موقف حكومة صنعاء الثابت في نصرة قضايا الامة الاسلامية والعربية
![](https://www.shaharah.net/wp-content/uploads/2023/08/سمير-المسني.jpg)
بقلم / سمير المسني
تعلمنا منذ بدء الصراع العربي _الاسرائيلي والممتد منذ عام 1948 م وحتى اليوم عدم مصداقية المرجعية الدولية المتمثله بمجلس الامن الدولي او منظمة الامم المتحده في التعاطي العادل مع القضايا العربية واهمها القضية المركزية المحورية لامتنا العربية وهي قضية الشعب الفلسطيني وحقه في استعادة اراضية وتقرير مصيره ناهيك عن تأمر وتخاذل العديد من الانظمة العربية في مساندة شعبنا العربي الفلسطيني ؛ وبعد عام النكبه في 67 م وتعاظم دور قوى الاستكبار العالمي في دعم الكيان الاسرائيلي لمواجهة القوى الوطنية وحركات التحرر العربية اصيبت شعوبنا العربية بحالة من اليأس والاحباط بسبب تواطئ اغلب الانظمة العربية وعمليات التطبيع مع الصهاينة مرورا باتفاقية كامب ديفيد وحتى اليوم .
ومع استمرار توسع الكيان الاسرائيلي في المنطقة العربية بسبب جمود الفكر القومي لدى الشعوب العربية التي استكانت لمنطق فكر التسليم بقدرات العدو وتفوقه العسكري وبالتالي تم اخضاع تلك الشعوب وتخديرها لمصلحة الكيان الصهيوني و بالتالي استبعاد الفكر القومي التحرري .
كل تلك المتغيرات في المنطقة العربية في تلك الفترة لم تنل من عضد شعبنا اليمني او حرف ايمانه بعدالة القضية الفلسطنية واستمر بدعمها بالرغم من الامكانيات المحدودة منطلقا من اسس اخلاقية و انسانية بضرورة إسناد الشعب الفلسطيني بكل السبل المتاحة وكانت لشعبنا اليمني مواقف مشرفة وعظيمة في كل مراحل الصراع العربي _ الاسرائيلي .
ومع مواصلة بناء الوعي والفكر القومي للمجتمع اليمني ومع تطوير قدراته العسكرية واستمرار استهدافات جيشنا الوطني العسكرية نحو قلب الكيان الصهيوني والمعارك البحرية في البحرين الاحمر والمتوسط كل ذلك ادى الى تغيير الموازين العسكرية وترنح كيان العدو الاسرائيلي ( اقتصاديا و عسكريا) لذلك ومن خلال الضغط الامريكي وربيبته اسرائيل على قرارات الامم المتحدة بواسطة المبعوث الاممي لليمن عبر رحلاته المكوكية لتغيير موقف اليمن مما يحدث في البحر الأحمر مقابل استئناف المفاوضات التي تهدف الى انهاء الحرب في اليمن ( من منظور امريكي بالطبع) .
ومع هذا كان هناك اصرار لحكومة صنعاء وتمسكت بالثوابت القومية والاخلاقية وعدم التهاون من خلال الاستمرار بتنفيذ شروطها لتحقيق السلام العادل والمشرف المثمتل بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني ووقف حملات الابادة الجماعية التي تمارسها قوى الاستيطان والاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني ؛ وقد اكدت ذلك القيادتين الثورية والسياسية في اكثر من مناسبة وقوفها المستمر مع غزة حتى تحقيق كافة المطالب المشروعة للشعب العربي الفلسطيني .
ان هذا الموقف العظيم لحكومتنا الوطنية والالتفاف الشعبي الواسع ادى الى تغيبر كل المفاهيم السياسية والعسكرية التي كانت سائدة في الماضي واجبر قوى الاستكبار العالمي وفي مقدمتها امريكا على مراجعة حساباتها في المنطقه على ضوء المتغييرات التي فرضتها صنعاء لتحقيق سلام عادل بمنهجية جديدة تخدم في الاساس قضايا الامه العربية والاسلامية وفق منظور اخلاقي انساني .
محلل سياسي