام زين العابدين بن علي? وتمنيات بأن يصل التغيير إلى بلدان عربية أخرى? مع تلميحات قوية في القصيدة قد تشير إلى دول خليجية أو قطر.
وفي هذه القصيدة يهنئ “ابن الذيب” تونس وزعيم حركة “النهضة” الإسلامية راشد الغنوشي? ويقول “عقبال البلاد اللي جهل حاكمها يحسب ان العز في القوات الأميركية”.
ويقول أيضا “كلنا تونس في وجه النخبة القمعية”.
وقال مدير برنامج منظمة العفو في الشرق الأوسط وشمال افريقيا “فيليب لوثر” في البيان ان “محمد العجمي أمضى حتى الآن سنة تقريبا في السجن الانفرادي? وذلك على ما يبدو فقط بسبب ممارسة حقه في حرية التعبير سلمي?ا”.
وأضاف “إذا كان ذلك صحيحا فعلا فإن العجمي ي?ْعد? سجين رأي ويتعين الافراج عنه فورا ومن دون شروط”.
وذكرت المنظمة ان محاكمة “ابن الذيب” شابتها عدة مخالفات لا سيما ان الجلسات عقدت بشكل سري? على حد قولها.
ودعمت قطر عبر فضائية الجزيرة? ومن خلال دعم سخي? ثورات “الربيع العربي” التي قادت الإخوان إلى السلطة في تونس ومصر.
ويقول مراقبون إن الأمر? بالتأكيد? لا علاقة له بالدفاع عن الديمقراطية وإلا لكانت “الجزيرة” فتحت أول ما فتحت ملف? واقع الحريات في قطر.
وفي شهادة على عدم حيادية “الجزيرة” أفادت صحيفة “فرانكفورت راندشو” الألمانية أن قناة “الجزيرة”? التي سيطر عليها الإخوان المسلمون وعلى رأسهم الواعظ يوسف القرضاوي? فقدت العديد من مراسليها وصحفييها بسبب فقدانها حياديتها واستقلاليتها ولأن الحكومة القطرية تفرض عليها ما يناسب سياستها الخارجية.
وأضافت الصحيفة في تقرير بعنوان “تغيير في قناة الجزيرة” أن القناة أصبحت أداة بيد أمير قطر? الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني? لزيادة نفوذه في المنطقة بتوافق مع الولايات المتحدة الأميركية في دعم “الإخوان”.
وعلى صعيد آخر دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني الى عدم الموافقة على مشروع قانون الأنشطة الإعلامية “ما لم تلغ منه الأحكام الفضفاضة الصياغة الخاصة بانتقاد الحكومة القطرية أو حكومات دول الجوار”.
وبحسب بيان للمنظمة فإن مشروع القانون القطري “يعاني من ازدواجية المعايير في ما يتعلق بحرية التعبير? وهو ما لا يتفق مع دعاوى قطر بأنها مركز لحرية الإعلام في المنطقة”.
وذكرت المنظمة انه بالرغم من أن مشروع القانون يدعو الى “إلغاء العقوبات الجنائية على مخالفات قانون الإعلام” إلا أن أحكام المادة 53 “فضفاضة الصياغة تحظر نشر أو بث معلومات من شأنها إرباك العلاقات بين قطر والدول العربية والدول الصديقة أو من شأنها الإساءة للنظام او إهانة الأسرة الحاكمة أو التسبب في ضرر جسيم بالمصالح الوطنية والعليا للدولة”.