عبدالرحمن الجفري ينتقد تهديدات الجنوبيين ويطرح رؤية جديدة حول الحوار الوطني
أكد رئيس حزب رابطة أبناء اليمن ( رأي ) على أهمية الالتزام بالشفافية في الحوار الوطني وخاصة فيما يخص القضية الجنوبية.
وقال الأستاذ عبدالرحمن الجفري إن التصريحات التي تمتزج بالتهديد للجنوبيين? سواء صدرت عن شخصيات محلية أو مسئولين يمثلون جهات دولية? لإجبارهم على القبول بحوار غامض لا أ?ْفق له لن تزيد الأمر إلا سوءا?ٍ ولن تجبر أي جنوبي مدرك ولن تزيده إلا ب?ْعدا?ٍ عن هذا الحوار? بل وتنبئ بحوار يقوم على الفرض للمشاركة فيه? وبالتالي ستقود لفرض نتائج لهذا الحوار لا يقبلها الجنوبيون.
كما تطرق الجفري في تصريح صحفي – تلقى “شهارة نت” نسخة منه – الى عدد من القضايا الهامة.
وجاء نص التصريح على النحو:
إن ما يجري في بلادنا? خاصة ما يتعلق بالقضية الجنوبية? يستلزم التصرف من جميع الأطراف? المحلية والدولية? من منطلق الفهم العميق لما حدث ويحدث وبمصداقية ووضوح بعيدا?ٍ عن المصطلحات الغامضة والم?ْوه?م?ِة وبعيدا?ٍ عن ادعاء الوصاية على شعبنا وقضاياه من أي طرف كان? محليا?ٍ أو دوليا?ٍ.
وفي هذا السياق? ومع إيماننا أن الحوار نهج حضاري? إلا أن أي حوار غامض الأفق ومفروض حول القضية الجنوبية سيكون مرفوضا?ٍ من شعبنا ما لم ي?ْقد??م الرعاة الدوليون لهذا الحوار إيضاحات حول الإستفسارات? التي تقدمت بها قوى جنوبية? وأهمها:
– كيف يمكن أن يتم الحوار حول القضية الجنوبية دون تمهيد بخطوات جادة للتهيئة?? ومنها وقف أعمال القمع والقتل ضد الجنوبيين وإطلاق كل المعتقلين وغيرها من الأمور التمهيدية الضرورية.
– تحديد الطرف الذي سيحاور الجنوبيين.
– ما هي الضمانات لتنفيذ مخرجات الحوار?.
– سقف زمني للحوار.
– ما هي المرجعية في حالة الوصول إلى طريق مسدود في الحوار?? والذي نعتقد أنها (الخيار الحر للجنوبيين).
إن التصريحات التي تمتزج بالتهديد للجنوبيين? سواء صدرت عن شخصيات محلية أو مسئولين يمثلون جهات دولية? لإجبارهم على القبول بحوار غامض لا أ?ْفق له لن تزيد الأمر إلا سوءا?ٍ ولن تجبر أي جنوبي مدرك ولن تزيده إلا ب?ْعدا?ٍ عن هذا الحوار? بل وتنبئ بحوار يقوم على الفرض للمشاركة فيه? وبالتالي ستقود لفرض نتائج لهذا الحوار لا يقبلها الجنوبيون.
إن الجنوبيين سيجدون أنفسهم أمام وضع يفضلون فيه عدم القبول بأمر يبتدئ بالفرض والإكراه ويعتسف الشرعية الدولية ويسخرها ضد حقهم في الاختيار? مما يسقط الثقة في إمكان الركون إلى شرعية دولية كانوا يؤم?لون أن تكون منصفة. إن سعادة الأستاذ الفاضل جمال بن عمر – نائب الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن – وصاحب المجهودات الكبيرة والمشكورة.. قد ذهب إلى كل مكان في الداخل والخارج!! وتجاهل حتى الآن الجنوب!! وهو لا شك يدرك أن مربط الفرس للقضية الجنوبية ليس في أي مكان من تلك الأماكن التي ذهب إليها ويسعى إلى الذهاب إليها? وإنما مربط الفرس هو في الجنوب عند مكوناته الحراكية ومنظماته السياسية والشبابية والإجتماعية? في عدن وحضرموت ولحج وأبين وشبوة والمهرة وسقطرة? دون استثناء أو إقصاء.
ومن ناحية أخرى استغربنا التصريحات من بعض ممثلي الدول الغربية? دعاة الحرية والتعدد والتنوع وحقوق الإنسان وتمكين الشعوب من حقها في الاختيار.. تلك المبادئ العظيمة التي تقوم عليها الحضارة? وتنطلق دعوتهم إليها في كل مكان? وتتبخر عند حديثهم عن القضية الجنوبية وتتحول إلى دعوات للف?ِر?ض? والوصاية وإلغاء أي حق للناس في الإختيار.. لاحظنا هذا في حديث سعادة نائب السفير الألماني الذي يبدو متأثرا?ٍ بأساليب ألمانيا الشرقية سابقا?ٍ.. وظهر ذلك في الأحاديث الأخيرة لسعادة السفير الأمريكي في صنعاء? الذي تقود بلاده نظام العالم الجديد بينما عكست تصريحاته روح النظام العالمي القديم.. فإذا به يتحدث كحاكم ومقرر للمصير والاختيار نيابة عن أهل الحق دون أي اعتبار لحق الشعب في الاختيار.. إنه أمر غريب أن يعكس هذا رغبات وتوجهات كل الأطراف إلا الطرف صاحب الحق وصاحب القضية الذي لا خيار له ولا حق إلا ما يقرره الآخرون من متحاورين ورعاة!!
إننا ندرك أن للعالم مصالح استراتيجية في بلادنا ونحن مع تبادل المصالح بين بلادنا والعالم? وندرك تأثير الإقليم والمجتمع الدولي في قضايانا? وندرك أن الأمن والإستقرار هو البوابة لتحقيق مصالح بلادنا ومصالح العالم? فهل ي?ْعقل أن تسير أي سياسة لهذا العالم في اتجاه حل قضية هامة كالقضية الجنوبية بأسلوب الفرض للآليات والنتائج دون أي وزن لخيار أهلها?!.. ومع ذلك يتجاهلون أن تحقيق الأمن والإستقرار لا يتأتى إلى من بوابة الرضى الشعبي.
إن القضية الجنوبية بحاجة إلى مبادرة خاصة بها تحقق خيارات الجنوبيين? وبالتشاور مع مختلف القوى الجنوبية وفي المقدمة مكونات الحراك والقوى السياسية والشبابية والشخصيات المستقلة المؤثرة.. ونناشد الأشقاء في دول مجلس التعاون وفي المقدمة المملكة العربية السعودية أن تقوم بهذا الدور الهام وأن تحظى