المتاجرة في العملية التعليمة
أن تضع حواجز وعراقيل على وصول الطلاب لنتائج دراستهم بشكل ابتزازي أمر يتنافى مع مطلب مجانية التعليم ذلك ما تقوم به وزارة التربية والتعليم في التعامل مع المنتسبين لها فنتائج الثانوية والأساسية هذا العام لم تختلف عن سابقاتها فلا زالت تسجن سنويا لا يتمكن من الوصول إليها أو زيارتها إلا من أحتسب أمره إلى الله ودعا بالبركة للرصيد لان الزائر لها عبر الخدمة المدفوعة مسبقا ينتحر قهرا وغلبا بالرصيد فالحاجة هي ما تدفعه للوصول إليها والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا يتم المتاجرة بالعملية التعليمية وجعلها ” بيزنس ” تعود من ورائها مكاسب مادية لأطراف محدودة ولماذا تقبل الوزارة على نفسها أن تكون مستنقع من مستنقعات الفساد المستشري في مرافق الدولة
في هذا العام لم يتغير شي بالرغم من وصول شخصيه جديدة كوزير للتربية فهو واصل سيره على عادة زملائه القديمة ليتاجر كما تاجر من سبقه في الوزارة متجاهلا?ٍ أصوات الطلاب التي تتردد يوميا على مسمعه المطالبين بتحويل الوزارة إلى وزاره خدمية حقيقية هدفها الأساسي خدمة الطالب والعملية التعليمية من اجل واقع تعليمي جيد .. فتكرار ما يحدث كل عام مع نتيجة شهادة الثانوية والأساسية من متاجره بها وبيعها حصريه لأحدى الشريكات الهاتفية برسوم العشرين ريال للدقيقة يوضح بأن الوزارة لا تزال خايبه والقائمين عليها أخيب .
وأنت يا أشول يا وزير-التربية- الخدمة المجانية كم نصيبك من هذه ألصفقه ? وهل تحولت الوزارة إلى إقطاعية خاصه بك لهذا عليك أن تتأكد بأنك سوف تذهب غير مأسوف عليك فأنت لم تحسن بأتخاذ قرار يحسب إليك
عملية التعليم في اليمن لا زالت سلعه تجارية أو سياسية فإذا لم تزج في سوق التجارة يتم الزج بها في عالم السياسة من الخلافات والصراعات وما حصل في الفترة السابقة ولا زال يحصل إلى اليوم كفيل بأن يجعل الطالب يعي بالزيف الذي يمارس بحقهم فلم يعد هناك طرف أو جهة حقيقية تمثل العملية التعليمية
أتذكر فيما مضى من الأيام القلية زيارة وزير التربية إلى طالبات مدرسة نعمه رسام بتعز للنظر في مطالبهن وكيف التقى مدير مكتب التربية بالمحافظة مع نقيب المعلمين بهمسات وإشارات وحديث سمعته كوني كنت بجوارهم هدفه الالتفاف على مطالب الطالبات وإجهاض ثورتهن ضد الإدارة الفاشلة إذا أمعنت فيهم تجدهم متخاصمين ومتحابين أيضا مصالحهم الشخصية هي من تجعلهم يجتمعون ويختلفون إذا?ٍ فمسئولية تدهور حالة التعليم في اليمن لا تقتصر على الوزارة بل على النقابة أيضا أن تتحمل مسئولية فشلها وتصحح أخطائها وعليها أن تبتعد وتكف عن التفكير بالزج بالطالب من اجل الحصول على مأربها ? كما حصل في العام الماضي عندما دعت نقابة المعلمين الطلاب إلى عدم الاستجابة والدخول في الاختبارات النهائية لتتخلي بعدها عنهم يواجهون السقوط فور استلامها مستحقاتها المالية التي كانت نقطة الخلاف بينها وبين الجهات الرسمية المسئولة وكان الطالب هو الضحية ونتيجته الرسوب
على الحكومة أن تؤمن بالطلاب كطلائع تصنع للشعوب طريق الحياة ? كما أنهم الآلات الإنتاج الوطني وعليها اليوم أن تعيد نظرها بواقع العملية التعليمية التي لا زالت في حالة من سيئ إلى أسوء بسبب السياسات الفاشلة التي تنتهج وفي ضل إدارة لا ترتقي لمستوى المسئولية .