نريد أن نعيش بإطمئنان
ترك لنا ما يسمى بالتراث الشفهي أقوالا?ٍ مأثورة لا ندرك أهميتها إلا? عندما تستدعي الظروف استذكارها كالأمثال الشعبية وخلافه من الأقوال التي قيلت لتلخص في معانيها الجم?ة وحروفها القليلة تجربة حياة كاملة اختزلت- بكل حلوها ومرها- في ذلكم المثل أو القول المأثور.. الخ أكانت شعرا?ٍ أو قصصا?ٍ وحكايات.. ومن ذلك على سبيل المثال قولهم «أن العافية تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا? المرضى».. وقولهم أيضا?ٍ «وبضدها تتميز الأشياء».. والشاهد في ذلك أننا لا ندرك قيمة وأهمية النور إلا? عندما يطبق علينا الظلام الدامس? كذلك لا نشعر بنعمة الأمن إلا? عندما ترتجف قلوبنا من الخوف- أي كان- أكان الخوف من العدو المتربص بنا أو خوف الجوع والفقر والحاجة? أو الخوف من المستقبل المجهول على حياتنا وحياة أجيالنا من بعدنا.. ومصادر الخوف كثيرة يصعب علينا حصرها في هذه الزاوية.. وهو ما اكتشفناه خلال المرحلة الماضية ومرور البلاد بحالة من شبه الانفلات الأمني أثناء الأزمة السياسية وتوابعها.. ولكن ما نود التطرق إليه في هذه التناولة هو مواجهة الخوف ورغبتنا في الشعور بالأمان والاطمئنان أكان ذلك على مستوى الفرد خاصة أو الوطن عامة.. ولأن الشيء بالشيء يذكر فإننا في هذا السياق نتطرق إلى الحملة الأمنية والانتشار الأمني في العاصمة وعواصم المحافظات وعلى الطرق الرابطة بين المحافظات التي أعلن عنها وإطلاقها مؤخرا?ٍ الأمن المركزي لنقرأها من أكثر من إتجاه- فللحقيقة كما يقال أكثر من وجه- سواء من حيث الدواعي والأسباب أو من حيث النتائج والمخرجات لمثل هكذا حملات.. وهل كان دور الأمن المركزي عائبا?ٍ أثناء الفترة الماضية التي سبقت إعلان الحملة الأمنية ونشرها.. الخ? وفي قراءة سريعة ومحاولة لتقييم دور الأمن المركزي قبل إعلان الحملة الأمنية الآنفة الذكر فإن القراءة المنصفة لدور الأمن المركزي في الفترة الماضية تميز بالحضور الدائم في صدارة الأحداث الجارية المرافقة لفعاليات (الثورة السلمية أو الأزمة السياسية).. فقد كان بحق صمام أمان في أكثر من منعطف مرت بها البلاد خلال الفترة الماضية إلى جانب إخوانه في القوات المسلحة والقوى الأمنية الأخرى بتعدد تفرعاتها أكان ذلك في كبح جماح العنف المتبادل بين الأطراف السياسية الفاعلة في الساحة أو على مستوى محاربة الإرهاب والتطرف والمتمثل في تنظيم القاعدة.. الخ? وهو ما جعله- الأمن المركزي- المستهدف الأول لمثل هكذا تنظيمات إرهابية وليست العملية الإرهابية التي تعرض لها الأمن المركزي في ميدان السبعين وصار ضحيتها ما يزيد عن أربعمائة جندي ما بين شهيد وجريح إب?ان احتفالات بلادنا بعيد الوحدة المباركة الـ 22من مايو إلا? التجسيد الحي? لمدى هذا الحقد والاستهداف لمثل هكذا قوى وطنية تلعب الدور الريادي في حفظ أمن المجتمع واستقراره… الخ وعودا? على الحملة الأمنية وإعادة الانتشار الأمني لقوات الأمن المركزي في أمانة العاصمة وعواصم المحافظات.. الخ? فإنها لا شك تعد بمثابة وسام شرف يتقلده منتسبو الأمن المركزي- قيادة وأركان وضباط وضباط الصف وجنود- وذلك لنيلهم ثقة القيادة السياسية- ممثلة بالمشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة- للاضطلاع بدورهم الحيوي والهام في هذا الجانب.. وهذا أولا?ٍ وثانيا?ٍ لتلقيهم الأوامر والتوجيهات العسكرية الميدانية والتنفيذية من قائد الأمن المركزي اللواء فضل القوسي لما عرف عنه من حنكة وحكمة قيادية رفيعة وكذا لما يتمتع به من صرامة وعزم وإصرار في تنفيذ المهام وهو ما نتوخاه في أداء الأمن المركزي أثناء الحملة الأمنية المعلن عنها مؤخرا?ٍ.. وأيضا?ٍ لتبوئه منصبا?ٍ قياديا?ٍ رفيعا?ٍ في اللجنة العسكرية المنوط بها مهمة حفظ الأمن واستقرار البلاد حسب تشكيلها وفقا?ٍ للقرار الجمهوري الذي نص على تشكيل اللجنة العسكرية ترجمة لبنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.. الخ.. وهو ما أخرج هذه القوة- الأمن المركزي- من شرك الاستقطاب- كما كان يحلو للبعض وصفها- ليجعلها تقف موقف الحياد وعلى مسافة واحدة من كافة الأطراف السياسية المتصارعة في الساحة.. وهذا ما يجب أن يعيه ويفهمه الجميع سواء من الأطراف السياسية في الساحة السياسية أو منظمات المجتمع المدني وعلى وجه الخصوص المشايخ والوجاهات القبلية أو القوى المتنفذة سواء كانت هذه القوى داخل منظومة الحكم الحالية- بمختلف سلطاتها التشريعية أو التنفيذية أو القضائية.. الخ- أو كانت خارجها? ولعل تفهمهم ذلك سيكون مربط الفرس- كما أشار إليه اللواء الركن فضل القوسي قائد الأمن المركزي في مقابلة أجرتها معه صحيفة الحوار مؤخرا?ٍ- في إنجاح وتسهيل مهام الحملة الأمنية وإعادة الانتشار الأمني لقوات الأمن المركزي.. المعلن عنها مؤخرا?ٍ.. وهي بالطبع مهام جسيمة وصعبة ولن يكون الطريق أمام تنفيذها مفروشا?ٍ بالورود.. بقدر ما ستعانية الحملة الأمنية في أداء مهامها المنوطة بها في حفظ الأمن والاستقرار من العراقيل والمعوقات والمثبطات.. وال