اليمن يتراجع الى المرتبة الثالثة (عربيا) على قائمة الدول الأكثر فشلا?ٍ
احتلت اليمن المرتبة الثالثة “عربيا” في قائمة الدول الأكثر فشلا والتي رصدها التقرير الدولي الثامن لعام 2012 بخصوص قياس مؤشر الدول الفاشلة الذي أصدرته مجلة السياسة الخارجية الأمريكية«Foreign Policy» بالتعاون مع صندوق السلام .
ووفق التقرير الدولي فقد تراجعت اليمن من الدرجة الـ13 التي كانت عليها في المؤشر بين دول العالم العام الماضي? إلى الدرجة الـ8 في هذه العام الجاري? وفقا للمعايير الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الدولية التي يعتمدها تقرير المؤشر السنوي .
وكشف التقرير السنوي الثامن لمؤشر الدول الفاشلة للعام ?2012 الصادر في واشنطن? عدم استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في بلدان دول الربيع العربي ? حيث قال :”إن تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن قد شهدت تدهورا?ٍ متفاوتا?ٍ في أوضاعها السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية”? وفي حين أكد التقرير أن اليمن – وفق كل التقديرات الدولية- تعتبر دولة غير مستقرة سياسيا?ٍ واجتماعيا?ٍ واقتصاديا?ٍ? وانتقلت في مؤشر الدول الفاشلة من رقم 13 العام 2011 إلى رقم 8 العام 2012.
وأرجأ التقرير السبب الرئيسي وراء هذا التدهور في الترتيب?” إلى حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني وبالتالي الاقتصادي? سواء من حيث إرتفاع حالات سوء التغذية بين الأطفال اليمنيين? أو من حيث جيوب المجاعة التي تعانيها بعض المناطق النائية? إضافة إلى أن 55 بالمائة من سكان اليمن يعيشون في الوقت الراهن تحت خط الفقر? وأكثر من نصف الشباب اليمني في حالة بطالة? والسبب الأزمات الهائلة التي تعيشها البلاد منذ أكثر من عام تتنوع بين أزمة الحكم? وأزمة الإرهاب متمثلا?ٍ في القاعدة? وأزمة الحركات الانفصالية”.
وأشار تقرير مؤشر الدول الفاشلة لعام 2012 الذي صدر مؤخرا?ٍ ? إلى نيل الصومال مرتبة أسوأ دولة والأكثر فشلا?ٍ في العالم و بين الدول العربية التي تربعت أيضا على قمة الفشل بمؤشراتها جميعا ? تلتها السودان ثم اليمن فالعراق ? بينما حلت سوريا في مرتبة خامس أفشل دولة عربية تلتها مصر ومن ثم لبنان في مرتبة سابعة ?ثم ليبيا ? فيما جاءت الدولتين العربيتين الجارتين الجزائر و المغرب بالمرتبتين التاسعة و العاشرة على التوالي و بفارق بسيط جدا?ٍ على سلم مؤشر الدول الفاشلة بما يخص العالم العربي .
وتعتبر فنلندا أفضل الدول عالميا?ٍ على المؤشر المذكور لعام 2012 بين 177 دولة تليها السويد ثم الدنمارك وسويسرا فالنرويج? مع العلم بأن أربع دول احتفظت بترتيبها ذاته للعام الماضي ولم يحدث في ترتيبها أي تغيير بين عامي 2011 و2012 وهي السودان «3»? العراق «9»? المغرب «87»? والكويت “128” .
وذكر التقرير أن الدول الضعيفة والفاشلة تمثل تحديا للمجتمع الدولي في عالم اليوم الذي يتمتع باقتصاد عالمي شامل وأنظمة معلومات متقدمة? وان الضغوط على مثل هذه الدول يمكن أن تؤدي إلى تبعات لا تصيب الدولة نفسها فقط بل تؤثر في جيرانها وفي الدول الأخرى ? ومنذ نهاية الحرب الباردة انخرطت عدة دول في مجال من العنف نتج عن نزاعات داخلية ? بعض هذه الأزمات ناتجة عن صراع عرقي? وبعضها الآخر حروب أهلية والأخرى أخذت شكل الثورة? كما أن العديد منها انتهى به المطاف إلى حالات إنسانية طارئة ومعقدة.
وعلى الرغم من أن النواحي الديناميكية تختلف في كل حالة إلا أن جميع هذه الصراعات تنتج عن ضغوط اجتماعية واقتصادية وسياسية التي لم تحل من قبل المؤسسات الشرعية والمهنية? إن مؤشر الدول الفاشلة الذي أنتجه صندوق السلام العالمي يعتبر أداة فعالة في إبراز? ليس فقط الضغوط العادية التي تواجهها جميع الدول? ولكن في تحديد مدى إمكانية أن تؤدي هذه الضغوط الى دفع الدول للوصول إلى مرحلة الفشل.
وتعد قوة مؤشر الدول الفاشلة هي قدرته في الحصول على ملايين المعلومات ووضعها بشكل يسهل فهمه ويقوم صندوق السلام يوميا بجمع آلاف التقارير والمعلومات من العالم وتفصيل كل الضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه 177 دولة من الدول التي نقوم بتحليل معلوماتها? ويعتمد مؤشر الدول الفاشلة على استخدام برنامج تقييم الصراعات المملوك لصندوق السلام CAST كمنصة رئيسة للتحليل الذي يعتمد على الطرق العلمية والاجتماعية.البيانات التي تأتي من ثلاثة مصادر رئيسة تخضع للمراجعة الدقيقة من اجل الوصول إلى درجات التقييم النهائية للمؤشر.
ويحتوي التقرير على مؤشر الفشل لكل دولة في العالم? والترتيب على سلم هذا المؤشر من ناحية الأفضلية هو عكسي? بمعنى أن أسوأ الدول وأكثرها فشلا?ٍ تقع في قمة هذا المؤشر? وأنجحها وأفضلها في أسفل سلم هذا المؤشر? ويعتمد التقرير على مؤشرات تهدف إلى قياس حالة الأوضاع الاجتماعية? والاقتصادية? والسياسية وكل مؤشر من هذه المؤشرات بدوره يقيس مجموعة أخرى من المتغيرات التابعة له.