«مبخـوت» .. رئـيـــس الليل !!
يهيم على وجهه في الشوارع نهارا. ويخصص الليل لمراجعة أحوال رعيته وشئون دولته المترامية ويتلقى التقارير تباعا.
يجد له مكانا على جانب من الرصيف, يتموضع فيه مسندا ساعده الأيسر إلى علبة من الصفيح. يقتات ما تيسر من القات البارحي,
ويعب الكثير من معلبات البيبسي كولا منتهية الصلاحية, ويدخن سجائر مهربة من كل نوع,
قبل أن يمسك بعلبة فارغة (قوطي) ويستخدمها كهاتف سحري, بطريقة ما يتمكن من الحصول على تغطية
ويبدأ عمله الليلي :
– ألوووووووووووووو…… معاكم الرئيس. فين المحافظ ? أنت المحافظ? كيف الأوضاع ? كم سرقتم اليوم زلط ? وكرشك اليوم أيش أخباره? قالوا سمعوا صوت تبيع داخل كرشك … هو صدق ???
يسترسل في كيل الشتائم المقذعة بغزارة لمحدثه على الطرف الآخر?
ثم ينهي المكالمة بطريقته الرئاسية المعتادة: خلاص انتهى الكلام, غدوه تكون عندي أنت وكرشك والتبيع !
يقفل الخط بانفعال. ويجري مكالمة أخرى مع مسئول آخر:
– ألووووووو , فين وزير الكهرباء المقطوعة قطعوا رقبته ?? هاااه قل لي? أيش أخبار المجاري ? كم احتياطنا القومي من الشمع الصيني والأتاريك? المصانع حقكم في الصين بتقوم بالواجب أو ماشي ?? اسمع يا تنك, بعد غدوة تكون عندي في المكتب … عند المقبرة … جنب بوفية العزعزي . وادي معك صميل صيني اشتي اشرح لك قضية طويلة… !! ويقفل الخط بازدراء .
عشرات المكالمات الطويلة والمليئة بالشتائم والتوجيهات العليا يجريها – مبخوت- إلى ما بعد منتصف الليل,
يكون التعب والإرهاق باديان على الرئيس. يقصد بوفية العزعزي ويناوله هاتفه النقال, (القوطي) , ليملأه له بالشاهي العدني الملب?ن. وكالعادة يحر?ص على العزعزي: ذكرني بكرة افعل لك حوالة للقصر. ويغادر مسرعا.
يغيب في العتمة, مخلفا وراءه صوته الرئاسي المتعب, عازفا لحن الختام:
( لعنبوها ديولة..لعنبوها طيفرة.. كيف حالك وا مرة.. الحذر تتزوجي ) !!
شكرا?ٍ لأنكم تبتسمون
* تنويه: الصورة رمزية ولا تخص الرئيس مبخوت