الأزمة السورية ..والوقاحة التركية السافرة ..!!
بوقاحة سافرة وبغطرسة مجردة من أبسط القيم الدبلوماسية بل والسياسية والاخلاقية تتعامل حكومة رجب طيب اردوجان مع المشهد العربي السوري مقدمة نموذجا لعلاقة غير مسبوقة ولتصرفات غير لائقة وغير معهودة في طريقة تعاملها مع أزمة الداخل العربي وتجاهلت حكومة ( أنقرة) أن لدى دمشق أوراق ضاغطة يمكن توظيفها ضد حكومة اردوجان غير أن مواقف دمشق المبدئية تحول دون لجوء دمشق لمثل هذه السلوكيات العبثية والخاسرة التي تحاول من خلالها تركيا تعويض خسائرها الاستراتيجية وفشلها في فرض خياراتها على المشهد السياسي في المنطقة رغم السعار التركي الذي عرف به أوغلوا في كتابه الشهير ( العمق الاستراتيجي لتركيا) وهو السيناريو الذي تسعى أنقره لتحقيقه من خلال تدخلها السافر في الشأن السوري والعربي عموما بعد اتضاح الدور اللوجستي ( القذر) لا نقره في ما يسمى ب( الربيع العربي) .. غير أن التدخل التركي الوقح في الشأن العربي السوري لم يعد تدخل عابر مزعوم بكذبة ( الإنسانية ) والحرص على الشعب العربي في سورية الذي يواجه حربا تركية _ سعودية_ قطرية_ اردنية_ بغطاء أمريكي أوروبي..
بيد أن الوقاحة التركية السافرة بلغت مدى لم يعد السكوت عنه فعل من حكمة ولا يندرج في سياق الحصافة والدبلوماسية وخاصة لمناصري الشعب العربي السوري من الجماهير العربية التي حان الوقت لان تترجم تضامنها مع هذا الشعب الصامد والصابر والمقاوم والممانع والمجاهد الذي من حقه علينا الأن وليس غدا وقفة تضامنية تعبر عن جدية العلاقة والتلاحم والترابط , وقفة تندد بحسم ووضوح وصرامة ضد الغطرسة ( العثمانية ) الجديد لحفيد السلاجقة المغرور والمتوهم والفاشل في إدارة الشأن التركي وبالتالي نراه يهرب من فشله الداخلي ليتدخل بتطاول ووقاحة بالأزمة السورية ويصب الزيت على النار مستغلا أحقاد شركائه في الخليج ورغبة واشنطن وأمريكا في تفتيت سورية وتمزيق نسيجها الاجتماعي وتحويلها إلى مربعات كانتونية في سبيل انعاش تركيا سياحيا واقتصاديا ومن أجل تحقيق الحلم الصهيوني الذي تنتصر له اليوم تركيا أردوجان الذي لن يزيد عن كونه مجرد أجير في الاسطبل الصهيوني / الأمريكي ..فخطف الطائرة السورية وبالطريقة التي تمت من قبل الحكومة التركية يعكس في جوهره هوس وتخبط النظام التركي الذي يبدو إنه وبعد فشل عصابته المسلحة في تنفيذ مخططاته يسعى لدخول الحرب بصورة مباشرة مع دمشق لينتصر لمخطط الذي اعده مع زمرة المتأمرين في الرياض والدوحة وواشنطن ولندن وباريس ومن يقف خلفهم , إذ بدا الموقف التركي من خلال ما زعم أنها قذيفة سورية طالت أراضيه وهي مزاعم كاذبة فالقذيفة جاءت من مدفع تابع لعصابات الإجرام التي تتبع تركيا وتركيا هي من زودت هذه العصابات بالمدفع لخلق مبرر أو لجس نبض دمشق واختبار قدراتها تماما كما حدث خلال اختراق الطائرات التركية للمجال الجوي السوري واسقطتها المضادات العربية السورية داخل المجال الجوي السوري فكانت الحادثة بمثابة صفعة سورية في وجه حكومة اردوجان ليبلغ الحمق التركي ذروته في القرصنة واعتراض الطائرة المدنية السورية وهو فعل يخالف كل الأعراف والقوانيين والتشريعات الدولية , أما حكاية السلاح والذخائر فقد جاء الرد من روسيا التي تطالب تركيا اليوم بتوضيحات فيما عجزت تركيا في تبرير جريمتها الغير أخلاقية بحق طائرة مدنية الأمر الذي دفع الرئيس بوتين لتأجيل زيارته لتركيا أن لم تلغى الزيارة بالمطلق وهذا يعني أن حماقة اردوجان تقوده إلى الحضيض وتفضح تصرفاته ونواياه ومواقفه وبالتالي سيذهب هذا (العلج) ضحية حماقة وسوء تقدير لمواقفه وممارساته وطريقة تعاطيه مع الأزمة في سورية ..!!
أن ما تعرضت له طائرات الخطوط الجوية العربية السورية من قرصنة وخطف على يد سلاح الجو التركي يعد جريمة مفضوحة وفعل عدائي مكشوف فيما مبررات رئيس الحكومة التركية جاءات أقبح من الجريمة وأبشع من الدور التأمري القذر لار دوجان الحالم بمجد شخصي لعصابة الإخوان المسلمين وليس للشعب التركي الذي يدين ويستهجن سياسة حزب العدالة والتنمية التركي الإخواني والحليف للصهاينة والاستعمار الامريكي _ الغربي وهم من دفعوا برئيس الحكومة التركية وحزبه للقيام بهذا الدور القذر في سورية من تسليح واحتضان للعصابات المسلحة وتقديم لها كل أشكال الدعم المادي والعسكري وتسهيل مهمات دخولهم للأراضي العربية السورية ضاربا عرض الحائط بكل القيم التي تعنون العلاقة القائمة بين الشعبين السوري والتركي وهو الدور الذي رفضت سورية منذ القدم القيام به احتراما لروابط الجوار وإلا لا تزل الورقة الكردية تعد من الاوراق الرابحة بيد دمشق التي لوا شاءت توظيفها لجعلت حياة الأتراك جحيما لكنها سورية بثوابتها وهي التي أمرت قبل سنوات زعيم حزب العمال الكردي القائد الثائر عبد الله أوجلان بمغادرة سورية ليس خوفا من عسكر تركيا ولكن حرصا على علاقة متميزة مع الشعب التركي الذي سيظل جارا لسورية إلى يوم القيامة وشريكا لها في الجغرافية والمصير والعلاقة التاريخية , وهي الثوابت