القانون الرابع
ألخص رحلاتي المكوكية وأختصرها بحروف أبجدية? لأقدم لقرائي نظرة وصورة واقعية لما يجري وراء أبواب الحكومات والمجتمعات الدولية.
أبدأها بنيويورك التي ضمت بين أضلاعها وأطيافها وطبقات جلدها المتعددة? وأغوص في أسبوع الموضة العالمية الذي بمناسبته تجتمع سيدات العالم من كل الدول والأمم لتقديم مساعدات لبنات جلدتهن من كل لون وعرق ودعم مادي ومعنوي لنهضة المرأة كل في وطنها? على مسارح نيويورك ضمن هذا الأسبوع الذي يظن الجميع أنه فقط للمصممين ? ولكنه منبر قوي للمرأة بأن تضع حجر أساس لأسمها لتدعم مؤسسات غير ربحية في وطنها الأم? وهذا الذي لا يعرفه الجميع.
فقد انجزت اتفاقيات مهمة لهذه المهمة ? وبدأت بالتفاوض لكي أنشئ مركزا في نيويورك ليستفيد منه المواطن والمواطنة في جدة والرياض وبعدهما كل أنحاء المملكة? إن سمحوا لي بذلك? وهنا أضع علامة استفهام كبيرة لمن يريد أن نتكل على النفط كدخل للبلاد? ونكون مستعبدين من قبل الوزارات لإيجاد فرص أعمال والمشاريع موجودة? ولكنها تعطل إذا لم تكن على ذوق الوزير الذي يريد أن يأخذ نصيبه من الادخار.
لذا أدعو لي ? وخذوا بيدي? لأقدر أن أكسر القالب وأثبت للجميع قدرة المواطن على الإبداع في كل المجالات.
ثم رحلة السياسة والتضليل? عندما ذهبت بدعوة من البرلمان الفرنسي بضيافة مركز الدراسات في الشرق الأوسط? التي كانت فرصة لمن يريد لي السقوط? فتفاجئت بتغيير العنوان بقدرة قادر? من “الحقوق الإنسانية العالمية”? إلى “الحقوق الإنسانية في السعودية وعلاقتها بالوهابية”! ? وهنا توقفت لبرهة ? هل أتنازل عن المنبر أم استغله لقلب الطاولة على المضيف? وبما أني خلقت محاربة? فاخترت الحل الأخير? وهو أن أقف على المسرح بجانب رؤوساء حركات معارضة? واخذت دفة الحديث ? وفسرت وشرحت? أن الحقوق الإنسانية مهدرة في كل مكان? حتى في فرنسا وأوربا? وهذه هي حالة عامة لابد من دراستها بشكلها العالمي والعميق? والتخلي عن توجيه أصابع الاتهام? ومن تحت الطاولة تباع وتعقد الصفقات بعيدا عن حقوق الإنسان.
ثم عدت إلى نيويورك حيث كان اجتماع الأمم المتحدة التي لم تتحد إلا أمام الكاميرات? فما وراء الكواليس? كل ينادي على ليلاه? ويغني يا ويلاتاه? الشعوب قد استيقظت فلابد من حلول لإخماد الضمائر المشتعلة? واختراع أساطير جديدة? وسيناريوهات عديدة لتضيع البوصلة من جديد? ونحتار في انتقاء الطريق الصحيح للمرحلة القادمة? فرأيت تحالفات لا يراها الإنسان الذي يشاهد العالم من خلال التقنيات? شاهدت الواقع الأليم الذي لن يعرفه إلا النادر القليل? فتأسفت على الدساتير والأنظمة الموجودة حاليا على الساحة? من الديمقراطية التي يذبح بها الإنسان ? وتزال أنظمة من أجلها ? إلى الجمهورية التي تشتق اسمها من الجمهور ? وهي لا تنتمي إليه? لا من بعيد ولا من قريب? وغيرها من الأسماء التي أثبت التاريخ فشلها? وأنها لم تعد تصلح إلا للأكاديميين? والمسيطرين على الساحة.
ثم حضرت مؤتمر كلينتون? فرأيت المشاهير يتسابقون للجلوس على طاولة الرئيس? ويتقربون من كل ذي اسم وصوت وصورة عالمية? حتى يصبحون ذوي أهمية? وكانت مادلين أولبرايت ودونا كارين وأميرة الطويل ضمن من جلست معهم على طاولتي? واستمتعت بتمعن لما يدار بينهم ? ثم قلت أن الأمور يجب أن تتغير? وأن نبدأ خططا جديدا لتبادل الحوار والثقافات والتجارب? ورجعت “بخفي حنين”? بعدما ألقى الرئيسان أوباما و مرسي خطابهما? وكأنهما على طاولة الانتخابات ? ولكن الفرق أن أوباما كان يتكلم بكل ثقة? ومرسي يتكلم لغة التاجر الذي أتى ليبيع وليس ليشتري.
وبهذا اختتمت رحلتي في الجلوس على مسرح الأمم في حفلة “منظمة الضمير العالمي” التي كانت الجهة الوحيدة التي تعاملت مع الوضع العالمي بشفافية? وهي أن العالم يمر بأزمة ثقة علمانية ودينية واستيطانية? وعولمة عالمية ? وطرح الحلول بوضع الأيادي القوية من غير تفرقة عنصرية ولا دينية لإنشاء طريق جديد لإيجاد عالم يتماشى مع الجيل الجديد في كل شيء? من تقنية وتفكير وتعليم ? وهذا ما أسميته “القانون الرابع”? الذي سأبدأ رحلتي معه في الأعوام القادمة إن شاء الله لتأسيس قواعد جديدة لعالم لم تتهيئ له? بل غطسنا فيه من غير أدوات ولا تعليم? واخترعنا اللعبة ولعبنا قبل أن نضع القوانين.
لذا وجب إعادة صياغة القوانين العالمية لبدء مرحلة جديدة لكي نتمكن أن نلعب اللعبة العالمية مع الالتزام بقوانينها التي يجب أن تكتب وتحترم من كل الجهات? منها الإنسانية ? والعدلية? والحكومية? في كل بقاع الأرض? فالعالم أصبح قرية صغيرة? لذا وجب دراسة معمقة لدستور يحتوي كل جديد? حتى لا تضيع الأجيال القادمة التي تنتظر منا أن نجعل الواقع جميلا? وليس مؤلما ? وأن نحاور ونتفاهم قبل أن ننزل الحلبة? حتى لا تصبح الحلبة مركز تناحر بدل أن تكون مركز تنافس شريف? وتحقيق طموحات واثبات جدارة? وتوزيع أدوار? وثروات? حتى تتوقف الحروب? ونحافظ على المكاسب? ونحصد نتائج الربيع? ليس الربيع العربي? ولكن