محكمة لبنانية تقضي بحبس يمني 5 سنوات مع الاشغال الشاقة بسبب القات
بعد أن ضبط متلبسا?ٍ في مطار رفيق الحريري الدولي? أثناء محاولته نقل كمية من نبات “القات” المخدر من اليمن إلى بيروت? بهدف إهدائها لأحد موظفي السفارة اليمنية? أحيل اليمني عبد الحبيب س. إلى المحاكمة بتهمة شراء كمية من شتول “القات” من جيبوتي وحيازتها ونقلها إلى بيروت من دون ان يكون ذلك بهدف قيامه بتعاطيها شخصيا?ٍ.
وكان عبد الحبيب س. وصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي آتيا?ٍ من جيبوتي عبر اليمن? ولما تقدم من نقطة التفتيش برفقة عبد الخالق ع.خ. أحيل على التفتيش من قبل مراقبي الجمارك بعد أن كان سالكا?ٍ المسار الأخضر? وبتحري حقائبه تبي?ن أنها تحتوي على كمية من المخطوطات والأيقونات والكتب? كما تبي?ن أن احدى حقائبه تحتوي على عدد من الباقات من عشبة “القات”? وبسماع أقواله من قبل الموظفين أفاد أن ملكية هذه البضائع تعود له شخصيا?ٍ وقد اشتراها من جيبوتي? موضحا?ٍ أن المخطوطات والأيقونات والكتب اشتراها بهدف بيعها في لبنان, أما باقات “القات” فقد جلبها معه كهدية لأحد موظفي السفارة اليمنية وي?ْدعى محمد أ.ر. معتبرا?ٍ أن الأخير هو المسؤول عن هذه البضاعة? مؤكدا?ٍ على أنها المرة الأولى التي يقوم فيها بمثل هذا العمل. أما المدعو عبد الخالق الذي كان يرافق المتهم فقد أفاد أنه يعمل في السفارة اليمنية وأن لا معرفة سابقة بينه وبين المتهم إلا أن المسؤول المالي في السفارة هو الذي كل?فه باستقبال المتهم بهدف تسهيل مروره لدى الأمن العام لوجود مشكلة في تأشيرته? مؤكدا?ٍ جهله بما كان بحوزة المتهم من بضائع.
وأمام عناصر مكتب مكافحة المخدرات? أوضح المتهم عبد الحبيب أنه سبق أن حضر إلى لبنان أربع مرات وانه استحصل على سمة دخول إلى لبنان من السفارة اللبنانية في صنعاء صالحة لمدة تسعين يوما?ٍ إلا أنه لم يستعملها في حينه? ولما قرر المجيء إلى لبنان اتصل بالموظف لدى السفارة اليمنية في لبنان محمد أ.ر. وسأله حول ما إذا كان باستطاعته الحضور رغم انتهاء صلاحية تأشيرته فأجابه الموظف المذكور أن لا مشكلة في ذلك واعدا?ٍ بمساعدته? وعرفانا?ٍ بالجميل سأله أي المتهم ماذا يريد أن يحضر له معه من جيبوتي أو حتى من مطار صنعاء? فأجاب بأنه يرغب ببعض من نبتة القات? فسأله المتهم مستفسرا?ٍ عما إذا كان ي?ْمنع إدخال هذه النبتة إلى لبنان فطمأنه أن لا مشكلة في ذلك وأنه سوف يرسل له مندوبا?ٍ من السفارة ليأخذه من المطار? وعلى هذا الأساس قام بشراء الكمية التي ضبطت معه? وبوصوله إلى المطار التقى بالفعل مندوب السفارة اليمنية عبد الخالق فسلمه الحقيبة التي تحتوي على نبتة القات? وأثناء الخضوع لإجراءات التفتيش في ما خص الحقائب الأخرى (التي تحتوي على التحف والكتب) تفاجأ مندوب السفارة عندما شاهد البضائع التي بداخلها فترك الحقيبة التي كانت معه والتي تحتوي على شتول القات وغادر? عندها صر?ح أي المتهم لعناصر الجمارك بمحتواها وبكونها تعود للسفارة اليمنية? كما أضاف أنه لا يعرف محمد أ.ز. شخصيا?ٍ وأنها كانت المرة الأولى التي يستشيره فيها بشأن سمة الدخول علما?ٍ أنه لم يطلب منه مساعدته في إدخال البضائع.
وأوضح محمد أنه لا يعرف المتهم شخصيا?ٍ بل عبر الهاتف فقط? وأن المتهم اتصل به وعرض عليه مشكلته فحاول مساعدته عبر إرسال أحد العاملين في السفارة لملاقاته لكن عندما شاهد الأخير الممنوعات بحوزة المتهم تركه وعاد أدراجه? مؤكدا?ٍ أنه لم يطلب من المتهم أن يحضر له نبتة القات ولا الأخير عرض عليه هذا الأمر? وأنه من غير المنطقي أن يطلب مثل هذا الطلب من المتهم وهو يعرف أن هذه المادة ممنوعة في لبنان ويعلم جيدا?ٍ الإجراءات الأمنية في المطار.
وفي المقابلة التي أجريت بين المتهم من جهة وبين موظفي السفارة محمد وعبد الخالق أصر? كل منهم على أقواله.
وأمام قاضي التحقيق? أنكر المتهم ما أسند إليه وأصر? على أنه أحضر كمية القات التي ضبطت معه بناء لطلب الموظفين في السفارة اليمنية وأنه لم يكن لديه أدنى شك بأن هذه المادة ممنوعة في لبنان وإلا لما أحضرها معه داخل حقيبة خاصة باسم السفارة اليمنية? مدليا?ٍ بأنه بادر من تلقاء نفسه وأخبر رجال الجمارك بوجود حقيبة معه فيها نبتة القات? وهو يستغرب تنصل السفارة منه ويظن أن هذا الإرباك قد يكون سببه الوضع الأمني في اليمن.
وأمام المحكمة? اعترف المتهم بضبط كمية 3,5 كيلوغرام من شتل القات كان أحضرها إلى الموظف في السفارة اليمنية محمد أ.ر. كهدية وبناء لطلبه? كما أفاد أنه شخصيا?ٍ يتعاطى هذه المادة في بلده علما?ٍ أن الكمية التي ضبطت معه لا تعود صالحة للاستعمال بعد مرور 24 ساعة على قطافها? وأنه لم يسبق أن أحضر إلى لبنان مثل هذه المادة كما أنه لم يكن يعلم أن تعاطيها ممنوع فيه.
وأنزلت محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي هنري الخوري عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة بحق عبد الحبيب وتغريمه 25 مليون ليرة ومنحته الأسباب التخفيفية حيث خف?ضت العقوبة إلى الأشغال الشاقة خمس سنوات والغرامة إلى خمسة ملايين ليرة. المستقبل