أعدمت البعض ومازال مصير الاخرين مجهول.. قاعدة الجزيرة تعلن تفكيك الخلايا التجسسية
يخوض تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» ومقره اليمن? حربا?ٍ استخبارية تجسسية مع أجهزة الاستخبارات اليمنية والأميركية والإقليمية? لا تقل أهمية وخطورة عن المواجهات المسلحة المباشرة وغير المباشرة? مع قوات الأمن والجيش اليمني.
وعلى رغم التكتم الشديد على الحرب الاستخباراتية? إلا أن هذه الحرب طفت مطلع عام 2012 على سطح المواجهات الدائرة على نطاق واسع في الأراضي اليمنية? بعد كشف «القاعدة» عن تفكيك خلايا تجسس تعمل في أوساط مقاتليه لمصلحة أجهزة الاستخبارات اليمنية والأميركية.
وخلال أكثر من تسعة أشهر? تمكن «القاعدة»? من تفكيك أغلب الخلايا التجسسية البالغ عدد أعضائها نحو 50 عميلا?ٍ? وفقا?ٍ لمصادر مقربة من التنظيم? وقالت المصادر التي تحدثت لـ «الحياة» إن التنظيم أعدم خلال الأشهر الماضية كل الذين ثبت للتنظيم وهيئته الشرعية أنهم يعملون لمصلحة أجهزة الأمن اليمنية والأميركية.
وطاولت آخر عملية إعدام في التاسع من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري ثلاثة أشخاص دانهم التنظيم بالتجسس لمصلحة القوات الأميركية وأجهزة الاستخبارات اليمنية? ونفذ «القاعدة» حكمه بقطع رؤوسهم في منطقة حصون آل جلال على بعد 2 كيلومتر إلى الشرق من مدينة مأرب عاصمة المحافظة الواقعة (شرق صنعاء)? ووضع «القاعدة» بجانب رؤوس الأشخاص الثلاثة? أقراصا?ٍ مدمجة تتضمن تسجيلا?ٍ مصورا?ٍ? وهم يعترفون بلصق شرائح إلكترونية على سيارات عدد من أعضاء التنظيم وقياداته? سهلت استهدافهم من قبل طائرات أميركية من دون طيار.
وتظهر الأقراص اعترافات الأشخاص الثلاثة? الذين تحدثوا حول المهام التي نفذوها ضد تنظيم «القاعدة»? لمصلحة أجهزة (الاستخبارات) اليمنية? والأمن العام? واعترف ثلاثتهم بزرع شرائح والإبلاغ عن عناصر التنظيم? ما أدى إلى استهداف الطائرات الأميركية من دون طيار لعناصر التنظيم? وأكدوا أن اعترافاتهم التي دونت كتابيا?ٍ في محاضر التحقيق? تضمنت أسماء الضباط الذين كانوا يعملون معهم? والعناصر الذين قام الثلاثة بتجنيدهم? وكشف التسجيل أسماء القتلى من عناصر «القاعدة»? الذين قتلوا في الغارات الجوية للطائرات الأميركية? وكان بينهم المصري «أبو عبيدة المصري»? والسعودي «أبو محمد الشهري».
وتعـــد عمليــة القتل الأخيرة التي طاولت عبدالكريم الريمي (25 سنة) وسعيد الريمي (26 سنة) وعـبـــدالله شرف مهدي حنش (32 سنة)? هي الثانيــــة التي ينفذها «القاعدة» علنا?ٍ خلال ثمانية أشهر? حيث سبق للتنظيم أن أعدم منتصف شباط (فبراير 2012) وبالطريقة ذاتها أربعة من عناصره? اتهموا بالتجسس? ثلاثة منهم أدينوا أمام محكمة تابعة لجماعة أنصار الشريعة المحسوبة على التنظيم في مدينة جعار بمحافظة أبين? تسمى «المحكمة الشرعية في إمارة وقار بولاية أبين»? والرابع أعدم في مدينة عزان بمحافظة شبوة (شرق اليمن) لذات السبب.
وكان جهاز الاستخبارات التابع لتنظيم «القاعدة»? قال إن أعضاء خلايا تجسس التي تمكن من تفكيكها تضم نحو 50 شخصا?ٍ? وإنهم كانوا من عناصر التنظيم? وأن أحدهم كان قائدا?ٍ ميدانيا?ٍ? وفي الوقت ذاته كانوا يعملون لمصلحة أجهزة استخبارات محلية وإقليمية ودولية? وأقر? بعضهم بدوره في مقتل عدد من القيادات الميدانية الخطيرة في التنظيم عبر شرائح زرعت بسياراتهم واستهدفتها الطائرات الأميركية من دون طيار.
وأفادت المصادر المقربة من التنظيم? بأن ثلاث خلايا تجسس على الأقل فككها جهاز الاستخبارات التابع لتنظيم «ألقاعدة»? إحدى هذه الخلايا جندت عناصرها الاستخبارات السعودية وعددهم ثمانية أشخاص? بالإضافة إلى خليتين أخريين? تم تجنيدهما من قبل جهاز الأمن القومي (الاستخبارات اليمنية) ويبلغ عدد عناصر الخليتين أكثر من 30 شخصا?ٍ.
وأضافت المصادر بأن إحدى هاتين الخليتين تم تجنيد معظم أفرادها من أبناء مدينة جعار بمحافظة أبين? بحيث تكون مهمتهم داخل المدينة نفسها? التي كانت تعد مركز التحكم لقيادة «أنصار الشريعة» التابعة لـ «القاعدة»? والتي سيطر عليها عناصر التنظيم أواخر آذار (مارس) 2011? وأسسوا فيها إمارة «وقار» الإسلامية? قبل أن ينسحبوا منها منتصف شهر حزيران (يونيو) الماضي تحت ضغط القوات الحكومية التي شنت أكبر حملة عسكرية ضد مسلحي «القاعدة»? بأوامر من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
أما الخلية الثالثة فإن عناصرها? بحسب المصادر المقربة من «القاعدة»? كانوا من أبناء محافظة مأرب? وتم تجنيدهم فيها? وكانوا يقومون بمهام تجسسية داخل المحافظة? التي تمثل أيضا?ٍ أحد أهم أوكار القاعدة في اليمن? وفي بعض الأوقات كان يتم انتداب بعض أفراد الخلية? للقيام بمهام تجسس خارج المحافظة? وقد تمكن جهاز الاستخبارات التابع لتنظيم «القاعدة» من القبض على عدد من أفراد هذه الخلية? وتمت تصفيتهم سرا?ٍ بعد استجوابهم والتحقيق معهم.
وبحسب مصدر في التنظيم فقد تمت تصفية ما يقرب من 40 شخصا?ٍ من المتهمين بالتجسس لمصلحة أجهزة الاستخبارات? في حين لا يزال عدد من العملاء رهن التحقيق