نموذج من مثقفي اليمن
اصبح اهل اليمن ينقسمون الى كفار و مسلمين طبعا هذه التقسيمة ليست من عندي ولا من بنات افكاري ولكن يعود الفضل فيها الى الاخ الاستاذ محمد الحميري الذي خرج علينا بهذا الطرح الجديد في مقالة له منذ يومين عنوانها ( فاروق الثورة علي محسن و الاقزام ) مقال يجعلك تضحك وتبكي في نفس الوقت تضحك حد الثمالة على التشبيه الذي استخدمه اخونا الحميري في تشبيه علي محسن بالفاروق عمر بن الخطاب وتبكي للمستوى الفكري الذي وصل اليه ما يعرف بمثقفي اليمن.
من وجهة نظر الاخ الحميري كان انضمام الواء علي محسن الى الثورة الشبابية شبيها بدخول الفاروق عمر بن الخطاب الى الاسلام و وقوفه الى جانب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته لهم امام ابناء عمومته من كفار قريش الذين كانوا يضطهدون المسلمين في تلك الفترة هكذا وبكل بساطة يسقط اخونا الحميري حالة دخول الفاروق الى الاسلام على حالة انضمام علي محسن وجيشه الحر حسب وصف كاتب المقال الى ثورة الشباب وحمايته لها. هكذا وبكل بساطة اصبح اكثر من نصف سكان اليمن من ضمن كفار قريش حسب تصنيف الاستاذ الحميري ومما يجعل قارى المقال في حيرة من امره ما ذكره الحميري في نفس المقال عن الكتاب الذين يسيئون الى الهامة الوطنية الكبرى الواء علي محسن ويصفهم بانهم كتاب رخيصون يكتبون مقابل ما يدفع لهم وكاني به يسقط هذه الحالة على نفسه من حيث لا يدري خصوصا وان مقاله جاء قبل العيد بايام معدودة و العيد يشتي مصاريف كما نعلم.
لا اعلم حقيقة كيف سيكون شكل الحوار الوطني الذي نحن مقدمون عليه في ظل وجود بعض من يطلق عليهم مثقفي اليمن بهذه العقلية التي ظهر بها الاخ الحميري صاحب الفاروق. لكن ما بت واثقا منه تمام الثقة هو فشل مؤتمر الحوار في ظل هذه الحالة المتشنجة التي تعيشها جميع اطياف الحوار المزمع عقده فحالة الاقصاء وعدم قبول الاخر هي النبرة الطاغية في اصوات الجميع.
اعتقد بانه ان الاوان للشعب ان يقول كلمته بدلا من ان يترك مصير وطنه تقرره مجموعة من الانانين تتلاعب بمشاعره كل يوم فاليوم قسم الحميري الشعب الى مسلمين وكفار وقد ياتي غدا من يصفهم بانهم بني اسرائيل ويجعل من الزنداني نبي الله موسى الذي بعثه الله الى عفاش.
وقفه: لا يخدعنك هتاف القوم بالوطن
فالقوم في السر غير القوم في العلن