سياسي يمني يؤكد أن تواجد المارنيز يأتي من أجل تمكين القاعدة لتنفيذ مزيد من الهجمات
كشفت مصادر حكومية يمنية عن موافقة الولايات المتحدة على تقليص عدد الطلعات الجوية ذات الطابع الاستكشافي والقتالي في اجواء اليمن? مشيرة إلى أنها تعهدت بتقليص عدد الطائرات العسكرية المكلفة تنفيذ طلعات جوية واستخباراتية للكشف عن مناطق تمركز مقاتلي تنظيم القاعدة في بعض المناطق الشرقية والجنوبية في البلاد وتوجيه ضربات جوية إليها .
وقالت المصادر في تصريحات لصحيفة الخليج إن الحكومة أقرت تكثيف الضربات الجوية الموجهة ضد مناطق تمركز مقاتلي القاعدة للحد من التدخلات الأمريكية في هذا الصدد? معتبرة أن النتائج التي خلصت إليها العمليات العسكرية التي نفذها الجيش اليمني خلال الأشهر الأخيرة ضد مقاتلي القاعدة في أبين وشبوة أسهمت في تخفيف المخاوف الأمريكية من إمكانية خروج الأوضاع الأمنية في البلاد عن السيطرة في ما يتعلق بحضور تنظيم القاعدة .
وكشفت المصادر عن حصول القوات اليمنية المتخصصة في مكافحة الإرهاب على أجهزة وتقنيات جديدة وحديثة من الولايات المتحدة ضمن الدعم العسكري المقدم لليمن البالغ قيمته ما يقدر بـ 120 مليون دولار .
من جانب اخر قال الامين العام المساعد للحزب الديمقراطي اليمني احمد الفقية أن ذريعة الحرب على القاعدة مكنت الولايات المتحدة من تحويل اليمن إلى شريك مطيع? وجعلت من سمائه فضاء?ٍ للطائرات بدون طيار? وأرضه محطة لضربات جوية قاتلة بعضها أصابت الهدف وبعضها أودت بحياة العشرات من المدنيين الأبرياء.
واشار الفقية في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية إذ لم يتوقف الجدل بشأن الانتهاك الأمريكي لسيادة اليمن و استباحة أراضيه? فإن وصول قوات وجنود أمريكيين إلى صنعاء قد أشعل الجدل مجددا?ٍ? ما جعل البرلمان اليمني يسابق إلى المطالبة برحيل قوات المارينز التي أعلن عن وصولها مؤخرا?ٍ ? ويؤكد أن المجلس لا يقبل أي تواجد أجنبي على أراضي الجمهورية اليمنية سواء كان صغيرا?ٍ أو كبيرا وتحت أية ذريعة.
وشكك الفقية فيما قالته الحكومة بان تواجد وحدة صغيرة من الجنود الأمريكيين داخل السفارة الأمريكية بصنعاء هو حالة استثنائية مؤقتة ومهمتها محصورة في حماية الموظفين داخل السفارة وبمجرد انضباط الحالة الأمنية في البلاد ستغادر تلك الوحدة فورا. وبالطبع لا أحد يعرف متى تنضبط الحالة الأمنية في اليمن! وأن القوة الاميركية صغيرة كانت أو كبيرة قد انتهكت السيادة اليمنية.
واضاف الفقية? سعى السفير الأمريكي بصنعاء الى تبديد المخاوف بشأن قوات المارينز? وكما كان وقحا?ٍ بحضوره اجتماع لجنة الحوار الوطني في ظل الغليان الشعبي تجاه السياسات الأمريكية و الفيلم الأمريكي المسيء للنبي (ص)? إلا أنه قصد الإمعان في الإساءة لليمن وشعبها? ببيان أكد فيه وجود عدد قليل من القوات الأمنية الأمريكية الإضافية وبشكل مؤقت تعمل على المساعدة في جهود الأمن وإعادة الترتيب في سفارة الولايات المتحدة بصنعاء وبكلامه هذا حاول استغفال الشعب اليمني? والزعم أن هذه الخطوة قد جرت بعد إجراء مشاورات وثيقة بين الولايات المتحدة والسلطات اليمنية? و إمعانا?ٍ في التهوين و التضليل أردف يقول: إنها أي القوات الإضافية تعمل وفقا?ٍ للقانون الدولي. و المعروف وبحسب مختصين في القانون الدولي أن الدول المضيفة هي من يقع عليها حماية و تأمين البعثات الدبلوماسية? أما الزعم بأن مبنى السفارة جزء من الإقليم الأمريكي فلا عبرة له? فالسفارات هي لتقديم الخدمات و تعزيز العلاقات بين الدول? ولا يصح أن يكون العنف مبررا?ٍ لاستقدام قوات أجنبية لحماية السفارات? وهذا هو المدخل الذي استندت إليه مصر والسودان في رفض الطلب الأمريكي بشأن إرسال قوات حماية للسفارة الأمريكية? بينما بررت السلطات اليمنية قبولها لوجود القوات الاميركية على أنها واجهت خيارات صعبة كانت مطروحة عقب حادثة اقتحام السفارة? من ضمنها إغلاق السفارة الأمريكية بصنعاء? ما قد يدفع سفارات أخرى إلى إغلاق أبوابها? الأمر الذي كان سيشكل أضرارا بالغة على المصالح الوطنية? وجعل اليمن يعيش في عزلة? وأن الخيار الأقل ضررا كان قبول دخول هذه الوحدة الصغيرة من قوات المارينز بشكل مؤقت.
وأوضح الفقية أن الغريب في كل هذا هو أمعان واشنطن في انتهاك سيادة اليمن مع علمها أن خطوتها الأخيرة تدفع إلى المزيد من السخط الشعبي اليمني إزاء سياسات الولايات المتحدة الأمريكية? و أن تواجد المارينز بصنعاء يمنح تنظيم القاعدة مبررا?ٍ اضافيا?ٍ لاستهداف العاصمة بمزيد من الهجمات الإرهابية التي تزعم واشنطن أنها تعمل مع صنعاء لتطويقها و الحد من فاعليتها.