والد أنور العولقي:أمريكا في حربها على الإرهاب تعتبر نفسها فوق القانون
يأمل الدكتور ناصر العولقي أن ينصفه القضاء الأمريكي من الحكومة الأمريكية التي قتلت طائرات وكالة استخباراتها ابنه الشيخ أنور العولقي بتاريخ 30 ايلول (سبتمبر) 2011 في محافظة الجوف اليمنية? وكذا حفيده عبد الرحمن أنور العولقي وابن أخيه أحمد عبد الرحمن العولقي بتاريخ 14 تشرين الاول (أكتوبر) 2011 في محافظة شبوة اليمنية.
لكن إنصاف الدكتور ناصر العولقي من قبل القضاء الأمريكي سيقوم على حساب مشروعية الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة الأمريكية خارج حدودها عبر الطائرات من دون طيار? كون ابنه وحفيده وابن أخيه قتلوا بغارات لطائرات أمريكية من دون طيار? وعمل الطائرات من دون طيار هو الخيار الوحيد الفاعل في تتبع قادة القاعدة? بحسب المسئولين الأمريكيين? وهو ما يمكن أن يعقد القضية.
إلى جانب ما تم طوال عام في هذه القضية على المستوى القانوني? سيتحدث الدكتور ناصر العولقي في هذا الحوار عن جوانب أخرى منها? كموقف الرئيس السابق من مطالب الأمريكان بخصوص ابنه أنور? وموقف صالح منه شخصيا? وموقفه من صالح? على خلفية هذه القضية? بالإضافة إلى مواقف أحزاب اللقاء المشترك.
والدكتور ناصر العولقي هو والد الشيخ أنور العولقي? حصل على الدكتوراه في جامعة نبراسكا بأمريكا (University of Nebraska) وعمل في جامعة مينيسوتا (University of Minnesota) من 1975 إلى 1977م? قبل أن يعود إلى اليمن ليشغل منصب وزير الزراعة ورئيس جامعة صنعاء? بالإضافة إلى أنه أحد مؤسسي حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان حاكما قبل ثورة الشباب اليمني.
ـ قلتم إنكم رفعتم قضية أنور إلى المحكمة? هل رفعتم القضية إلى محكمة دولية أم أمريكية?
في يوم الجمعة الموافق 30 ايلول (سبتمبر) 2011 أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على فعلة شنيعة عندما استهدفت بالقتل أحد مواطنيها الشيخ الداعية أنور بن ناصر العولقي? مستخدمة طائرة بدون طيار? والتي أطلقت عدة صواريخ على السيارة التي كان يستقلها الشيخ أنور وزملاؤه الثلاثة في محافظة الجوف? وأدت الغارة الجوية إلى استشهادهم جميعا? ولم يتم ذلك أثناء معركة وإنما كانوا يعدون أنفسهم لأداء صلاة الجمعة.
وبخصوص المحكمة? فبعد استشهاد الشيخ أنور جاءني اتصال من اتحاد الحريات المدنية الأمريكية (aclu) وكذا من مركز الحقوق الدستورية في الولايات المتحدة الأمريكية (ccr) وهما من أكبر المنظمات المدافعة عن الحقوق والحريات المدنية في أمريكا? وأبديا استنكارهما الشديد لما حدث? وطلبا مني الموافقة على رفع قضية في المحاكم الأمريكية المختصة ضد الحكومة الأمريكية? لأن جريمة قتل أنور وزملائه تمت خارج إطار القانون? وهذا يتنافى مع الدستور الأمريكي تماما.
– وأين وصلتم في القضية?
رفعنا القضية منذ ثلاثة أشهر تقريبا ولم يتم البت فيها حتى الآن. وقد تزامن رفعنا للقضية مع حملة إعلامية كبيرة تبنتها بعض الصحف الأمريكية ومنظمات المجتمع المدني وأساتذة القانون? نددوا بما جرى? على أساس أن قتل الشيخ أنور العولقي يعتبر مصادرة كاملة لحقوقه التي يضمنها له الدستور الأمريكي.
ويعتقد بعض المحامين أن القضية قد تصل إلى أعلا سلطة قضائية في أمريكا? وهي المحكمة الدستورية العليا.
– لكن هل وجدتم تجاوبا من الجهات الرسمية الأمريكية?
كيف نجد تجاوبا من الحكومة الأمريكية وهي التي أمرت باستهداف وقتل الشيخ أنور العولقي?. بل العكس من ذلك? فحين رفعت قضية في المحكمة عام 2010 م لإيقاف قرار استهداف أنور بالقتل? والصادر من الرئيس أوباما? جندت الحكومة الأمريكية عشرات القانونيين في وزارة العدل لتبرير استهدافه? ورفضت أن تعطي أية تفاصيل عن الموضوع? مما جعل القاضي في تلك القضية يرفض الدعوى بحجة المصلحة العليا للولايات المتحدة? و أنني لست مخولا برفع القضية عن أنور? وهو يعرف أن أنور كان مطاردا ليلا ونهارا من قبل الطائرات الأمريكية? ولا يستطيع عمليا أن يدافع عن نفسه.
– ألا توجد محاكم دولية يمكن أن ت?ْرفع إليها قضية كهذه?
نعم هناك جهات دولية يمكن أن ت?ْرفع إليها قضايا كهذه? ومنها محكمة الجنايات الدولية? لكن أمريكا تعتبر نفسها فوق القانون الدولي? وأيضا هي ليست عضوا في محكمة الجنايات الدولية. وأنا شخصيا قد رأيت مقابلة مع رئيسة محكمة الجنايات الدولية في قناة العربية? وقالت بصريح العبارة إن قتل أنور العولقي يعتبر عمل خارج إطار القانون الدولي.
– ولماذا لا تتقدم الحكومة اليمنية بالدعوى? على اعتبار أنه مواطن يمني?
للأسف الشديد? الحكومة اليمنية شاركت في الجريمة بتقديم المعلومات للأمريكان. وللعلم فقد كان هناك اتفاق بين المخابرات اليمنية والمخابرات الأمريكية تلتزم فيه الأولى بتقديم تقرير يومي عن نشاط أنور وتحركاته.
والحكومة اليمنية لم تطلب حتى الاعتذار عن قتل أنور وزملائه? وعن قتل المدنيين الأبرياء في قرية المعجلة أواخر شهر كانون الاول (ديسمبر) 2009. ولازال المدنيون الأبرياء ي?ْقتلون في اليمن حتى يومنا هذا? من قبل الطائرات الأمريكية? ولم يتم الاعتراض على