نحو اقتصاد زراعي متعدد وصادرات زراعية متنوعة
![](https://www.shaharah.net/wp-content/uploads/2024/12/يوسف-المخرفي.jpg)
بقلم/ د. يوسف المخرفي
تسعى جميع دول العالم بكل جد واجتهاد، وبشتى السبل لبلوغ غاية الوصول لاقتصاد متعدد ومتنوع مستدام، والذي نقصد به ذلك الاقتصاد الذي يعتمد على جميع ما هو متاح من الفرص الاقتصادية، وليس على سلعة، أو حرفة، أو خدمة واحدة، أو محدودة.
فغاية الاقتصاد المتعدد ترتبط بها العديد من الأهداف الفرعية والمترابطة، منها ضمان الاستدامة والنمو، وإيجاد فرص أعمال متعددة ومتنوعة، وضمان تلبية جميع متطلبات المجتمع واحتياجات السوق المحلية والعالمية.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، نجد أن لبنان يعتمد على الاقتصاد الزراعي للتفاح فقط، حتى وإن جعل منه سلعة عالمية، فذلك لا يعني التنوع والاستدامة، وكذا ألمانيا التي تمتاز بتصدير العسل، والبرازيل التي تتربع على عرش تجارة البن اليوم.
أما في أرض الجنتين، واليمن من اليمن والخير والبركات، فقد حباها الله تعدداً، وتنوعاً، واستدامة في الإمكانات والموارد الطبيعية، خصوصاً الزراعية حدا بجعل الفقر والجوع محرم على وجهها وتاريخها في حين وزعت خليقة الله على كل بلد آخر واحدة منها فقط.
فعلى الصعيد الزراعي تتعدد وتتنوع فرص التعدد بين البن الأجود عالمياً، والذي بنى منه أسلافنا حضارة ضاربة في أعماق التاريخ والعالم وأصقاع الأرض، ولا يزال وسيظل متربعاً عرش القهوة العالمية (Mocca) حتى وإن حدثت لنا فترة سبات، فسنستيقظ يوماً كما نفعل حالياً للعودة إلى عصر البن التليد.
كما تعد اليمن منتجة فاكهة جناتها الأعناب، والتي تعد الأجود عالمياً، وقد حاولت كلاً من الصين وفرنسا استثماره في روضة، وتخوم والمناطق الطرفية للعاصمة صنعاء، ولكنهم جاءوا وتقدموا إلينا في فترة سبات عميقة مررنا بها بفعل النشاط الخسيس للوكالات والمنظمات الدولية التي عبثت بالوطن، وأهدرت طاقاته، وموارده وإمكاناته وفرصه.
ومن العنب الزبيب، وسيحدثك عن جودته العالم كله إن لم ندركه نحن.
ولنا في الموز النقطة صولة وجولة يمكن أن تكون عالمية إذا ما وضعنا خطة استراتيجية من أجل نيله صفة العالمية، وكذا التين الشوكي خصوصاً [تين غيمان] الذي يصدر بعضاً منه حالياً إلى السعودية بسعر أربع حبات بنحو 30ربالاً سعودياً، وقد علق أحد الاقتصاديين قائلاً: “ما دام التين بهكذا سعر، فأقترح زراعته في السهل والجبل والحجر”.
ولنا في العسل فرصة تعدد اقتصادية، ولا أتحدث هنا عنه كفرصة فقط، بل ولكونه الأجود عالمياً.
وقد سقنا الأمثلة ليس للحصر، ولكن لنؤكد في أرض الجنتين على التعدد الاقتصادي الزراعي بجوانبه السلعية والسمكية والرعوية والعسلية، مما يثبت أن هناك اقتصاد زراعي متعدد، ناهيك عن إمكانية تعدد الاقتصاد في أنشطته الأخرى.
والمطلوب فقط وضع خطة استراتيجية طويلة ومتوسطة وقصيرة للإنتاج الزراعي لتحقيق اقتصاد زراعي متعدد تقوده الحكومة والدولة، والخروج من حالة العفوية التي يقودها المزارعون اجتهاداً وتوكلاً، لا بالدراسة والتخطيط المسبق والعميق والموجه.
أستاذ العلوم البيئية والتنمية النظيفة والمستدامة وتغير المناخ المساعد بجامعة 21 سبتمبر للعلوم الطبية والتطبيقية