اليمن يحذر الكيان الإسرائيلي ويجعل من “تل أبيب” مدينة غير أمنة

شهارة نت – صنعاء
واصلت القوات المسلحة اليمنية، تصعيدها من العمليات المساندة لغزة إلى مستويات قصوى غير مسبوقة، في إطار تصعيد سريع صنع حالة صدمة ويأس كبيرة داخل كيان العدوّ.
حيثُ شملت سلسلة الضربات التي لم تتوقف من مساء الأربعاء هجومًا إضافياً على يافا المحتلة (تل أبيب) وهذه المرة مع توثيق دقيق للإصابة الدقيقة وللفشل الذريع للمنظومات الدفاعية “الإسرائيلية” واعترافات رسمية بذلك الفشل وبالعجز عن التعامل مع الجبهة اليمنية؛ الأمر الذي يعكس نجاحاً في إجبار العدوّ على التعاطي مع السياق الرئيسي للتصعيد والمتمثل في الضغط لإجبار الاحتلال على وقف جرائمه في غزة واللجوء إلى صفقة تبادل الأسرى، وهي الدعوة التي وجهتها المقاومة الفلسطينية إلى اليمن مؤخراً.
الضربة الجديدة التي أعلن عنها متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع صباح السبت، ضربت “هدفاً عسكريًّا للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ يافا المحتلةِ وذلك بصاروخٍ باليستيٍّ فرط صوتيٍّ نوع فلسطين2” وقد أكّد سريع أن “الصاروخ أصاب هدفَه بدقةٍ ولم تنجحِ الدفاعاتُ والمنظوماتُ الاعتراضية في التصدي له” وهو ما صدّقت عليه مقاطع الفيديو التي بثتها وسائل إعلام العدوّ الصهيوني ومستوطنوه، والتي وثقت من عدة زوايا وبوضوح شديد عبور الصاروخ بسرعة فائقة إلى هدفه، متجاوزاً محاولات الاعتراض، التي أكّدت وسائل إعلام عبرية أنها شملت مختلف المنظومات “الإسرائيلية” بما في ذلك منظومة (السهم) التي يسميها العدوّ (حيتس) بعيدة المدى والتي يبلغ قيمة الصاروخ الواحد منها أكثر من 3 ملايين دولار، بالإضافة طبعاً إلى المنظومات متعددة الطبقات التي يعتمد عليها العدوّ خارج الأراضي المحتلة، على امتداد عدة دول عربية وعلى طول البحر الأحمر، ومنها منظومات حاملة الطائرات الأمريكية الجديدة (هاري ترومان).
المشاهد الواضحة التي وثقت فشل محاولات الاعتراض ووصول الصاروخ بسرعة مدهشة إلى هدفه لم تترك مساحة أمام جيش العدوّ لاختلاق أي عناوين تضليله كعنوان “الاعتراض الجزئي” ودفعته للاعتراض الصريح بالفشل، حتى أن إذاعة جيش العدوّ نفسها نشرت مشهداً لما حدث وعلقت: “هذا توثيق للمحاولات الفاشلة لاعتراض صاروخ الحوثيين الليلة، حيثُ اتّجه صاروخان اعتراضيان نحو الصاروخ وفشلا في التصدي له ودمرا نفسيهما على ما يبدو في الهواء، وبعد ذلك مباشرة، سقط الصاروخ في يافا”.
ويبدو أن الفشل لم يكن فقط في الاعتراض الصاروخي، بل شمل أيضاً الإنذار المبكر الذي تعتمد عليه ما تسمى “الجبهة الداخلية” للعدو كإجراء أمني أساسي، حيثُ نقل موقع “واي نت” التابع لصحيفة “يديعوت أحرنوت” عن مستوطنة صهيونية تقيم بالقرب من موقع وصول الصاروخ قولها: “إن الانفجار وقع قبل انطلاق صافرات الإنذار، ولم أتمكن من الوصول إلى الملجأ، لقد اهتز المنزل وتحطمت النوافذ، وكان الأمر مرعبًا ومخيفًا”.
من جانبه حذر قائد لواء الدفاع الساحلي اللواء محمد علي القادري، تحالف العدوان وأدواته ومرتزقته، من مجرد التفكير بارتكاب أي حماقات في الساحل الغربي.
وأكد أن الرد سيكون مزلزلاً وسيتم دفنهم في رمال الحديدة.
وقال اللواء القادري في تصريح صحفي السبت، إن العمليات اليمنية المساندة لغزة، لن تتوقف مهما كانت التهديدات من العدو الصهيوني والأمريكي، باعتباره واجب ديني وقومي لا تراجع عنه إلا بوقف العدوان على غزة المحاصرة منذ 15 شهراً.
وأضاف أن العمليات اليمنية في العمق الصهيوني، وفي البحرين الأحمر والعربي حققت أهدافها كاملة في فرض الحصار البحري على السفن الواصلة إلى جنوب فلسطين المحتلة وفرضت القوات المسلحة اليمنية، بما تمتلكه من قوات ردع صاروخية وبحرية وسلاح الجو المسير، السيطرة العسكرية على البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، وتمكنت من منع مرور السفن الصهيونية والأمريكية والبريطانية وكذا المتجهة إلى كيان العدو، فضلاً عن قصف العدو في الأراضي المحتلة، في رسالة واضحة لقوى الاستكبار بالحضور اليماني الذي سيعمل على إعادة التوازن وتغيير المعادلة في المنطقة شاء من شاء وأبى من أبى.
وأشار قائد لواء الدفاع الساحلي، إلى أن البحرية اليمنية وضعت حداً للعربدة الأمريكية الصهيونية البريطانية في مياه البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب وهو أمر لم يحدث في التاريخ الحديث والمعاصر أن وقفت دولة في وجه هذه الدول الاستعمارية التي تعودت أن تفعل ما تريد وتأمر فتُطاع، لافتاً إلى أن المياه الإقليمية اليمنية أصبحت اليوم تحت السيطرة وتحت حماية القوات البحرية اليمنية التي شهدت النهوض والبناء النوعي خلال السنوات العشر الماضية من عمر ثورتنا الفتية 21 سبتمبر، وأصبح مضيق باب المندب وخليج عدن والبحر العربي اليوم خالياً من السفن المعادية.
وأوضح أن القوات المسلحة اليمنية اليوم قادرة على تأمين وحماية واستقرار المسارات الملاحية الدولية على كل امتداد المياه اليمنية الإقليمية السيادية وجاهزة لكل الاحتمالات انطلاقاً من مبدأ مقابلة التحدي بالتحدي، والتصعيد بالتصعيد، والقصف بالقصف، والسلام بالسلام، واذا ما فكر تحالف العدوان باستهداف الموانئ اليمنية فان موانئهم ستكون تحت ضربات قواتنا الصاروخية التي لم تخطئ أهدافها.
ونوه اللواء القادري إلى أن الحديدة والسواحل اليمنية خط أحمر، حيث والقوات المسلحة قادرة بعون الله تعالى على فرض معادلات قادمة على صعيد الدفاع عن اليمن من كل التهديدات المعادية في البحر ضمن دفاعنا المشروع عن بلدنا وشعبنا وسيواصل شعب الإيمان والحكمة والمدد تسطير المواقف الاستثنائية العظيمة والمشرفة، مجسداً بذلك صدق وعمق انتمائه الإيماني وثباته على مبادئ الحق التي لا يمكن أن يتزحزح عنها مهما واجه من تحديات وعقبات خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بقضايا ومقدسات الأمة الإسلامية.
وبين قائد لواء الدفاع الساحلي، أن التحالف الأمريكي البريطاني الذي قدم ببوارجه وأساطيله ذات القدرات الفائقة في التسليح العسكري إلى المنطقة والبحرين الأحمر والعربي، لفرض الهيمنة على الشعوب والأنظمة غير قادر اليوم على كسر المعادلة التي فرضتها القوات اليمنية بحنكة رجل القول والفعل السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي يقود معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، ضد قوى الشر والطغيان العالمي، للانتصار لمظلومية الشعبين اليمني والفلسطيني.
ولفت إلى أنه وللمرة الأولى يصبح البحر الأحمر من خليج العقبة حتى باب المندب، محرم على الكيان الصهيوني العبور فيه سواء بسفن تابعة له أو شركات تتعامل معه أو أي سفن وبواخر مملوكة لشخصيات إسرائيلية.